ذكرت "الديار" ان اللقاء الذي جمع عضو الهيئة الاستشارية في حركة امل الدكتور زكي جمعة مع عدد من سلفيي ​طرابلس​ لم يكن الاول من نوعه في سياق الانفتاح الشيعي الممثل بحركة امل على اهل السنة في طرابلس. فقد سبقته لقاءات تحضيرية وتمهيدية أدى دورا فيها احد قادة التيار السلفي المعتدل والمنفتح في الشمال الشيخ صفوان الزعبي وزاد من وتيرة هذا الانفتاح بدء عهد المصالحات بين الطوائف والمذاهب سواء من خلال "حوار الاديان والمذاهب" او بعد لقاء القطبين المسيحيين الاكثر تمثيلا على الساحة المسيحية عون - جعجع، الامر الذي شجع الزعبي على قيادة الانفتاح على الطائفة الشيعية من بوابة حركة امل لنسج علاقات سنية - شيعية ومن خلال اللقاء السلفي الذي ضم الى صفوفه عددا من السلفيين العلميين المعتدلين الذين لا يجدون حرجا في اللقاء مع حركة امل الشيعية حسب قول احدهم.

وحسب مصدر مطلع ان حركة امل تعتمد سياسة الانفتاح والتمدد نحو طرابلس والشمال حيث البيئة السنية التي شحنت على مدى السنوات الماضية شحنا مذهبيا بغيضا غير مسبوق وان اليد الحركية ممدودة نحو اهل السنة التي لاقتها يد سلفية منفتحة لم تغرق في مستنتقع الالغاء والحروب العبثية التي شهدتها الساحة الطرابلسية حين امسكت قوى تكفيرية بإمرة هذه الساحة وأمعنت في شحن وتعبئتها وتحريضها بتكفير الآخرين.

فاللقاء الذي انعقد في دارة مؤسس اللقاء السلفي الشيخ صفوان الزعبي تميز بالصراحة سواء من جهة السلفيين الذين شاركوا من فاعليات باب التبانة او من جهة الدكتور جمعة الذي استمع الى شكاوى "اهل السنة" من ابناء طرابلس ومطالبهم وابدى تجاوبا غير مشروط للتعاون معهم وان ابواب حركة امل مفتوحة لهم وعلى كل المستويات، وقد سمع السلفيون الطرابلسيون المشاركون في اللقاء كلاما متقدما في العلاقات السنية - الشيعة التي تحد من حجم الاحتقان المذهبي الذي تسببته القوى التكفيرية في تشويهها للمفاهيم الاسلامية عبر ما لقنته للناشئة والشباب من خلال المساجد والمنابر والمعاهد التي دأبت على تكفير الشيعة وتحريض الساحة الاسلامية في مواجهة الشيعة الى حد تزيين العمليات الانتحارية في وسط الشيعة طريقا الى الجنة.

اضافت: حمل السلفيون من ابناء طرابلس هموم وهواجس التبانة الى الاجتماع لا سيما ملف الموقوفين الطرابلسيين والملاحقات الامنية لما اعتبروه "استهداف اهل السنة في طرابلس" حسب تعبيرهم، ودعوتهم الى الغاء "وثائق الاتصال" والى رفع الظلم عن اهالي التبانة، واعتبر احد المشاركين ان لا مشكلة لديهم مع حركة امل باعتبارها لم تنخرط في الازمة السورية في اشارة منه الى انخراط حزب الله في الداخل السوري وان هذا الانخراط شكل سببا رئيسا لموقف سلفي من حزب الله بالرغم من كل التوضيحات التي اكدت ان حزب الله لا يستهدف اهل السنة سواء في سوريا او لبنان او في اي منطقة من بلاد المسلمين والعالم وانما حربه هي على الارهاب التكفيري الذي لم يوفر السنة كما الشيعة، بل ان دخول حزب الله سوريا شكل حربا استباقية ضد المنظمات التكفيرية التي اعلنت صراحة ان لبنان ضمن خريطة "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام".

وحسب المصدر ان اللقاء الذي انعقد في دارة الشيخ الزعبي في ابي سمراء ستترتب عليه نتائج ابرزها:

اولا - خطوة متقدمة في العلاقة بين السلفيين من طرابلس والشمال وكتلة شيعية وازنة ممثلة بحركة امل نفست احتقانا سنيا في طرابلس تجاه الشيعة.

ثانيا - تظهير حركة امل على مستوى الساحة اللبنانية بانها المرحب بها في البيئة السنية وفي طرابلس الاكثر احتقانا حيال الشيعة نتيجة الشحن المذهبي الذي مارسه سلفيون تكفيريون.

ثالثا - دور بارز للقاء السلفي ولمؤسسه الشيخ صفوان الزعبي واعتباره الممثل للقوى السنية وللتيار السلفي في الحوار مع الشيعة خاصة انه سبق له ان خاض مشروع وثيقة التفاهم بين التيار السلفي وحزب الله والذي احبط حينها بضغط من الشيخ داعي الاسلام الشهال على ابن عمه الشيخ حسن الشهال الذي كان شريكا في المشروع وعمل على سحبه والتنصل من المشروع.

رابعا - انكفاء القيادات السلفية المتطرفة والتكفيرية عن الساحة الطرابلسية لمصلحة قيادات سلفية معتدلة يمثلها الشيخ صفوان الزعبي، وذاك الانكفاء سهل اللقاء مع حركة امل التي وجدت فرصة سانحة لها للدخول الى طرابلس - البيئة السنية التي كانت منغلقة - مستفيدة هذه الحركة من سياستها في النأي بنفسها عن الازمة السورية حسب وجهة نظر القوى السلفية الطرابلسية التي تحاول ايضا الاستفادة من نسج علاقات مع امل لموقع زعيمها الرئيس نبيه بري في السلطة والادارة اللبنانية وما يمكن ان يقدمه من خدمات في ملفات طرابلسية قضائية وامنية ووظيفية وخدماتية.