اعتبر القيادي في المعارضة السورية وعضو الائتلاف ​برهان غليون​ ان السبب الرئيسي الذي أدّى لتقدم العملية السياسية في مفاوضات جنيف الأخيرة هو وجود حد أدنى من تفاهم روسي–أميركي على وجوب حل الأزمة السورية، لافتا الى أنّ المعارضة، أبلغت المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأن لا إمكانية لحلّ جدّي بغياب التفاهم الدولي باعتبار ان الأزمة خرجت من أيدي السوريين وباتت بأيدي الخارج.

وأشار غليون في حديث لـ"النشرة" الى ان الاتفاق الدولي "ينعكس تلقائيا اقليميا باعتبار ان للروسي مَوْنة وعلاقات مهمة مع النظام السوري وايران، وللأميركي مَوْنة وعلاقات مع الدول العربية وتركيا، ما يشكل موطىء قدم لحُسن التقدم بطريق المفاوضات"، مستبعدا ان تسير الامور بالسرعة المطلوبة "خصوصًا وان لا خطة جاهزة لاعتمادها لكن هناك نية وارادة واضحة للدفع باتجاه الحل على ان يتظهر على قاعدة من سيربح أكثر ومن سيخسر أكثر".

خرق كبير

ولفت غليون الى ان "الارادة الدولية المشتركة للتوصل لحل للأزمة ليست بسبب معاناة السوريين، بل لتفاقم أزمة اللاجئين وانتشار الارهاب في دول العالم ولادراكها ان لا امكانية لحلّ مضاعفات الحريق السوري من دون السيطرة عليه". واضاف: "كانوا يقولون بمحاربة الارهاب بالتفاهم مع الأسد الا انّهم أيقنوا اليوم ان لا امكانية لاحتواء الارهاب ببقائه، وهذا بحد ذاته خرق كبير".

وشدّد غليون على ان "العقدة الأساس في الأزمة السورية ومنذ اندلاعها هي (الرئيس السوري بشّار) الأسد"، لافتا الى ان "الحرب ككل اندلعت وتفاقمت بسبب هذا الأمر ولرفضه التنازل وفتح الطريق امام الاصلاحات السياسية واصراره على البقاء وتدمير البلد". وأضاف: "اذا لم ينجح الروس والأميركيون بحل هذه العقدة فالتسوية كما العملية السياسية الى الانهيار".

ورقة التوت

وتابع غليون انّ "من المستحيل اعادة بناء سوريا بوجود الرئيس السوري الحالي"، لافتا الى عدم امكانية التقدم بالمسار السياسي من دون حل هذه العقدة، واعتبر "قول دي ميستورا ان جوهر مفاوضات جنيف العمل على الانتقال السياسي، الاقرار بوجوب النقاش بمصير الأسد وبتغيير النظام الدكتاتوري–الدموي ليصبح ديمقراطيا"، متسائلا: "كيف يُعقل ان يتم اشراك من قتل وشرّد شعبه باعادة بناء سوريا الديمقراطية؟"

وأشار غليون الى ان الايرانيين "خائفون من ذهاب الأسد كي لا تسقط آخر ورقة توت يغطّون فيها تدخلهم في سوريا"، لافتا الى انّه وبالمقابل "يسعى الروس لتحصيل ثمن رحيل النظام". وإذ أكّد أن "المفاوضات الحاصلة لا تبحث بالوضع في سوريا بقدر ما تبحث بثمن تنحية الأسد وبكيفية تطمين الايرانيين حول ضمان مصالحهم"، وصف العملية بـ"المعقدة الا انها جوهرية وتتمسّك بها المعارضة".

وخلص غليون الى القول ان "الهجمات الارهابية التي تعرضت لها اوروبا اخيرا شكلت عامل دفع اساسي للتسريع بالمفاوضات بعدما شعرت هذه الدول بالخطر وهي تعمل حاليا للحد منه".