ما يزال العدوان العدوان السعودي الأميركي مستمراً على اليمن بعد مرور عامه الأول، رغم الحديث عن مبادرة ‏الأمم المتحدة الداعية إلى وقف إطلاق النار في العاشر من نيسان الحالي، وبدء المفاوضات بتاريخ الثامن عشر ‏منه في الكويت، وعلى الرغم من المفاوضات السرّية التي تمّت بين "الحوثيين" والسعوديين في السعودية، والتي ‏اتفق فيها الطرفان على تبادل الأسرى والجثث، ووقف إطلاق النار، ونزع الألغام في المناطق الحدودية ‏المشتركة.‏

ما تزال الغارات الجوّية تستهدف العديد من المحافظات المحيطة بالعاصمة صنعاء؛ في شبوة ومارب وتعز ‏ومؤخراً الهجوم البري على منطقة ميدي الحدودية، التي تقع على الشمال الغربي من صنعاء، للسيطرة عليها، علّ ‏السعودية تستطيع إذا ما حققت هذا الإنجاز تفرض شروطها التي جاءت في القرار الأممي 2261 (الذي يدعو ‏الحوثيين إلى الانسحاب وتسليم السلاح وعودة حكومة هادي إلى السلطة)، وتتجاوز الوثيقة التي تمّ الاتفاق عليها ‏مؤخراً مع المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتي تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة، وإنهاء الحصار البري ‏والجوي، وتثبيت شرعية "أنصار الله" في منطقة الشمال، وذلك قبل بدء المفاوضات في 18 نيسان.‏

ما هي النتائج التي أفرزها هذا العدوان بعد مرور عام على بدايته؟

‏1-‏ لم تقضِ عاصفة الحزم على "الحوثيين" في اليمن، بل زادت من قوتهم وامتدادهم في العديد من ‏المحافظات، وزادت من تأييدهم الشعبي، وتجلى ذلك في الحشد الجماهيري المليوني في صنعاء في ‏الذكرى الأولى للحرب العبثية ضد اليمن. ‏

‏2-‏ اعتماد السعودية على "داعش" و"القاعدة" في حربها ضد "الحوثيين" أدى إلى سيطرتهما على الجنوب، ‏وقيامهما بمجموعة من الأعمال الإرهابية ضد قوات التحالف وقوات الرئيس المستقيل عبد ربه هادي ‏منصور في عدن. ‏

‏3-‏ تقاسم اليمن لقوتين أساسيتين: "أنصار الله" ومعهم علي عبد الله صالح في الشمال، والتكفيريين في ‏الجنوب، مع الأخذ بعين الاعتبار قوى الحراك الجنوبي وسلطة هادي ومعه قوات التحالف. ‏

أما النتائج الكارثية التي خلّفها العدوان السعودي خلال عام فمنها:‏

‏1-‏ ‏24 ألف و975 شهيداً وجريحاً، حسب إحصاءات وزارة الصحة العامة والسكان.‏

‏2-‏ تدمير البنية التحتية: 452 جسراً، و122 منشأة كهربائية، و140 شبكة اتصالات، و14 ميناء، و10 ‏مطارات.‏

‏3-‏ تدمير عدد كبير من المنشآت الحكومية والأسواق التجارية والأبنية الآهلة بالسكان، والمواقع الأثرية ‏والمساجد والمستشفيات، وأكثر من 250 مدرسة.‏

‏4-‏ الأضرار النفسية على أطفال اليمن.‏

‏5-‏ الآثار السلبية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً على اختلاف الفئات العمرية.‏

‏6-‏ سوء التغذية في المناطق الفقيرة (أكثر من مليون و700 ألف طفل يواجهون مخاطر سوء التغذية)، ‏إضافة إلى الأمراض، والتشرد، واليُتم والفواجع والمشاهد العنيفة.‏

‏7-‏ أوجدت الحرب على اليمن مناخاً دولياً معادياً للسعودية بسبب حربها ضد الإنسانية، ما دفع بـ33 منظمة ‏عربية إلى توجيه رسالة لحقوق الإنسان حول انتهاكات السعودية في اليمن والبحرين، وموقف "هيومن ‏رايتس ووتش" الذي صدر في 21 آذار الماضي، والذي دعت فيه إلى حظر بيع الأسلحة للسعودية، ‏والطلب من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول تعليق جميع مبيعاتها لها، وهو ‏ما طالب به الاتحاد الأوروبي حكوماته.‏

‏8-‏ تجاوُز الحرب الساحة اليمنية ودخولها إلى الاراضي السعودية، وشعور الشعب السعودي بخطرها عليه.‏

‏9-‏ تراجع النفوذ السعودي في اليمن، ليحل مكانه النفوذ الإيراني.‏

‏10-‏ الانزعاج الأميركي من أداء السعودية في حربها ضد اليمن، على المستوى السياسي والميداني، وفي ‏تماديها في هامش الحركة المسموح لها.‏

‏11-‏ دخول السعودية في النفق المظلم، وسقوط رهانها ومعها دول التحالف على كسب الحرب.‏

هذه الامور مجتمعة فرضت على أميركا التسريع في تسوية الأزمة اليمنية، ودعت السعودية إلى عدم عرقلة ‏المفاوضات، والاتزام بالمبادرة التي أطلقتها الأمم المتحدة.‏