تعيش بلدة بيت مري المتنية استحقاقاً بلدياً يتداخل فيه الطابعان الحزبي والعائلي، بين رئيس بلدية مستمر في موقعه منذ 11 عاماً، ولائحة منافسة تعتبر أن ساعة التغيير قد حانت في هذه البلدة التي تضم حوالى 4100 ناخب على لوائح الشطب، يقترع من بينهم حوالى 2100 ناخب.

في العام 1914، تألّف اول مجلس بلدي في بيت مري، وكان برئاسة اسعد بطرس رعد، ثم تعاقب على رئاسة البلدية كل من أنطوان الخوري، داوود بشارة، قيصر بركات، طنوس فريحة، اسكندر النقاش، نسيب رعد، جوزف مسعود رعد، جورج اده، أنطوان عساف، والرئيس الحالي أنطون مارون.

رئيس منذ الـ2005

يستمر مارون في منصبه منذ العام 2005. في العام 2004، فاز بعضوية المجلس البلدي، قبل ان ينتخب رئيساً، ليكمل ولاية المحامي أنطوان عساف الذي وافته المنية، قبل ان ينتخب مجدداً في العام 2010. مساء اليوم، يعلن مارون لائحته التي سمّيت "بلائحة بيت مري"، طامحاً للعودة مجدداً الى رئاسة البلدية، رافعاً معها شعار "نحو غد افضل".

يقف مارون على خلاف مع آل مخيبر، على غرار ما حصل قبل ست سنوات. لكن المختلف هذه المرة، ان القرار الرسمي للتيار الوطني الحر وآل مخيبر يدعم اللائحة التي شكّلها المحامي روي بو شديد، والتي يترشّح سامي مخيبر، شقيق النائب غسان مخيبر، من ضمنها على مركز نائب الرئيس.

يقول مارون لـ"البلد" إنه يخوض الاستحقاق الانتخابي "بمواجهة التقليد السياسي ولدينا تحالفات مع العائلات والمجتمع المدني لتطوير البلدة على أساس برنامج يتضمن نقاطاً مرتبطة بالطبابة والتعليم والمساكن للشباب، للحد من الهجرة".

ويعوّل مارون على "مبدأ أن دور الأحزاب يبقى خجولاً في مثل هذه المعارك"، على حدّ قوله، لافتاً الى أن "الأحزاب من نسيج المجتمع في بيت مري وهذا النسيج متمثل في الفريقين المتنافسين". وعلى الرغم من ذلك، يعلن ان الموقف الرسمي للحزب القومي في البلدة يقف الى جانبه على غرار حزب الاحرار، فيما التمثيل الكتائبي ينقسم بين اللائحتين".

"كلنا بيوت مري"

في المقابل، تبرز اللائحة التي يرأسها المحامي روي أبو شديد تحت تسمية "كلنا بيوت مري"، وهي القائمة على تحالف الأحزاب والعائلات، وتضم منسقة التيار الوطني الحر في البلدة ريما عقل، ومسؤول القوات ميشال أبو جبرايل، ومسؤول الكتائب عبود صابر.

حزبياً، يعتبر التيار الوطني الحر القوة الحزبية الأولى في بيت مري، يليه الكتائب فالقوات والقومي، يليهم الأحرار، من دون نسيان الحضور العائلي في البلدة التي تشكّل مسقط رأس آل مخيبر. وقد درج العرف ان ينقسم الأعضاء الـ15 للبلدية على الشكل التالي: ثلاثة أعضاء للروم الارثوذكس، عضو للطائفة الدرزية، و11 عضواً للموارنة. وهو ما تلتزم به لائحة أبو شديد، فيما تخرقه لائحة مارون التي لا تضم العدد المتعارف عليه من الأرثوذكس.

يقول أبو شديد لـ"البلد": "نحن معنا تحالف العائلات والأحزاب، حيث الّفنا لائحة شعارها الشفافية والمساواة بين أبناء البلدة وتأتي لتسعى الى رد الاعتبار من التظلم الذي أصاب أبناء بيت مري جراء تعاطي المجلس البلدي في السنوات الست الماضية".

اكتفاء ذاتي

ويشرح أبو شديد أن برنامج اللائحة "يسعى الى تأمين مصادر اكتفاء ذاتي للبلدة، من طاقة، مياه وفرز للنفايات، للوصول الى نوع من اللامركزية، بالإضافة الى انشاء ثانوية مع مجمع رياضي، لتشجيع النشاطات الثقافية والرياضية".

مع ازمة النفايات، "طلعت الصرخة" مما يحدث في بيت مري، لاسيما مع رمي النفايات والردميات في وادي لامارتين. لائحة "كلنا بيوت مري" تحمل في برنامجها خطة لاعادة تنظيف الوادي واعادته الى الخريطة الثقافية والسياحية، بالإضافة الى إعادة مهرجانات دير القلعة في شكل دوري، وعدم اقتصارها على البعد الفني، وانما الثقافي ايضاً.

ثلاث بلدات في المتن الشمالي تضم على لوائح شطبها أبناء الطائفة الدرزية، وهي زرعون والمتين ومشيخا، وبيت مري. وفي بيت مري 137 صوتاً درزياً على لوائح الشطب، يتمثلون بعضو في المجلس البلدي. رشّحت لائحة مارون أنور رشيد، فيما رشّحت لائحة أبو شديد الياس عجاج رشيد، بينما يبقى زياد رشيد مرشحاً منفرداً.

مخاتير

وبينما يؤكد مارون انه سيحوز على 120 صوتاً درزياً، فإن أبو شديد يقول: " الصندوق هو الذي يحدد وجهة الأصوات. وقد راعينا اموراً كثيرة في الاعتبار عند تشكيل اللائحة. وبالنسبة الى بيت مري، فلا شيء اسمه طائفة، بل كلنا أبناء البلدة، وأهالي بيت مري سيصوتون للائحة التي ستعمل لمصلحة البلدة".

اما على صعيد المخاتير، ففي بيت مري مختاران، وخلال العملية الانتخابية، سيترك الخيار لابناء بيت مري لاختيار من يرونه مناسباً من بين أربعة مرشحين هم: شعيا ماضي، ساسين أبو دامس، بشارة أبو دامس والياس سابا.

في العام 2010 كانت نسبة الاقتراع في بيت مري 55%. وهذه المرة ايضاً تشير توقعات الماكينات الانتخابية الى نسبة مماثلة. وبينما يجمع الطرفان على أن الانتماءات الحزبية ستقف عند باب البلدية يوم الاثنين 16 أيار 2016، ليعمل الجميع من أجل بيت مري بكل اطيافها، الاّ ان الحماوة لا تغيب عن الاستحقاق الانتخابي.