رأت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ​فديريكا موغريني​، ان التوقيع أمس في نيويورك لاتفاق ​باريس​ يشكل حدثاً تاريخياً وخطوة مهمة في اتجاه تنفيذ أول اتفاق عالمي حول المناخ.

وفي مقال نشرته في صحيفة "النهار"، ذكرت ان عدداً قياسياً من البلدان شارك في هذا الحدث، "فالعالم برمته ملتزم تحويل الوعود التي قطعناها في باريس إلى عمل ملموس. والروح التي طبعت مؤتمر باريس لا تزال حية وآخذة في التطور".

وأوضحت انه "قبل مؤتمر باريس حول المناخ، جند اتحادنا شبكته المؤلفة من بعثاته وسفارات دوله الأعضاء عبر العالم وعددها 3000. وساعدنا هذا الحوار مع البلدان الشريكة ومع الجمهور العريض ورواد الأعمال ومنظمات المجتمع المدني في بناء تحالف عالمي لمكافحة التغير المناخي. إنها الديبلوماسية الأوروبية في أبهى صورها، ديبلوماسية قائمة على العمل الجماعي من أجل مصلحة أوروبا والعالم أجمع".

وأشارت الى انه "خلال المؤتمر، عبرت أوروبا عن طموح كبير إذ أقامت ديبلوماسيتنا المناخية شبكة من التحالفات داخل مجموعة تتكون من 79 دولة من إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ. وقد عملنا مع الفاعلين الكبار في هذا المجال والبلدان النامية الصغرى على حد سواء من أجل الارتقاء إلى أعلى مستوى من الطموح. وكان لهذا التحالف المعروف الآن بتحالف "الطموح الكبير" دور في تغيير قواعد اللعبة خلال مؤتمر باريس".

وشددت على ان "عملنا لا يزال مستمراً، ولم تكن باريس سوى نقطة البداية، ذلك أن الاستفادة من التحالفات الناجحة التي أقمناها قبل مؤتمر باريس وخلاله ستكون حاسمة لأننا سنحتاج بعضنا الى البعض لمواصلة طريقنا للانتقال إلى مرحلة جديدة تُستعمل فيها الطاقة النظيفة عبر العالم. هذا هو السبيل الوحيد للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري كي لا تتعدى درجتين وضبطها في حدود 1.5 درجة".

واعتبرت انه "يجب أن تبقى معالجة هذا التهديد العالمي في قلب العمل الخارجي الأوروبي، فوزراء الخارجية للدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا على ذلك. وستشكل معالجة الآثار المباشرة وغير المباشرة للتغير المناخي على الأمن جزءاً مهماً من استراتيجية الاتحاد الأوروبي العالمية الجديدة للسياسة الخارجية والأمنية التي ستعرض على المجلس الأوروبي في شهر حزيران المقبل".

وأكدت ان "أولويتنا الآن هي التوصل إلى مصادقة مبكرة على اتفاق باريس وإدخاله حيز التنفيذ، مما سيشكل إشارة قوية للعالم مفادها أن الحكومات الأوروبية جادة في قضية التغير المناخي وأننا سنطبق عملياً ما اتفقنا عليه على الورق".

واشارت الى انه "يجب أن نبادر من دون تأخير إلى تفعيل خطط التغير المناخي التي أعددناها قبل مؤتمر باريس. وفي هذا المجال، سندعم شركاءنا عبر العالم لتنفيذها وسنبقى ملتزمين حيال الفاعلين غير الحكوميين كرواد الأعمال والمدن وغيرهم. وعلى كل واحد أن يؤدي دوره في العمل الجماعي العالمي للمضي قدماً في اتجاه ما نأمل فيه".

وشددت على انه "حان وقت العمل الجاد من أجل الوفاء بوعود باريس. ولهذه الغاية، سنحتاج إلى الطموح نفسه وإلى التوجه المشترك اللذين مكنانا من التوصل إلى اتفاق باريس. وكالمعتاد، سيبقى اتحادنا في طليعة الجهود المبذولة من أجل كوكب أكثر احتراماً للبيئة وأكثر أماناً".