أعلنت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان أنه لم يعد هناك أي شيء يمكن إنقاذه في لبنان، خصوصاً وأن الشرارة الكبرى قد تندلع في أي لحظة لأن الغبار الفاسد الذي يزكم أنوف اللبنانيين يدفعهم إلى النزول إلى الملاجئ أو إلى القبور، لأنه ليس هناك من خيار آخر، مشيرةً الى أن شطارة الدولة تتمثل باستحقاقات تلهي بها المواطن وتجعله يأخذ أدواراً في هذه المسرحيات الهزلية، مثل الانتخابات البلدية والإختيارية حيث اللوائح معلّبة وجاهزة سلفاً، وتقاسم الحصص والمغانم أكثر من أن تعد وتحصى. وهذا الواقع أنسى اللبناني "مجاعة سفر برلك" التي نعيشها اليوم حيث يحاصر الجوع السواد الأعظم من المواطنين، وإذا توافر الطعام فهو لقلة منهم، من سماسرة الوطن وتجار الهيكل. إنها صورة الحرب المزدوجة من فقر وتهجير إلى جانب آخر فيه ثراء فاحش يحققه الأغنياء الجدد".

وفي بيان لها عقب اجتماعها برئاسة الأمين القطري الوزير السابق فايز شكر، أوضحت قيادة حزب البعث أن "إرشادات كثيرة توجهها الحكومة إلى الفقراء المعدمين من أجل شد الحزام، أما العلاجات فهي توصف للمتخمين لهضم ما ابتلعوه. ويطلب من الأكثرية الساحقة أن تظل مسحوقة ليحيا الوطن. أما الأقلية فالفساد يفرض عليها البذخ والإثراء. إنها قصة "إبريق الزيت" عسى أن يمتلئ قنديل لبنان زيتاً أو كازاً أو ماء على أمل أن يضيء الضمائر المعتمة وينعش القلوب الموحشة. وعلى هذا الأساس جاء المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس النواب نبيه نبيه بري والذي كان بمثابة "هز عصا" محاولاً فتح كوة في جدار "الإسمنت" التشريعي، فانتقد الأداء السياسي والمزايدات الرخيصة لدى البعض الذين يستغلون الدعوات إلى جلسات نيابية فيطرحون الشروط التعجيزية التي تصب في خانة الإثارة الطائفية التي تؤدي إلى خلاصة كلنا على الوطن".

وأشارت الى أن "لبنان لم يعد قطعة يصعب إقتسامها، فبفضل الطبقة السياسية الحاكمة أصبحت الأشياء تبدو مختلفة عما كانت عليه سابقاً، فمجرد إتفاق الكبار على تقاسم الخيرات التي نضبت، لا يعود هناك سوى "فتافيت" الطعام على المائدة، لذلك يصبح السلاح الأكثر إستعمالاً هو الشوكة والسكين. والجسم اللبناني الرخو يصلح طعاماً فاخراً لأؤلئك الذين يعدون العدة لـ"العشاء السري" في وضح النهار. وبكل بساطة يتم الإعلان وإن كان بعد فوات الأوان أن المواطن هو ضحية كل أشكال الشعوذة، بما فيها الشعوذة الاستراتيجية والاقتصادية وحتى الثقافية، وهذا ما يوجب الذهاب إلى المهانة والعذاب لتكون قبور اللبنانيين في العراء".