يحتفل المسيحيون والمسلمون في الرابع من نيسان هذا العام بعيد "البشارة" أي بشارة مريم ‏العذراء بانها ستحبل وستلد إبناً تسميه يسوع لدى المسيحييين أو عيسى لدى المسلمين، وهي التي ‏لها قيمة خاصة في الإنجيل كما في القرآن. ‏

بالنسبة للمسيحيين العذراء مريم مختارة مسبقاً حسب النبوءات وحسب الوحي بمخطط اللّه ‏الخلاصي. هذا ما يؤكده‎ ‎مدير مركز الدراسات في جامعة سيدة "اللويزة" الأب ​عبده أنطون​، لافتاً ‏الى أن "مريم عُصمت من الخطيئة الأصلية وهي في أحشاء أمها وهي قبل أن تولد مختارة من ‏الله، من هنا لا نستطيع أن نقول إن البشارة هي فقط نتيجة إعجاب بشخص مريم، إنما مريم مهيّأة ‏ومختارة من قبل الله"، مضيفاً: "عندما نقول إنها مهيأة يعني أن الله لديه مشروعه والبشارة هي ‏ملء الزمن الذي أراده ربنا". أما المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية ​هشام خليفة​ فيؤكد أن ‏‏"القرآن يتحدث أيضاً عن مريم التي اصطفاها مرتين"، مشيراً الى أن "الله حفظها من مسّ ‏الشيطان ومن دعاء الخطيئة بسبب دعاء والدتها".‏

يتحدث الشيخ هشام خليفة عن بشارة مريم، لافتاً الى أن "البشارة الأولى هي حين بشّر الله ‏إمرأة عمران أي والدة مريم بمريم وقال لها إن ربها تقبّلها بقبول الحسن وأنبتها ‏نباتاً حسنا"، ويضيف: "أما البشارة الثانية بمريم تكمن حين بُشّرت بعيسى المسيح ‏إبنها، وهذا في قول الله " إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ‎ ‎يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ‎ ‎اسْمُهُ ‏الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" (سورة آل عمران، الآية 45)، وهو اسم مطابق للواقع ‏العقدي في الاسلام". ‏

الأب عبده أنطون ينقل عن القديس لوقا قوله في البشارة "قال إن الله أرسل الملاك ‏جبرائيل الى مريم وهي ليست شخصا تختار حياة معيّنة إنما هي مُختارة ومهيأة ‏ومصطفاة من الله منذ بدء مشروعه قبل الخليقة، وقبل أن تولد مريم وأثناء وبعد ‏ولادة مريم من هنا جاءت الجملة الشهيرة "مريم بتول قبل الولادة وفي الولادة وبعد ‏الولادة"، لأن الله اختارها والله معها والله حماها قبل وفي الولادة وبعدها".‏

الشيخ خليفة يرى أن "مثل هذا اليوم يحقق في لبنان ما يكون رسالة للعالم أنه رغم ‏كلّ ما يحدث من إختلافات قد نجد افكاراً نتقارب عليها ان لم نستطع ان نتّحد وحدة ‏كاملة"، متوّجهاً أيضاً الى من يصفهم بـ"ضيّقي الأفق"، وداعيا الى أن "يكون ‏هناك مجالات لقبول الآخر من حيث ما يجمع الطرفين في منطق قابل للنقاش". ‏فهل ينجح المسيحيون والمسلمون في تحقيق ذلك؟!‏

‏ ‏

تصوير عباس فقيه