رسالة "أمنية" وُصفت بـ"الهامة" حطّت في طهران الأسبوع الماضي، تضمّنت تفاصيل الزيارة السرية التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى "إسرائيل" برفقة رئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان. الرسالة التي كشفت عن أمر عمليات سعودي - "إسرائيلي" قد يكون الأخطر باتجاه سورية ولبنان، نتج عن لقاءات الضيف السعودي بمسؤولين "إسرائيليين" ورئيس جهاز "الموساد"، وتُوِّج باجتماعه ببنيامين نتنياهو، لفتت إلى أن أبرز ما تضمّنته زيارة الجبير تمحور حول طلب المملكة من تل أبيب تدخُّلاً عسكرياً "إسرائيلياً" مباشراً في الجنوب السوري حال البدء بالغزو البري "الموعود" للضغط على القيادة السورية، مشيرة أيضاً إلى زيارة مماثلة قادت زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي إلى السعودية في الثامن من الجاري، بطلب من ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تُرجمت باكورة مفاعيلها تفجيرات دامية في حمص وريف دمشق، في وقت كشفت صحيفة "فاينانشل تايمز" الأميركية الأسبوع الماضي، أن السعودية بصدد تنفيذ خطة عسكرية تفضي إلى عملية برية انطلاقاً من الجنوب السوري، بالتعاون مع الأردن، أُلحقت بتقرير استخباري فرنسي كشف عنه الصحافي في موقع "ميديا بارت"؛ الفرنسي توماس كانتالوب، مفاده أنه في حال ترجمت تركيا والسعودية تهديداتهما بالتدخّل العسكري في سورية، فإن دمشق وحلفاءها جهزوا مفاجآت عسكرية "من العيار الثقيل"، ستُحدث زلزالاً في أنقرة والرياض، كما في تل أبيب!

التقرير الاستخباري الفرنسي الذي كشف أيضاً عن رسالة "صاروخية" بعثت بها موسكو إلى أنقرة عبر دبلوماسيين فرنسيين في التاسع من شباط الجاري، رداً على التهديدات التركية بالتدخُّل عسكرياً في سورية، تضمّن إشارة روسية إلى جهوزية عسكرية وصلت إلى حدها الأقصى، باتت بانتظار أي مغامرة تركية أو سعودية باتجاه الأراضي السورية، وهو ما استتبع تحذيراً أطلقه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ركّز فيه على أن احتمال الحرب بين روسيا وتركيا بات كبيراً. وفي حين نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن الرئيس السابق لجهاز الأمن الفدرالي الروسي نيكولاي كوفاليوف، تحذيره للنظامين التركي والسعودي بقوله "عليهما ألا يستبعدا قيام المقاتلات الروسية بقصف قواتهما في حال الدخول إلى الأراضي السورية"، لفت الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية؛ جون كرياكو، إلى المؤازرة العسكرية الإيرانية التي بدت "لافتة جداً" في جبهات الشمال السوري، تحديداً في ريف حلب، متوقفاً عند تبادل الزيارات المتلاحقة بين وزيري الدفاع الإيراني والروسي، حيث تم تحديد موعد انطلاق العمليات العسكرية في حلب، مع إصرار العميد حسين دهقان على تحريرها بالمدة المحددة "ولو كلف ذلك حياة المزيد من نخبة القادة الإيرانيين الذين يؤازرون الجيش السوري".

وبالتزامن، ورغم التراجع التركي مؤخراً عن نية أنقرة التدخّل عسكرياً في سورية، والذي أعقب تنصّل حلف "الناتو" من دعم تركيا في حال أقدمت على هذا التدخل، إلا أن معلومات صحافية أشارت إلى أن ضخ الأسلحة من أنقرة إلى جماعاتها المسلحة في الداخل السوري بات يمر عبر معبر "جيلفا كوزو" الحدودي بمدينة الريحانية، كاشفة عن هبوط طائرة عسكرية كويتية ليل 12 من الجاري في مطار لواء اسكندرون، محمَّلة بشحنات أسلحة ومعدات عسكرية "نوعية"، من دون تأكيد ما إذا كانت هذه الأسلحة قد وصلت فعلاً إلى الجماعات المسلحة.. المعلومات التي أكّدها لاحقاً النائب السابق عن "حزب الشعب الجمهوري" التركي محمد أديب أوغلو لصحيفة "جمهورييت"، والتي أُلحقت بأخرى عبر وكالة "دوغان"، بإشارتها إلى تعزيزات عسكرية تركية مكثّفة تم إرسالها إلى المناطق الحدودية مع سورية، واكبت تقريراً ميدانياً كشف عن عبور اثنتي عشرة شاحنة محمَّلة بالعتاد العسكري إلى درعا، من دون إغفال إشارته إلى معلومات أكدها زعماء عشائر وسكان محليون أشاروا إلى أن ضباطاً سعوديين باشروا في الايام الماضية بتنفيذ مهمات استطلاعية على الحدود السورية - الأردنية.

لكن حسب معلومات أمنية روسية مقرَّبة من الكرملين، فإن قراراً حاسماً واستراتيجياً حمله وزير الدفاع الروسي من طهران خلال زيارته الأخيرة، ستظهر مفاعيله "الهامة" في الميدان السوري خلال الأسابيع المقبلة، في وقت تتجه أنظار المراقبين الدوليين إلى "أم المعارك" حلب، "التي ستقرر مصير الحرب في سورية، والمنطقة، والتي ستسجل النصر الكبير للأسد"، وفق توصيف موقع "كورييه انترناسيونال" الفرنسي.