انتهت الجولة الاولى من ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية في ​مدينة بيروت​ وفي زحلة والبقاع، ولكن ما هي تداعيات هذه النتائج على الانتخابات القادمة في بقية المناطق؟
في بيروت كانت النتائج واضحة في الدائرة الثالثة، التي جعلت فوز لائحة رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ مضمونا، رغم الإقبال الضعيف على الاقتراع.
لكن المناطق المسيحية أعطت وبنسبة لافتة لائحة "بيروت مدينتي" مجموعة وازنة من الأصوات، اضافة الى ان تحالف الأحزاب قطع الطريق على اي خرق جدي من هنا او هناك.
ورأت مصادر متابعة للعملية الانتخابية انه لا شك بان سعد الحريري كان بحاجة الى هذا "النصر"، غير الكاسح، لأنّ نسبة التصويت كانت متدنية جدا، وهو سيحاول استثماره في طرابلس والشمال عموما للحصول على حصة إضافية، لكنه يعلم ان لا مفر له من التفاهم مع نظيره السابق أيضًا ​نجيب ميقاتي​ والوزير السابق ​فيصل كرامي​ لتشكيل لائحة توافقية، لانه يعرف ان قوة ميقاتي كاسحة وقدراته المالية متوفرة، في حين ان الحريري ليس في وضع مادي يستطيع ان ينافس به احدا.
وتشير المعلومات المتوفّرة الى ان المفاوضات التي كانت دائرة بين القوى الاساسية في الشمال تمحورت حول كل المحافظة، لان مصلحة القوى الطرابلسية تقتضي تقاسم الحريري في مناطق نفوذه، اي في الضنية وعكّار، مقابل ان تعطيه في طرابلس.
وترى المصادر ان الدليل على ذلك ان تيار "المستقبل" لجأ في بيروت الى العصب السنيّ ودم الشهيد رفيق الحريري، ولم يدفع مالا ما جعل نسبة المشاركة ضعيفة جدا.
وتعتقد المصادر نفسها ان من هذه الزاوية سيكون لنتائج انتخابات بيروت حضورها في طرابلس، لكن بالنتيجة لا خيار أمامه الا التوافق في كل منطقة الشمال.
وتلفت الى ان الوضع في ​مدينة زحلة​ يختلف، لان الفوز كان لتحالف الأحزاب بسبب تقاسم الأصوات بين النائب نقولا فتوش ولائحة الكتلة الشعبية، حيث ان أصوات الناخبين الكاثوليك توزعت على ثلاث لوائح، وكذلك توزعت أصوات الشيعة ايضا، ما جعل إمكانية خرق لائحة الأحزاب شبه معدومة، ولو لم تحصد اللائحة الثالثة هذه الأصوات، لكانت لائحة سكاف قد فازت، اي ان لائحة الأحزاب مدينة بفوزها للائحة فتوش، وليس فقط لقوة هذه الأحزاب، اما الاقتراع السنيّ فلم يكن على ما يبدو بالكثافة المطلوبة.
وتؤكد المصادر في المقابل ان نتائج عروس البقاع سيكون لها تأثيرها على انتخابات جبل لبنان، لجهة مدى تماسك حلف "القوات اللبنانية-التيار الوطني الحر"، خصوصا في مدن وبلدات المواجهة، ولا بد من تنبّه الفريقين الى الاعتراضات التي ظهرت في اقلام المسيحيين في بيروت، والخوف من تكرار ظاهرة نائب رئيس "التيّار الوطني الحر" الوزير السابق ​نقولا صحناوي​ والقيادي في "التيار" ​زياد عبس​ في أماكن اخرى من الجبل، خصوصًا وان ذيول تزكية الوزير ​جبران باسيل​ على رئاسة التيار لاقت اعتراضات صامتة في جميع المناطق المسيحية، وانه ربما ستكون الانتخابات البلدية في تلك المناطق مناسبة للتعبير عن امتعاضها، كما فعل عبس في الأشرفية.
ويبقى الحديث عن تداعيات انتخابات الأحد منقوصاً بانتظار الجولات الانتخابية المقبلة، وعندها فقط تصبح الصورة كاملة وقابلة للصرف السياسي، خصوصاً لجهة تقييم التحالفات التي يخضع معظمها لامتحانٍ قد لا يكون يسيراً...