من يقصد بلدة بسكنتا المتنية الغنية بعدد سكانها وبناخبيها مرّة، لا يمكن الا أن ‏يعاود الكرّة مرّات لمشاهدة المناظر الخلابة وتنشّق الهواء النقي هناك. يستقبلك ‏سكانها "بأهلا وسهلا"، يصرّون على مشاركتك معهم طعام الغداء وإخبارك عن ‏هذه "التحفة" الفنية التي رسمها الله في جبال لبنان، عن أدبائها وشعرائها، عن ‏جمال طبيعتها...‏

هذا الهدوء الذي تشعر به باستمرار في نفوس أهل بسكنتا يكاد يضعف بسبب حدّة ‏التحضير للإنتخابات البلدية فيها. هذا ما يشير إليه مصدر مطلع عبر "النشرة"، ‏ويلفت الى أنه "في السنوات الماضية كانت هناك لوائح متنافسة في البلدة ولكن لم ‏يكن هناك إحتدام بين مختلف الأفرقاء". هنا يعود المصدر بالذاكرة الى الانتخابات ‏البلدية التي جرت في العام 2010، مشيراً الى أن "طانيوس غانم فاز برئاسة ‏البلدية وكان الإتفاق أن يتولاها مدّة ثلاث سنوات على أن تنتقل بعدها في المدّة ‏المتبقية الى عضو البلدية بشير العلم إلا أن هذا الإتفاق لم يُطبق". ويضيف: "أما ‏داخل البلدية فالخلاف مُسْتَشْرٍ وقد إحتدم مؤخراً بسبب جدول الحساب الذي لم ‏يوافق عليه ستة أعضاء، لإعتبارهم أن هناك تفريطاً في الأموال العامة".‏

في هذا الإطار يشير المصدر عينه الى أن "كلّ الأمور التي ذكرت سابقاً دفعت ‏بالأحزاب إلى البحث عن بديل يأتي عبر توافق "بلدي" يجنب بسكنتا معركة ‏قاسية"، ويلفت الى أن "عجلة الإجتماعات بين "التيار الوطني الحر"، "القوات ‏اللبنانية"، "​الحزب القومي​ السوري"، "الكتائب"، "الأحرار"، "الوعد" وحزب ‏‏"المستقلون" الذي يترأسه ​رازي الحاج​ لنسج هذا التوافق". ويلفت الى أنه "كان ‏لدى حزب الكتائب، الأحرار، ​القوات اللبنانية​ والمستقلون ومع بدء الإجتماعات ‏توجهاً لإعطاء فرصة جديدة لطانيوس غانم ولكنهم أكدوا في نفس الوقت أنه إذا ‏أجمعت كلّ الأحزاب على شخصية أخرى فإنهم يسيرون بالتوافق". ‏

ومن هنا بدأت غربلة الأسماء، يؤكد المصدر. ويضيف، "ثلاثة إجتماعات عقدت ‏في غضون أسبوعين بين كلّ الأحزاب فما كان من المسؤول عن حزب الوعد في ‏بسكنتا جيمي جبور إلا أن طرح إسم رازي الحاج للسير به كمرشح توافقي، فحظي ‏بموافقة الكتائب والأحرار والقوميين بداية، أما بقية الأحزاب فطلبت الرجوع الى ‏قواعدها لدرس الموضوع قبل إعطاء الجواب النهائي، وما لبثت أن أيّدت الحاج ‏بعد اجتماع عقد الأسبوع الفائت. وقد كلّف بالتواصل مع رئيس البلدية وإطلاعه ‏على سير ما حصل للوقوف على رأيه في حال أراد الاستمرار بالترشّح أو ‏الانكفاء. الا أن هذا اللقاء لا يزال يحتاج الى تشكيل الاحزاب للائحة كاملة برئاسة ‏الحاج لا الاتفاق فقط على اسمه فقط دون بقية التفاصيل وهذا ما يجري العمل عليه ‏حالياً". ‏

في المحصّلة يبقى السؤال، هل سيسير طانيوس غانم في قطار التوافق البلدي الذي ‏نسجته الأحزاب في بسكنتا ويترك للتوافق مكانه، أم يقرّر خوض معركة رئاسة ‏البلديّة؟! سؤال لا جواب عليه راهنًا وهو متروك لعمليّة الاتصالات الجارية علّ ‏التوافق يضّخ دمًا جديدًا من اجل الصالح العام. ‏