دعا الامين العام لجامعة الدول العربية ​نبيل العربي​ الى وضع "مقاربة عربية شاملة" لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.

وخلال الجلسة الافتتاحية لاعمال المؤتمر المشترك الثاني بين جامعة الدول العربية والمجلس المصري للشؤون الخارجية بمقر الجامعة تحت عنوان "الانعكاسات الأمنية الاقليمية للاتفاق النووي الايراني مع مجموعة دول 5+1"، اعتبر العربي "ان المنطقة العربية شهدت تطورا جيوسياسيا لا يمكن اغفاله وهو توقيع الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة دول "5+1" بفيينا في العام الماضي ودخوله حيز التنفيذ في يناير الماضي".

ولفت الى "ان تداعيات هذا الاتفاق على الدول العربية متعددة الأبعاد لا تقتصر فقط على البعد الفني للتأكد من الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الايراني بل أيضا هناك ابعاد أمنية وجيوسياسية كثيرة سيما في ضوء التدخلات الايرانية المتزايدة بالمنطقة".

وأوضح "انه لأمر محمود أن تتوصل ايران ومجموعة دول "5+1" الى اتفاق حول برنامجها النووي ودليل على قدرة الدبلوماسية في حل الخلافات بالطرق السلمية ونزع فتيل الأزمة مؤقتا بشأن هذا البرنامج".

وأضاف "لكن يبقى الحكم على نجاح الاتفاق من عدمه معتمدا في المقام الأول على التزام ايران في التنفيذ الأمين لبنوده وقدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحديد مدى هذا الالتزام".

واعتبر "ان مخاوف الدول العربية التي تم استبعادها في هذه المشاورات ليست من الاتفاق النووي بحد ذاته بقدر ما قد يفرزه من آثار أمنية وسياسية واقتصادية عليها".

ودعا العربي الى "ضرورة أن تكون لدى الدول العربية خيارات استراتيجية متنوعة"، معربا عن "الاسف" لان بنود الاتفاق النووي المبرم "تتسم بمرحلية الالتزامات وأن هناك بنودا سيعاد النظر فيها بعد فترة زمنية محددة.

واكد في الوقت ذاته "ضرورة ألا يصرف الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة دول "5+1" الانتباه عن وجود أسلحة نووية ومنشآت نووية في اسرائيل لا تخضع لأية رقابة دولية".

واشار الى ان اسرائيل نجحت طيلة العقود الماضية في "التلاعب" بالمجتمع الدولي لتجنب تسليط الضوء على ترسانتها ومنشآتها النووية، معتبرا أن المجتمع الدولي ساعدها في ذلك بانحيازه لموقفها وتبنيه سياسة الكيل بمكيالين في موضوعات نزع السلاح وعدم الانتشار.