احتفلت طرابلس، ليل أمس، بخروج حسام الصبّاغ من سجن رومية المركزي. استُقبل «الحاج أبو الحسن» استقبال الفاتحين، بعدما قضى سنتين خلف القضبان. حُمل الصبّاغ على الأكتاف أرضاً، فيما اشتعلت سماء طرابلس بالمفرقعات النارية.

بالنسبة إلى مستقبليه هو «صِمام أمان» المدينة، ورمزٌ تُنسج العديد من الروايات بشأنه، من مقاتل شرس إلى شرعيٍ مخضرم وما بينهما، شبحٌ قلّما تجد أحداً يستطيع أن يقتفي أثره. الى روايات عن عشرات المرافقين والحزام الناسف الذي يتزنّر به، لكنّ معظم هذه الروايات لم يكن صحيحاً. لا حزام ناسفاً ولا مرافقين، بل غالباً على دراجةٍ نارية أو بين أغنامه. بل أكثر من ذلك. حاولت بعض الأجهزة الأمنية التوسط له، مشيرة إلى أنّه كان يلعب دوراً أساسياً في تهدئة الأوضاع وضبطها.

وقد أدانت «العسكريّة» الصبّاغ بالانتماء إلى تنظيمٍ مسلّح بقصد ارتكاب أعمال إرهابيّة. وبالتالي، كان الصبّاغ أقل المحكومين مدةً بين قادة محاور باب التبّانة، رغم أنّه كان يُعدّ أبرزهم. فضلاً عن المعلومات المتداولة، والمستقاة من تقارير أمنية، وتزعم أنّه «أمير القاعدة في منطقة الشمال». فقد ارتبط اسم الرجل بإرسال المسلّحين إلى سوريا. وزُجّ اسمه في تقرير مسرّب عن استخبارات الجيش لربطه بـ «مهندس التفجيرات» نعيم عبّاس. وقبلها ارتبط اسمه بخلية تجنّد مقاتلين لإرسالهم إلى العراق، إلى جانب اسم الشيخ نبيل رحيم، قبل أن يبرّئه المجلس العدلي منه. كذلك تردد أنّه «أمير باب التبّانة» بعدما بايعه مسلّحوها لاقتحام جبل محسن.

أثناء محاكمته، ردّاً على سؤال رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل ابراهيم له عمّا إذا كان أمير الشمال، أجاب: «أنا أمير على زوجتي فقط». وتؤكد مصادر مواكبة أن الصبّاغ «كان إطفائياً في زمن جولات الصراع بين التبانة وجبل محسن. لم يشارك مقاتلاً في أحداثها، بل كان ينزل على الأرض لتهدئة الأوضاع فيها. وأهل طرابلس يعلمون أنّ الصباغ لم يؤلف مجموعة ولم يملك سلاحاً، وأنّه كان يطلب من الشباب، ممن يأتون إليه لحراسته في الليل، الانصراف إلى منازلهم وإيجاد عمل لإطعام عائلاتهم، لأنه ليس مطارداً أو مطلوباً». وهذا ما كرره أثناء محاكمته مؤكداً أنّه «لا يؤيّد داعش ولا النصرة ولا القاعدة».

الى ذلك، أصدرت المحكمة العسكريّة حكمها على عدد من المسلحين الذين اعتقلوا إثر تنفيذ الخطّة الأمنيّة في الشمال، من بينهم عبد الله الجغبير (أبو هاجر) وأحمد كسحة المتهمان بأنّهما من أبرز قياديي داعش، وزياد صالح الملقّب بـ»علوكي». وحكم على هؤلاء بالحبس سنة واحدة.