أكد المتروبوليت ​كيرلس بسترس​ أنه تمت منذ مدة وجيزة المصالحة التاريخية بين فريقين مسيحيين تقاتلا، كما تقاتل غيرهم في أثناء الحرب الأهلية، وكادا أن يفني أحدهما الآخر، مشيراً الى "أننا نرحب بهذه المصالحة، ونطلب أن تنتقل هذه المصالحة إلى جميع الأفرقاء".

وفي كلمة له خلال ترؤسه صلاة غروب احتفالية مساء اليوم في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم- مطرانية بيروت طريق الشام، وذلك لمناسبة عيد دخول المسيح إلى الهيكل، أوضح بسترس أن الأوطان تبنى على اتفاق إرادات جميع المواطنين بأن يعيشوا معا في سلام، ويسعوا إلى خير الجميع، هذا ما أراده مؤسسو الوطن اللبناني، رافعين معا من كل الطوائف التي تمثل الجسم اللبناني شعار الاستقلال عن الدول الأخرى، سواء في الشرق أم في الغرب، وهذا الاستقلال قد أرادوه في الوقت عينه انفتاحا على جميع الدول وإنشاء صداقات مع جميع الدول، لمصلحة وطنهم. لكن هذا الانفتاح قد أمسى اليوم، مع الأسف الشديد، ارتهانا لدول الأخرى، فكأن لبنان قد أضحى مسرحا للدول الأخرى لتعزيز مصالحها الخاصة المتناقضة مع مصلحة لبنان ومصلحة جميع مواطنيه.

وأشار الى "اننا اليوم ننتظر أن يسفر الحوار الذي يتم بين مختلف الأحزاب والتكتلات والتيارات عن وفاق شامل يجمع كل الفرقاء في وحدة وطنية حقيقية، في وجه ما نشهده حولنا من إرهاب حول شرقنا الذي فيه نشأت أدياننا السماوية إلى جحيم من البغض والكراهية، لذلك نؤكد مع الشعب كله ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفي الاتفاق على قانون عادل للانتخابات النيابية يضمن المساواة بين جميع الطوائف".

وطالب الحكومة بأن تستمر في اجتماعاتها لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الكثيرة التي يعاني منها الشعب، ولا سيما لمسألة النفايات التي أصبحت سما يتنشقه اللبنانيون، معرباً عن تعجبه من المسؤولين في الدولة كيف يرضون على أنفسهم، هم الذين يفتخرون بأن لبنان قد ورث حضارة عمرها ستة آلاف سنة، أن يناموا ملء جفونهم، فيما النفايات تتكدس أكواما في زوايا الشوارع".