لم يحتج حزب الله هذه المرة لاستعراض قوته السياسية والشعبية من اجل الرد على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، كان كافيا ان يستعمل الحزب عصا الحيادية في الانتخابات البلدية في بيروت ليرسم إطاراً للمعركة على صعيد الاحجام وغيرها من معاني التمثيل السياسي.

في موازاة هذه الحقيقة، فإن العبرة الاساس من 8 ايار السياسي وفقا لقيادي بارز في 8 آذار تتلخص بنقطتين:

النقطة الاولى : ان حزب الله ما زال مصرا على منح الرئيس الحريري الفرص الكافية لأن يكون شريكاً في التركيبة السياسية الداخلية ، وبالتالي عدم افساح المجال امام المتطرفين السنة بالدخول الى المشهد السياسي في لبنان.

النقطة الثانية : اعطاء الحريري نموذجا حيا عن وزنه الحقيقي على الارض وعواقب استمراره في مخاصمة حزب الله ، او بمعنى اوضح فإن نتائج التصويت في الانتخابات البلدية في بيروت أعطت نتائج مسبقة عن تركيبة مجلس 2017 فيما لو جرت الانتخابات النيابية حتى لو بقانون الستين.

وفي تقدير هذا القيادي فإن الرئيس الحريري أصبح مجبراً هو وغيره على فتح باب الحوار الجدي مع «حزب الله» وبناء تفاهمات موضعية معه اذا اراد ان يحمي وجوده السياسي ، إذ أنه لم يعد باستطاعة رئيس تيار المستقبل إلا الاعتراف بأن مجريات 8 أيار ونتائجه ستفرض عليه وعلى غيره مجاراة شريكه في الوطن من منطلق جدي يخدم المصلحة العامة بعيدا عن النكايات ولغة التخوين.

وفي حين اكد القيادي بأن الحزب ما زال حتى اللحظة يتعامل مع الحريري من منطلق مد اليد للصوت السني المعتدل ولإبن الشهيد رفيق الحريري ، شدد في المقابل على انه «اي الحزب» لو اراد زكزكته لكان حرك ماكينته الانتخابية في بيروت لمدة ساعة فقط لا غير .

وعلى حد قوله، فان الفرصة اليوم لا تزال سانحة امام الشيخ سعد لاعادة النظر في مواقفه وتوجهاته وللاقتداء بسيرة والده الراحل.

ومن المنطلق ذاته ، لفت القيادي الى ان الانتخابات الرئاسية وفتح الحريري بابا للحوار الجدي مع الجنرال ميشال عون يشكلان الاختبار الاول لاكتشاف ما اذا كان الشيخ سعد قد تعلم من درس 8 أيار او ما زال مستمرا في موقفه السياسي.