الدفاع الجوي هو أحد فروع الجيش ، وانشأ في القرن العشرين لمواكبة التطورات في الحروب الحديثة ، لا سيما بعد اختراع واستخدام الطائرات والصواريخ . وتكمن المسؤولية الأساسية لقوات الدفاع الجوي في الدفاع عن الأهداف الأرضية والبحرية والجوية ، ضد خطر الطائرات والصواريخ الباليستية . اي حماية القوات البرية في الميدان ، والمنشآت العسكرية والمدنية الحيوية ، مثل الجسور والمطارات والموانئ البحرية .
يستخدم الدفاع الجوي في عمله منظومات من الطائرات المقاتلة والاستطلاع والرادارات (قصيرة - متوسطة - طويلة) المدى واجهزة الحرب الإلكترونية مع منظومات الدفاع الأرضية المتحرك التي تستخدم صواريخ (أرض-جو) (قصيرة - متوسطة - طويلة) المدى وكذلك مدفعية الطائرات السريعة الثابتة والمتحركة، وحتى الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات لصد هجوم طائرات مقاتلة أو صواريخ موجهة لتدمير أهداف حيوية سواء كانت أرضية أو بحرية أو جوية·
نشأة وتطور الدفاع الجوي
بدأ استخدام الطائرات في العمليات العسكرية في 24 كانون الأول 1914. ومنذ ذلك الوقت بدأ التفكير في تطوير الأسلحة المناسبة للتصدي لها . وكان أول مدفع مضاد للطائرات، تم إنتاجه في روسيا عام 1914، ثم ظهرت المدفعية المضادة للطائرات، بعد ذلك، في كل من ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا.
ظهر الرادار في عام 1940، في الحرب العالمية الثانية ، وكان اختراع مهم في مجال الاستطلاع الجوي والإنذار. وخلال هذه الحرب دارت أهم وأكبر معارك الجو والدفاع الجوي، معركة بريطانيا، والتي دارت رحاها بين الألمان والإنجليز، والتي برزت، خلالها، أول منظومة دفاع جوي، في التاريخ الحديث.
ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عام 1945، تطورت طائرات القتال بصورة متزايدة، وتطورت معها، وسائل وأسلحة الهجوم الجوي، وفي المقابل، ظهرت الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، في بداية الخمسينيات. وقد ساهمت الحروب الإقليمية، في كل من كوريا، وفيتنام، والحرب الهندية ـ الباكستانية، والحروب العربية الإسرائيلية في زيادة وسرعة التطور، في هذا المجال.
وتعتبر حرب تشرين / أكتوبر 1973، ومن قبلها حرب 1967، وحرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، خير دليل على أهمية دور الدفاع الجوي، في الحرب الحديثة ، وإمكانية أن تتمكن منظومة دفاع جوي، على درجة عالية من الكفاءة ، في تحييد قوة جوية ذات شأن، وحرمانها من حرية الحركة في السماء.
في الأول من آب 1945 تسلمت السلطات اللبنانية الوحدات العسكرية اللبنانية التي كانت خاضعة للقيادة العسكري الفرنسية . وكان الجيش يقتصر فقط على قوات برية . واسس سلاح الجو في الأول من حزيران سنة 1949 ، وجرى تأسيس سلاح البحرية في العام 1950 .
لا يمتلك لبنان سلاح الدفاع الجوي ، كأحد الأفرع القوات المسلحة . والجيش اللبناني مزود بمدفعية مضادة للطائرات روسية من نوع ZU-23-2 عيار 23 ملم ، وصوارخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من نوع سام-7 Strela-2 .
العدو الإسرائيلي
للكيان العبري أطماع بأراضي ومياه لبنان ، ومنذ قيامه في العام 1948، سعى هذا الكيان العبري للاستيلاء على الأراضي العربية المحيطة به ، ومن بينها لبنان. وقد قام لهذه الغاية باعتداءات واجتياحات برية عدة . فعلى الرغم من اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 ، كانت قوات العدو الإسرائيلي وحتى انسحابها في 25 ايار 2000 عن معظم الأراضي اللبنانية المحتلة ، تهاجم القرى وتقتل المواطنين, وتضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية, لدفع الأهالي الى النزوح.
بعد حرب 1948 ، اعتمد العدو الإسرائيلي بشكل رئيسي على سلاحه الجوي المتفوق في العدد والعدة والتقنية في حروبه مع العرب.
ومنذ العام 1948 ، وقيام الدولة العبرية ، يستبيح سلاح الجو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية . ويعتبرها مجالا حيويا له ، وطائراته تحلق في سماء لبنان بحرية من غير قيود. وخلال اجتياحاته واعتداءاته على لبنان كان سلاح الجو هو الأساس في العمليات العسكرية ، إجتياحات وإعتداءات اعوام 1978 و1983 و1993 و1996 و2006 ، قام الطيران الإسرائيلي بشكل اساسي بقطع أوصال الجغرافيا اللبنانية عن بعضها البعض، ففصل الجنوب عن العاصمة بيروت، وفصل منطقة البقاع عن الغرب والشمال.
المواجهات
شارك لبنان في المجهود الحربي لحرب 1948 التي اندلعت في 15 ايار 1948. وفي ليلة 28-29 تشرين الأول 1948، بدأ الجيش الصهيوني تنفيذ عملية حيرام على الجبهة الشمالية ، وكان هدف العملية تدمير القوات العربية الموجودة في منطقة الجليل الأعلى والسيطرة عليه وعلى طول الحدود الشمالية لفلسطين وطرد السكان العرب و اللاجئين من المناطق المحتلة من فلسطين.
سبق الهجوم البري غارات جوية وقصف مدفعي بدأ منذ 22 تشرين الأول. تقدمت وحدات الجيش الصهيوني باتجاه البلدات العربية بعد معارك قاسية مع جيش الإنقاذ.وسيطروا على القرى السبع ومن بينها المالكية . كما عبرت القوات الصهيونية الحدود الى لبنان، واحتلت 15 قرية، وارتكبت مجزرة في بلدة حولا واودت بحياة 93 مواطنا.ووصلت إلى نهر الليطاني قبل أن تنسحب وفقا لأحكام اتفاقية الهدنة عام 1949.
في 14 كانون الأول 1954 نفذت اسرائيل أول عملية خطف الطائرات في الشرق الأوسط حيث اعترضت مقاتلات إسرائيلية طائرة ركاب سورية مدنية بعد إقلاعها من دمشق وأجبرتها على الهبوط في مطار اللد واحتجزت ركابها رهائن خلال 48 ساعة. وتمت عملية الإعتراض فوق البحر قبالة لبنان .
في اوائل الستينات من القرن الماضي ، اسقطت طائرة هوكر هنتر لبنانية طائرة إسرائيلية فوق بلدة كفرمشكي في منطقة راشيا الوادي واسر طيارها .
وفي العام 1965، أغارت الطائرات الاسرائيلية على منابع الحاصباني والوزاني وعطلت المشروع الذي كان مجلس جامعة الدول العربية قد أقره في العام 1964. ويقضي المشروع المذكور بتحويل مجاري الأنهر التي تصب في بحيرة طبريا، وهي الحاصباني والوزاني اللبنانيان وبانياس السوري.
وفي اليوم الأول من حرب الأيام الستة التي اندلعت في الخامس حزيران من العام 1967 ، اخترقت طائرات حربيتان لبنانيتان من نوع هوكر هنتر الأجواء في شمال فلسطين المحتلة لإستطلاع أهداف اسرائيلية ، الا انه جرى اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي ، وجرى اسقاط احداها .
وفي خلال الحرب سلكت الطائرات الحربية الإسرائيلية مسارات جوية فوق الأراضي اللبنانية لضرب الأراضي السورية. وعلى الرغم من أن لبنان لم يشارك في حرب حزيران، فقد اجتاحت اسرائيل قسمًا من مزارع بلدة شبعا واحتلتها وطردت أهلها وفجّرت منازلهم.
مساء يوم 28 كانون الأول 1968، نزلت فرقة كوماندوس إسرائيلية واحدة نزلت في مطار بيروت بواسطة طائرات مروحية ، لأربعين دقيقة ونسفت 13 طائرة من الطائرات المدنية ثم غادرت دون أية مواجهة.
وفي العام 1970 اجتاح جيش العدو الاسرائيلي منطقة العرقوب، ثم أعاد اجتياحها في مطلع العام 1971 وفي أيلول 1972. وفي هذه الإجتياحات الثلاث تصدى الجيش اللبناني بالإمكانيات المتوفرة لديه للهجمات الإسرائيلية.
بناء على مقررات مجلس الدفاع العربي المشترك ، اشترى لبنان من فرنسا في العام 1968 جهاز رادار متطور للدفاع الجوي عرف باسم رادار الباروك حيث ثم نصبه وكان مداه يبلغ 300 كلم . وقد دمر العدو الإسرائيلي هذا الرادار في 9 تشرين الأول 1973 ولم يتم تعويضعه.
وكان لبنان اشترى مع الرادار ، 12 طائرة ميراج -3 ، وهذه الطائرات لم تستخدم لتأمين مظلات جوية للدفاع عن الرادار الذي كان ناشطا ويقوم بدور فعال في الإنذار المبكر وتزويد السوريين بمعلومات مهمة عن حركة الطائرات الحربية الإسرائيلية .
تجدر الإشارة ، الى انه في العام 1971 الغى لبنان صفقة لشراء صواريخ دفاع جوي من نوع كروتال مع فرنسا .
وفي ليلة 20-21/2/1973 هاجمت قوات إسرائيلية، بحرية ومظلية، معومة بغطاء جوي مخيمي البداوي ونهر البارود، قرب مدينة طرابلس شمال لبنان. وادعى ناطق إسرائيلي أن الهجوم استهدف قواعد للفدائيين: ثلاثاً قرب مخيم البداوي في المرتفعات المحيطة بطرابلس، وأربعاً قرب مخيم نهر البارود، على بعد 25 كم من الساحل.
وفي 10 نيسان 1973 ، تمكنت قوة خاصة اسرائيلية من اغتيال ثلاثة قادة المقاومة الفلسطينية في منطقة فردان في بيروت .
وعلى غرار حرب 1967 ، استخدمت الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال حرب 1973 ، الأجواء اللبنانية للعبور تجاه سوريا . وقد شهدت سماء لبنان خلال هذه عدة مواجهات بين الطيران الحربي السوري والإسرائيلي .
وفي آب 1974، بدأت تل أبيب تنفيذ ما أسمته سياسة الضربات الوقائية، فأصبحت ضرباتها على القواعد الفلسطينية والقرى الحدودية شبه يومية ، وكان الطيران الحربي السلاح الأساسي لتلك الضربات .
في العام 1975 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان .
في العام 1978 ، نفذ الكيان العبري عملية الليطاني واجتاح جنوب لبنان في 14 آذار ، وعلى اثره اصدر مجلس الأمن الدولي القرار 425 . وفي هذا الإجتياح اختبر الإسرائيليون الطائرات الجديدة التي حصلوا عليها من الولايات المتحدة الأميركية من نوعي ف-15 وف-16 .
في 27 حزيران 1979 ، تتدخل الطيران الحربي السوري للتصدي لسلاح الجو الإسرائيليّ عند قيام الأخير بقصف مواقع المقاومة الفلسطينية في لبنان. ومنذ هذا التاريخ تكررت الإشتباكات الجوية . وفي 28 نيسان 1981 أسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية مروحيتين سوريتين . في اليوم التالي لإسقاط المروحيتين أدخل السوريون بطاريات صواريخ سام-6 المضادة للطائرات. وأصدرت إسرائيل تعليمات لطياريها بتوخي الحذر فوق لبنان .
وفي تموز 1981 دمر الطيران الإسرائيلي 6 جسور تربط جنوب لبنان بباقي أنحاء البلاد.
وحصل الإجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982 . ودارت في 9 و 8 حزيران من 1982 ، معركة جوية كبيرة في سماء لبنان وتحديدا فوق سهل البقاع بين الطائرات الحربية السورية والطائرات الحربية الإسرائيلية ، خسر فيها السوريون عشرات الطائرات ، كما استطاع الإسرائيليون تدمير 17 بطارية صواريخ سام – 6 من أصل البطاريات العشرين في البقاع . وفي المقابل خسر الإسرائيليون عدد من الطائرات في المعارك الجوية لم يعلنوا عنها .
وبعد هذه المعركة أدخل السوريون بطاريات صواريخ سام-8 الى البقاع .
وخلال هذه الفترة ، اي اجتياح لبنان في صيف 1982 ، اسقطت المقاومة اللبنانية والفلسطينية اربع طائرات حربية اسرائيلية بنيران المضادات الأرضية .
أدى اجتياح 1982 الى وقوع خسائر بشرية كبيرة حيثاستشهد 30.000 لبناني وفلسطيني وجرح أكثر من 40.000 شخص ، اضافة الى حصار بيروت ونزح أكثر من نصف مليون شخص ، عدا عن تدمير 80 من البنى التحتية اللبنانية.
في 4 كانون الأول 1983 ، اسقط السوريون طائرتين حربيتين اميركيين تابعة للقوات المتعددة الجنسيات التي حضرت الي لبنان في ايلول 1982
وفي كانون الثاني 1984 ، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مناطق الى الشرق من مدينة بعلبك أدت الى استشهاد مئة مواطن وجرح المئات.
في حزيران 1985 ، وتحت ضربات المقاومة ، انسحب جيش العدو الإسرائيلي من معظم الاراضي التي احتلها في اجتياح 1982 ، لكنه احتفظ بـ "شريط حدودي" مساحته حوالي 850 كلم تحتله مع مليشيا جيش لبنان الجنوبي المتعاملة معه .
في 16 تشرين الأول عام 1986 ، اسقطت طائرة فانتوم اسرائيلية اثناء تنفيذها غارة جوية على منطقة شرق صيدا. وكان على متن الطائرة طيار وملاح هو رون آراد الذي اسرته افواج المقاومة اللبنانية أمل . بينما انتشل سلاح الجو الإسرائيلي الطيار .
في 5 ايلول 1987 أسفرت غارة اسرائيلية على مخيم عين الحلوة في صيدا عن استشهاد 46 شخصا .
في آذار 1988 ، وبعد العملية الفدائية في يوم الإثنين 7 آذار في منطقة مفاعل ديمونة في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة ، والتي استعدفت باصا يقل عدد من العاملين في المفاعل ، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على عدد من المناطق اللبنانية أوقعت حوالى مئة شهيد .
وفي ليل 9 كانون الأول 1988 ، قام الإسرائيليون بعملية انزال جوي على تلال الناعمة ، الدامور بعورتا، الدبية السعديات والطريق الساحلي من مفرق عرمون خلدة حتى مرفأ الجية، لضرب قواعد المقاومة الفلسطينية ، التابعة لـ الجبهة الشعبية – القيادة العامة و فتح الانتفاضة وقد دفع تطويق مجموعة من القوات الاسرائيلية الى توسيع رقعة العمليات والقيام بعمليات انزال عدة في المنطقة. وقدم الإسرائيليون من جهة البحر . وكانت العملية مدعومة بغطاء جوي كثيف .
وتجدر الإشارة الى ان هناك مواقع للمقاومة الفلسطينية ، في مناطق لبنانية على الحدود اللبنانية السورية في كل من بلدات ينطا وحلوى والسلطان يعقوب وفي قوسايا. كما أن هناك موقع في جبال بلدة الناعمة جنوب بيروت. ويقوم الطيران الإسرائيلي بقصفها بين الحين والآخر . وآخر هذه الغارات كان في 29 تموز 2015 ضد موقع الجبهة الشعبية – القيادة العامة في قوسايا بواسطة طائرة من دون طيار. اما تلال الناعمة فآخر غارة شنت عليها فكانت في23 آب 2013.
في السادس عشر من شهر شباط 1992 اغتالت اسرائيل امين عام حزب الله السابق السيد عباس الموسوي في 1992 ، في غارة جوية نفذتها طائرة مروحية تابعة لسلاحها الجوي .
في 25 تموز 1993 بدأ العدو الإسرائيلي عدوانا واسعا استمر اسبوعا كاملا، وكانت نتيجته تدميرا واسعا في اكثر من 70 قرية وبلدة وتهجير حوالى 300 ألف مواطن وسقوط اكثر من 115 شهيدا من المدنيين . وانتهى العدوان ، بعد صمود المقاومة واستمرارها في اطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة ، وفرض “تفاهم الكاتيوشا” برعاية اميركية وفيه ما ينص على حق المقاومة في القيام بعمليات ضد مواقع جيش الإحتلال الاسرائيلي مع التقيد من جانب المقاومة ومن جانب العدو في عدم استهداف المواقع المدنية في العمليات العسكرية.
وفي ليلة 21 ايار 1994 اخترقت طائرتين مروحيتن تحملان قوة خاصة ، الأجواء اللبنانية ، وحلقت وفق مسار مدروس ووصلت الى بلدة قصرنبا في البقاع اللبناني لتختطف مصطفى الديراني المسؤول الأمني السابق في حركة امل والذي كان رون اراد محتجزا لديه ، وذلك من اجل الحصول على معلومات عن مصير اراد الذي ما زال مجهولا حتى اليوم .
وفي 5 آب 1994 ارتكب سلاح الجو الإسرائيلي مجزرة جباع و دير الزهراني حين أغار على مبنى من طابقين في بلدة دير الزهراني ودمره على من فيه من عشرات المدنيين .
وفي اواخر العام 1994 ، اغارت الطائرات على معسكر للمقاومة في البقاع اسفر عن استشهاد عشرات المقاومين .
في يوم 11 نيسان 1996 بدأ العدو الإسرائيلي عدوانا جديدا استمر 17 يوما طال جميع المناطق اللبنانية بالقصف الجوي والبحري ودمر البنى التحتية بما فيها محطات الكهرباء والمياه . انتهى بالتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار عرف بتفاهم نيسان ، ومن ابرز بنوده اعادة التأكيد على الامتناع عن قصف المناطق الآهلة بالسكان وعدم استخدامها في العمليات العسكرية.
ادى هذا العدوان الى استشهاد 154 مدني لبناني ، من بينهم 106 استشهدوا في مجزرة قانا . كما جرح المئات ، وهجر نحو 300 ألف .
خلال عدواني 1993 و1996 تمتع العدو الإسرائيلي بسيادة تامة على الأجواء اللبنانية ، وعلى الرغم من وجود القوات السورية ، فان العدو الإسرائيلي تجنب ضرب القوات السورية او قواعد صواريخ سام الموجودة في البقاع ، حتى لا يدخل في مواجهة مباشرة مع سوريا ، وعلى الرغم من وجود اتفاقية دفاع مشترك بين لبنان وسوريا فان السلطات اللبنانية لم تطلب من سوريا التدخل .
وفي 9 و10 كانون الأول 1998 ، قام الطيران الإسرائيلي بغارات وهمية استفزازية ليومين متتاليين ، اخترق خلالها جدار الصوت على علو منخفض فوق المدن والقرى اللبنانية وفي اوقات مختلفة من الليل والنهار ، وذلك للضغط للدولة اللبنانية لوقف عمليات المقاومة ضده في الجنوب المحتل .
وفي 22 كانون الاول أغار الطيران الاسرائيلي على بلدة جنتا البقاعية ، واسفرت الغارة عن استشهاد عائلة مؤلفة أم وستة من أولادها أكبرهم في العاشرة من عمره . وقد ادعى العدو بأنه استهدف معسكرا للمقاومة .
في ليلة 25 حزيران 1999، استهدف الطيران الإسرائيلي البنية التحتية وبشكل خاص محطات الكهرباء والجسور التي تربط الجنوب ببيروت ودمر محطتين كهربائيتين وخمسة جسور.
في 8 شباط 2000 ، أغار الطيران الإسرائيلي على ثلاث محطات كهربائية ردا على مقتل قائد قواته في الجنوب المحتل ايريز غولدشتاين واغتيال عقل هاشم المسؤول الثاني بجيش لبنان الجنوبي العميل.
وفي 25 ايار 2000 اندحر جيش العدو الإسرائيلي من الشريط الحدودي ، وخرج من معظم الأراضي المحتلة باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء من بلدة الغجر .
في 24 ايار من العام 2001 ، أجبرت الطائرات الحربية الإسرائيلية طائرة تدريب لبنانية كانت تحلق في جنوب لبنان على دخول المجال الجوي فوق فلسطين المحتلة حيث قامت باسقاطها بالقرب من حيفا . وزعم الإسرائيليون بأن الطائرة خرقت المجال الجوي لفلسطين .
وفي 16 نيسان2001 ، أغار الطيران الإسرائيلي على موقع للجيش السوري في ضهر البيدر ردا على عملية للمقاومة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة . وقد اطلقت الطائرات صواريخها ضد هدفها من فوق البحر .
وفي 1 تموز قام الطيران الإسرائيلي بقصف محطة رادار سورية في البقاع ، ردا على هجوم للمقاومة على مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا. وقد حلقت الطائرات فوق البحر ، مختبئة وراء جبال لبنان الغربية ، ومن ثم انعطفت فوق البقاع عند أحد الممرات بين قمم سلسلة جبال لبنان الغربية .
في 5 تشرين الأول 2003 ، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على منطقة عين الصاحب قرب دمشق، واستهدف قاعدة لحركة المقاومة الإسلامية حماس . وفي هذه الغارة حلقت الطائرات الإسرائيلية في الإجواء اللبنانية ، واطلقت الصواريخ ضد اهدافها من سماء لبنان .
في 20 كانون الثاني 2004 أغار الطيران الإسرائيلي على جنوب لبنان بعد مقتل جندي في عملية للمقاومة في مزارع شيعا .
وفي 28 كانون الأول 2005 أغار الطيران الإسرائيلي على موقع للجبهة الشعبية للتحرير فلسطين القيادة العامة في تلال الناعمة جنوب بيروت . بعد اطلاق صواريخ على شمال فلسطين المحتلة .
في 28 أيار 2006 اشتعلت الحدود اللبنانية الفلسطينية ، وجرى تبادل للقصف بين المقاومة وجيش العدو الإسرائيلي ، وقام الطيران الإسرائيلي بشن غارات على مواقع للمقاومة الفلسطينية في البقاع والناعمة .
وفي 12 تموز 2006 ، وبعد نجاح المقاومة في اسر جنديين اسرائيليين ، بدأ الكيان الإسرائيلي حربا واسعة على لبنان ، استمرت 33 يوما وفرض حصارا جويا وبحريا عليه . وقصف جميع المرافئ البحرية و مطار بيروت الدولي ، وقصف خزانات الوقود في معمل الجية الحراري الأمر الذي أدى الى تكوين أكبر بقعة من الفيول الأسود في شرق البحر المتوسط . كما دمر العديد من المصانع والمخازن ، اضافة جسراً وعشرات الكيلومترات من الطرق التي لم تعد صالحة للعبور . وخلف العدوان آلاف القنابل التي لم تنفجر ، و القنابل عنقودية .
كما استهدف الطيران الإسرائيلي فوج الهندسة في الجيش وقصف منشآته ومعداته مما ادى الى استشهاد العشرات من افراده .
وصل عدد الضحايا خلال هذه الحرب إلى 1200 شهيد و آلاف الجرحى في لبنان، غالبيتهم من المدنيين و ثلثهم من الأطفال دون سن 12. بالإضافة إلى حوالي مليون مهّجر.
في المقابل ، قصفت المقاومة عمق الكيان الإسرائيلي بالصواريخ ، ووصلت صواريخها الى عمق 70 كيلومتر ، واجلت سلطات العدو سكان المستعمرات المحاذية للحدود مع لبنان ، وتعطلت الحياة الإقتصادية في شمال فلسطين المحتلة بنسبة كبيرة ، ولأول مرة منذ حرب تشرين العام 1973 ، تستهدف الجبهة الداخلية للكيان العبري بشكل واسع .
ولما بدأ جيش العدو اجتياحا بريا ، جوبه بمقاومة باسلة ، وبعدما كان قد أعلن ان هدفه الوصول الى الليطاني لم يستطع اختراق الجبهة ، وانما فقط لبضعة كيلومترات وبعد ان تكبد خسائر كبيرة لا سيما في سلاح المدرعات .
اما في البحر ، فبعد اصابة بارجتين ، بصواريخ بحر بحر ابتعدت سفنه الى خارج المياه الإقليمية اللبنانية ، لكنها بقيت تفرض الحصار البحري .
اما في الجو ، فان معظم الخسائر التي تكبدها لبنان فقد كانت بسبب الغارات الجوية التي لم يمتلك لبنان اي وسيلة لمواجهتها.
بعد اندلاع الأزمة في سوريا ، شن الاسرائيليون عدة غارات استهدفت مواقع داخل سوريا . وكما في الغارات السابقة ، استخدم الطيران الإسرائيلي الأجواء اللبنانية للانطلاق نحو اهدافه وفي ضربها .
ففي كانون الثاني 2013 استهدفت مواقع عسكرية قرب دمشق ، وفي 5 أيار من العام نفسه استهدف الإسرائيليون مركز البحث العلمي في جمرايا قرب دمشق . كما عادت واستهدفته في 30 كانون الثاني 2014 ، وفي 6 أيار 2014.
وفي 3 أيار 2014 ، قصفت طائرات الإسرائيلية كانت تحلق في اجواء البقاع موقع سوري قرب الحدود مع لبنان .
وفي 7 كانون الأول 2014 ، شنت الطائرات الإسرائيلية غارتان على مناطق عسكرية بمحيط منطقة الديماس وعلى مستودع للصادرات والواردات بمطار دمشق الدولي.
في ما سبق ، عرض لأبرز محطات المواجهة مع العدو الإسرائيلي ، مع التركيز على الجوية منها ، فوق الأجواء اللبنانية التي يستبيحها العدو الإسرائيلي ، وخروقاته لها يومية . مع العلم بأنه خلال فترة الإحتلال الإسرئيلي وقبل انسحابه من معظم الأراضي المحتلة في 25 ايار 2000 ، كانت الغارات على لبنان شبه يومية.
المقاومة ضد العدو الإسرائيلي
تستمد المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي أهم مقومات وجودها من الجهد الذي بذله الإمام المغيب السيد موسى الصدر، من خلال دعوته المتواصلة للتدريب على السلاح واقتنائه واستعماله في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، تمهيدا لتحويل هذه الدعوة الى عمل منظم تتوافر فيه شروط الاستمرارية والانتصار.
كان الإمام موسى الصدر وفي كل مناسبة ، يتحدث عن التهديد الإسرائيلي للبنان ، وكان يدعو لمواجته من خلال حملة دبلوماسية إعلامية مركزة وتشمل العالم كله لعرض الأوضاع والأخطار من خلال الاعتداءات المتواصلة، ومن خلال التهديدات الإسرائيلية المتكررة ، والإستفادة من طاقات الشعب اللبناني في الداخل وفي بلاد الاغتراب، والاستعانة بعلاقاتهم الشخصية وبنفوذهم الواسع في العالم.
أما على الصعيد الميداني العسكري ، فقد رأى الإمام الصدر ان العمل العسكري الذي لا بديل عنه على صعيد شعبي، ويجب تدريب ابناء الجنوب والمتطوعين من مختلف المناطق ، وتسليحهم وتحضيرهم للدفاع عن قراهم ومدنهم.
كما كان دائما يدعو الى تكليف الجيش بالانتقال إلى الجنوب، ضمن خطة عسكرية سليمة، وفي مواقع معينة والدفاع المستميت عن الوطن. كما كان الإمام الصدر يدعو الى الاستعانة بالأسلحة التي تقدم إلى الجيش اللبناني من أي مصدر كان.
وقد باشر الامام الصدر تأسيس المقاومة بشكل سري منذ 1973 ، ليعلن عن ولادة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) إثر حادث معسكر التدريب في عين البنية في 5 تموز 1975 .
واستطاعت المقاومة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي كسر وتحطيم فكرة الجيش الذي لا يقهر ودحرته عن معظم الأراضي اللبنانية المحتلة في ايار 2000 ، وفي تموز 2006 ، استطاعت ان تحقق توازن ردع مع العدو عندما اسستطاعت صواريخها ان تقصف عمق الكيان العبري وصد هجومه بري .
الثغرة الجوية
الجيش اللبناني مكشوف جويا ، ولا يمتلك اسلحة قادرة على التعامل مع التهديدات الجوية . فاذا اراد العدو الإسرائيلي القيام بهجوم بري ، فان الجيش اللبناني لديه القدرة على التعامل معه والتصدي له . لكن اذا تدخل سلاح الجو الإسرائيلي فان القوة العسكرية اللبنانية لا تملك غطاء جويا ، لا طائرات وصواريخ ارض – جو، ولذلك هي فريسة سهلة للطائرات الاسرائيلية .
ولذلك تخرق "اسرائيل" الاجواء اللبنانية، لان لبنان لا يملك اسلحة لحماية اجوائه. فالجيش اللبناني لا يملك شبكة صواريخ ارض – جو لاطلاقها على الطائرات التي تخرق الاجواء اللبنانية. وهناك قناعة منذ زمان بعيد، بأنه ممنوع على على لبنان ان يمتلك اسلحة نوعية ، ومن بينها سلاح ارض – جو، ويعتبر ذلك خط أحمر.
القرار السياسي
القول بأن هناك قرار دولي بعدم تزويد لبنان بأسلحة نوعية صحيح . لكن هناك حقيقة ، وهي ان الدولة اللبنانية لم تتخذ قرارا بالحصول على سلاح نوعي ، او حتى فكرت بالحصول عليه . والإنفاق على تسليح الجيش اللبناني لم يكن أولوية للسلطات السياسية قبل الحرب الأهلية وبعدها .
واليوم هناك الجدل والسجال حول الإستراتيجية الدفاعية . وهنا لا بد من الإشارة الى ان شراء طائرات الميراج -3 ورادار الباروك وقرارا الحصول على صواريخ الكروتال بناء على مقررات مجلس الدفاع العربي المشترك ، اثار جدلا حول ما اذا كان هذا الأمر في مصلحة لبنان او العرب ؟؟؟
قيل في التسعينات ، ان هناك قرار من السلطة السياسية بان تستبدل طائرات ميراج 3 المخزنة في مطار القليعات بأخرى حديثة . وقد بيعت هذه الطائرات لباكستان عام 2000 الى باكستان التي قامت باصلاحها وتحديثها وادخلتها الخدمة في سلاحها الجوي . وهنا طرح السؤال اما كان يمكن ان يقوم لبنان بنفس ما قامت به باكستان ؟ فقد اثبتت معارك نهر البارد ، الحاجة لوجود طائرات حربية لمساعدة الجيش في المعارك البرية ، ولو توفرت لكانت قصرت وقت المعركة وقللت من الخسائر .
ومن هنا اتخذت قيادة الجيش قرار بإعادة تأهيل طائرات الهوكر الهانتر .
في 16/12/2008 أعلن وزير الدفاع اللبناني من موسكو أن روسيا ستزود لبنان ب 10 طائرات ميغ -29 كهبة . وهذه الهبة استبدلت بعد سنتين بناء على طلب لبنان ب6 طوافات هجومية من طرازةMI– 24. لم يتم استلامها حتى الآن، ولا يوجد اي متابعة رسمية للموضوع !!!
ان اتخذت السلطات القرار بالحصول على اسلحة فإن الحصول عليه ليس بالصعوبة التي يتم تصورها ، خاصة مع تنوع مصادر السلاح اليوم ، لكنه أيضا ليس بهذه السهولة .
السلاح يمكن شراؤه ليس فقط من الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول اوروبا الغربية ، وهناك أيضا الهند واوكرانيا ، وجنوب افريقيا واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وايران ودول اوروبا الشرقية . ومن الدول العربية هناك مصر التي لديها صناعة اسلحة ، وهي قادرة على تزويد لبنان بحاجاته من الذخائر وقطع الغيار ، وبعض الأسلحة ، وهي اعلنت في غير مناسبة عن استعدادها لتزويد لبنان بما يطلب.
المقاومة والأسلحة المضادة للطائرات
يخشى الكيان العبري ، من حصول المقاومة في لبنان على اسلحة نوعية. وفي عدوان تموز 2006 ، حققت المقاومة توازن ردع مع العدو عندما استطاعت صواريخها ان تقصف عمق الكيان العبري وصد هجومه بري .
وضرب المقاومة لسفينتين حربيتين اسرائيليتن كان مفاجأة استراتيجية مهمة ، اثبت وجود فشل استخباري كبير في توقع نوع الأسلحة التي تملكها او امكانية حصولها عليها ، كما تبين بأن المقاومة قادرة على الحصول على السلاح الذي تحتاجه وتعرف من اين تحصل عليه .
واسرائيل تعرف تماما بأن المقاومة قادرة على قمع خرق بري او بحري للحدود اللبنانية . ووحده الطيران الاسرائيلي يطير في الاجوار اللبنانية بحرية من غير قيود. مع العلم بأن المقاومة تمتلك صواريخ متطورة مضادة للطائرات تطلق من الكتف. وهناك تقارير اسرائيلية تقول بامتلاكها لعدد محدود من صواريخ سام 8 .
في الخلاصة فان امتلاك المقاومة لمنظومة دفاع جوي ، يعني لي ذراع "اسرائيل" الطويلة ، وكسر تفوقها وتعزيز لتوزان الردع معها . وهذا ما يؤرق الإسرائيليين ويقلقهم.
بناء منظومة الدفاع الجوي
التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي ، يحتاج الى تخطيط وقدرات على مستوى الدولة ، لتأمين دفاع الجوي ، عن القوات والأهداف الحيوية في الدولة، ضد هجمات العدو الجوي. ولتحقيق هذا، يجب أن تشتمل المنظومة، على عدة عناصر متناسقة متعاونة، تعمل تحت قيادة واحدة، وهي:
أ. نظام القيادة والسيطرة.
ب. نظام الاستطلاع والإنذار، ويضم: أجهزة رادار أرضية أو محمولة جواً، وأقماراً صناعية، وشبكات المراقبة الجوية بالنظر.
ج. نظم القتال الإيجابية، وتشمل: المقاتلات، والصواريخ الموجهة، والمدفعية المضادة للطائرات.
د. أنظمة الحرب الإلكترونية.
وبما ان عمل المقاومة ومواقعها تتسم بالسرية ، فان امتلاكها منظومة دفاع جوي متكاملة لا يتناسب مع طبيعة عملها . لكن هذا لا يعني ابدا انها ليست قادرة على امتلاك دفاع جوي.
على الدولة ومن واجباتها البديهية ان تمتلك وتؤمن القدرات التي تحمي امنها القومي. فأهم وظائف الدولة السيادية هي الدفاع والأمن .
منذ ثلاث سنوات ، أعلنت السعودية عن هبة لتسليح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليار دولار من فرنسا . وحسب العقود الموقعة من المفترض ان يتسلّم لبنان صواريخ أرض-جو قصيرة المدى (4كلم) من نوع ميسترال (Mistral) سيتم تركيبها على المركبات المدرعة الخفيفة . كذلك تتضمن العقود شبكات رادار جوية وبحرية ، الأوبترونيات، وأنظمة الاتصالات حديثة .
صحيح انه تم الحصول على انظمة رادارات ومعدات الكترونية حديثة ، اضافة الى اسلحة وعتاد بري وبحري ، لكن لم يتم الحصول على اي صواريخ ارض جو، لتحمي الأعتدة التي تم الحصول عليها . ولذا فان تسليح الجيش ناقصاً لعدم الحصول على منظومات دفاع جوي وتحمي سماء لبنان ، وتحمي الجيش من اي هجوم جوي اسرائيلي ويعني ذلك استمرار "اسرائيل" باستباحة الاجواء .
القول بأن الدفاع الجوي اليوم لم يعد ذي فعالية ، مع ظهور الطائرات الشبحية وتطور اجهزة اجهزة الحرب الإلكترونية ، وصوايخ جو ارض البعيدة المدى ( أكثر من 50 كلم ) ، والإستدلال بما حصل في حرب عاصفة الصحراء ، والضربات الجوية ضد يوغسلافيا ، واحتلال العراق . ليس دقيقا ، لأنه لو امتلك العراق او صربيا انظمة دفاع جوي حديثة لكان لها تأثير مغاير ، خصوصا ان انظمة وصواريخ ارض جو في العراق وحتى التي امتلكتها صربيا كانت متأخرة تقنيا وتكنولوجيا أكثر عشرة سنوات عن الطائرات والتقنيات التي واجهتها. وهو ما نفس ما حصل مع السوريين في لبنان في البقاع عام 1982.
اما بالنسبة لمنظمات صواريخ ارض جو التي يمكن الحصول عليها ، فمن المهم التحلي بالواقعية ، وعلى سبيل المثال ، فان منظومات اس 300 الروسية او شبيهتها الصينيةFT2000صعبة المنال . كما أن الحصول على منظومات صواريخ ارض جو من الولايات المتحدة كمنظومة صواريخ هوك فرصه معدومة . لكن ربما لو طلب لبنان انظمة مثل سام 15 تور ام (15 كلم) من موسكو فالحصول عليها ليس مستبعد ، واذا اعترضت اسرائيل ، فليس من الضروري ان توافق روسيا اسرائيل ، لكنها قد تطلب من لبنان عدم نشرها في جنوب لبنان .
كما انه ظاهريا ليس هناك من مانع من حصول لبنان على صواريخ ارض جو حديثة تطلق من الكتف . كذلك يمكن الحصول على انظمة شيلكا للدفاع الجويZSU-23-4وهي منظومة مضادة للطائرات ذاتية الدفع ذات كثافة نيران عالية ليس صعبة وهي مزودة بنظام توجيه نيران ورادار ويمكن تزودها بصواريخ ارض جو قصيرة المدى . وهي جيدة في الدفاع ضد المروحيات ويمكنها ان تؤمن كثافة نيران لإسقاط الصواريخ الموجهة ضد المنشآت.
يبقى من المهم بأنه بغض النظر عن نوع الصواريخ ارض جو التي قد نحصل عليها ، سواء كانت حديثة او قديمة ، فانها ستكون الهدف الأول لقصف للطيران الإسرائيلي عند او بعد تسلمها او في اي حرب مقبلة معها .