أكد رئيس بعثة "اليونيفيل" في لبنان الجنرال ​لوتشيانو بورتولانو​ أنهمنذ إنتشار اليونيفيل في 19 آذار عام 1978 بموجب القرارين 425 و426، عملت مع السكان في جنوب لبنان على تأسيس علاقة قائمة على الدعم والاحترام والثقة المتبادلة التي تعززت على مر الأعوام. وعلى أثر النزاع في تموز عام 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 لتعزيز مهمة اليونيفيل وقدراتها، تمهيدا لانتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

وفي كلمة له خلال احتفال بالذكرى الـ38 لتأسيس اليونيفيل، أوضح بورتولانو أنه "يسرني أن أرحب بكم في مقر قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان للاحتفال بتأسيس مهمتها، ويشرفني حضوركم في هذا اليوم المميز بالذكرى ال38ـ لوجود اليونيفيل في جنوب لبنان، وإني لسعيد بأن أراكم جميعا اليوم مؤكدين بذلك الشراكة المتميزة التي أسست لها اليونيفيل مع لبنان على مر السنين"، مشيراً الى أن اليونيفيل تضم اليوم حوالي 11 ألف جندي من 40 دولة مساهمة مدعومة من حوالى ألف موظف مدني دولي ومحلي، وهي تعتبر وحتى تاريخ اليوم من أكبر مهمات دعم حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم وأكبر تواجد للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، لقد حققت اليونيفيل منذ تأسيسها إنجازات عدة بنجاح من خلال العمل مع العديد من شركائنا، وإني لفخور بأن أشارككم أحد أهم إنجازاتنا، ألا وهي إحترام وقف الأعمال العدائية والحفاظ على فترة من الهدوء والإستقرار أتاحت لأهالي الجنوب عيش حياة أفضل، رغم الخروق الخطيرة لوقف الأعمال العدائية في 20 من كانون الأول و4 كانون الثاني. لقد استطعنا إعادة الهدوء، وأكدت الجهات مواصلة الإلتزام التام بالقرار 1701".

وأشار إلى أن جهود اليونيفيل لنزع فتيل التوتر وتفادي التصعيد تكللت بالنجاح من خلال التعاون مع الجهات المعنية، لافتاً الى أن "هذه الأحداث تذكرنا بهشاشة الوضع الراهن، فتجربة الأمم المتحدة في جنوب لبنان لم تكن للأسف من دون ثمن، ومنذ تأسيسها خسرت اليونيفيل أكثر من 300 عنصر مدني وعسكري من حفظ السلام الذين قدموا التضحية الأسمى في سبيل خدمة المهمة. دعونا نكرم ذكرى من ضحوا في حياتهم متمسكين بمبادىء المنظمة".

ولفت بورتولانو الى أنه "تصادف هذه السنة الذكرى العاشرة لتبني مجلس الأمن الدولي القرار 1701، فدعونا هنا نلقي نظرة وجيزة على السنوات الماضية، يعني الإطار الأول الذي تعمل فيه اليونيفيل في الوقت الراهن. فإن البيئة السياسية والإجتماعية والعملانية التي تحتضن اليونيفيل اليوم من أجل تنفيذ مهامها مختلفة عما كانت في عام 2006 عند تبني القرار 1701".

وأكد أن التحديات والتغييرات في السيناريوهات المحلية والإقليمية تحتاج إلى إعادة تقويم مستمر لمهمة اليونيفيل بكل جوانبها المادية و العملانية والعسكرية والمدنية على حد سواء. وأن المرونة وإمكانية التكيف والإستباقية والإبتكار التي أظهرتها مهمة اليونيفيل خلال السنوات العشر الماضية أثبتت أن سر نجاح تطبيق مهمتها بقي ثابتا خلال هذه السنوات.

وشكر الجيش اللبناني والمرجعيات الدينية و السياسية والشعب اللبناني، معرباً عن امتنانه لـ"دعمكم المستمر وعملكم الدؤوب في العمل، جنبا الى جنب مع حفظة السلام والصداقة التي تربطنا. إن دعمكم لم يتأثر بالتغيرات الحاصلة، فأنتم اليوم وأكثر من أي وقت مضى تشكلون العنصر الأساس في نجاح اليونيفيل".

وأكد بورتولانو "اننا ممتنون للدول المساهمة على ثقتها بمهمة اليونيفيل، فإن مساهمتها هي الضمان للتقدم في تطبيق ولاية اليونيفيل ومجابهة التحديات بثقة".