رأى النائب السابق اميل لحود أن ما هو أسوأ من الرسم الكاريكاتوري المسيء الذي نشر في صحيفة "الشرق الأوسط" ردّة فعل بعض السياسيّين اللبنانيّين عليه ودفاعهم عن الرسم والصحيفة لمجرد أنها سعودية.

وسأل لحود، في تصريحٍ له "لو نُشر الرسم نفسه في صحيفة تنتمي الى المحور المناهض للسعوديّة، ما كانت لتكون ردّة فعل هؤلاء؟ ألم يكونوا لينتفضوا حينها على الصحيفة ويعطونا دروساً في السيادة والوطنيّة ويحرّكوا شارعهم للاعتراض والتخوين؟".

وتسائل "ماذا لو نشرت صحيفة لبنانيّة تملك مكاتب في السعوديّة الرسم نفسه، واستبدلت العلم اللبناني بالعلم السعودي، ألم تكن السلطات هناك بادرت الى قطع رأس او يد الرسّام ؟"، معرباً عن أسفه "لأن تكون تبعيّة بعض السياسيّين لأمراء السعودية بلغت حدّ الدفاع عن الصحيفة التي أهانت الدولة اللبنانيّة، شعباً ومؤسسات، والاستعجال بتوقيف عدداً من الشبّان الذين تحرّكوا عفويّاً بدافعٍ وطني، نيابةً عن اللبنانيّين جميعاً بدل ان يكلفوا أنفسهم عناء طلب اعتذار من الصحيفة السعوديّة، وهو أقلّ ما يمكن أن يُطلب منها".

ورأى لحود أنّ "البعض يصر على تذكيرنا بالمثل الشهير "من يدفع يأمر"، حتى لو كان ذلك على حساب كرامة بلدهم، من دون أن يملكوا القدرة على إعلان موقف مشرّف تجاه رسمٍ يأتي في إطار سلسلة الإهانات التي يتعرّض لها اللبنانيّون في وسائل الإعلام الخليجيّة، والتهديدات التي تُنشر يوميّاً عن نيّة دول خليجيّة ترحيل لبنانيّين تحت حجج واهية"، لافتاً الى "اننا لسنا نعتب على الصحيفة وعلى بعض الإعلام الخليجي الذي ما كان ليبلغ ما بلغه من مستوى لولا مساهمة اللبنانيّين فيه، بل على السياسيّين اللبنانيّين المتزلّفين للسعوديّة التي كان يجب أن يتمّ استدعاء سفيرها، كما كان يجب أن تُحاسب الصحيفة من قبل وزارة الإعلام اللبنانيّة عبر إجراءات تُتّخذ بحقّها، أقلّه كي لا يتكرّر هذا الفعل في الصحيفة نفسها أو في صحف أخرى".

وشدّد على أنّ "بعض السياسيّين ما زالوا مصرّين على الإغفال عن الانتصارات التي تتحقّق في الميدان السوري على الإرهاب الذي ناصروه ودعموه، أو على الأقلّ تعاطفوا معه، وما زالوا يقفون الى جانب الجهات المموّلة له والتي تمارس إرهابها على اللبنانيّين، عبر البيانات أو الترحيل أو حتى الكاريكاتور، غافلين عن أنّ هذا الإرهاب سيلاقي المصير نفسه للإرهاب الذي تتهاوى مواقعه الواحدة تلو الأخرى على الأرض السوريّة".

ورأى أنه "حريٌّ بهؤلاء السياسيّين أن يتخلّوا عن المحور الذي يعاني من الإفلاس، على مختلف الأصعدة، ليقفوا وقفة عزّ بعد طول وقوفٍ مهين في صفّ منتظري حقائب المال التي تنظّم مواقفهم وخطواتهم، وحتى صمتهم عن إهانة دولتهم وعلم بلدهم في رسمٍ كاريكاتوري ربما تنطبق مقولة "كذبة الأول من نيسان" الواردة فيه عليهم قبل أيّ أحدٍ آخر".