يتعامل حزب الله بهدوء واتزان مع مسألة تصنيفه «ارهابيا».. لا يعلق الحزب كثيرا وفقا لعارفيه على الاتهامات التي تساق ضده في المحافل والمؤتمرات العربية على اعتبار انها مجرد «فقاعات سياسية» لا تؤثر على جوهر الامور ولن تقدم او تؤخر في مجريات الوضع اللبناني.

يصر الحزب اليوم اكثر من اي وقت مضى على تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها، يؤكد هؤلاء بانه يتفوق على نفسه حين يقول صراحة بانه لن يقارب الهجمة العربية ضده بانفعال بل على العكس تماما يصر على الالتزام بخط سير الاعتدال وكل ما من شانه ان لا يمس بالاستقرار الداخلي ومصلحة لبنان واللبنانيين.

على هذا الاساس، لربما يكون حزب الله ابعد ما يكون عن تاجيج الوضع الداخلي ربطا بالمجريات الخارجية، من يعرف الحزب جيدا يدرك بانه لن ينجر الى لعبة الاستنزاف والفتنة التي تحاك في الكواليس، وعلى حد تعبير المقربين منه فانه لن يكون الا حيث يجب ان يكون ولن يتصرف وفقا لاهواء اية جهة.

من هذا المنطلق، يقارب حزب الله الملفات الداخلية بعيدا عن سياسة رد الفعل، يلتزم بالحوار مع تيار المستقبل ويشدد على استمرار التواصل مع الجميع ويسعى قدر الامكان الى لملمة الوضع الداخلي بما يحقق المصلحة العامة.

ولكن كيف يترجم هذا الكلام حكوميا ورئاسيا؟

يؤكد المقربون من حزب الله بان الستاتيكو الحالي مستمر، لا خوف على استمرارية حكومة الرئيس تمام سلام رغم بعض المآخذ على ادائها وكيفية مقاربتها لملف تصنيف حزب الله بالارهاب، ولكن لا جديد في الملف الرئاسي، وتعقيبا يمكن القول بان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى لبنان «حركة بدون مضمون» بل مجرد مواكبة للوضع اللبناني.

وعليه، تجدر الاشارة الى ان ما يقال عن مبادرات رئاسية جديدة للحزب هو كلام غير موثوق، وللاخير مبادرة واحدة اسمها ترشيح رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية ومن يريد حل هذا الملف فامامه خيارين: اما القبول بالجنرال او محاولة التفاهم معه ونقطة على السطر.

وفيما بدا ان الافق الرئاسي مسدود بالكامل، فان الازمة اللبنانية مرشحة للاستمرار ولكن تحت سقف امساك «حزب الله» بميزان الاستقرار والمصلحة الوطنية وتحييد لبنان عن شظايا الازمة العربية معه.