حطّت رحال ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية في الأراضي الجنوبية، وباتت قرى الجنوب على بعد أيام من استحقاقها البلدي. ورغم توقعات بأن تكون الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية الأكثر هدوءاً، إلا أن بعض القرى تشهد حالياً نوعاً من الخلافات العائلية والحزبية.
السكسكيّة، القرية الجنوبية التي تقع على الخط الساحلي والموجودة في قضاء صيدا، تعيش حالياً تخبطاً على صعيد الانتخابات، ظهرت ملامحه بعد سحب رئيس البلدية الحالي ​علي حيدر​ "أبو سلمان" ترشيحه.
في هذا السياق، أوضحت مصادر مطلعة على أجواء الانتخابات في القرية، عبر "النشرة"، أن "رئيس البلدية الحالي أبو سلمان كان قد فاز في الانتخابات البلدية عام 2004 على رأس لائحة لـ"حركة أمل" قبل أن يفوز بالتزكية عام 2010"، لافتة إلى أنه "قد طلب من قيادة حركة "أمل" إعفاءه الدخول في العراك الانتخابي هذا العام وعدم ترشيحه للبلدية ما أجبر قيادته بالبحث عن رئيس آخر للائحة يكون من العائلات الكبرى في القرية".
وأضافت المصادر أنه "بعد أن رشّحت العائلات في القرية شخصاً لترؤّس البلدية، عاد أبو سلمان، وبناء لطلب آل حيدر (العائلة الكبرى في السكسكية)، عن طلبه ورشح نفسه للانتخابات ما أثار استياء باقي العائلات في القرية التي أصرّت على ترشيحها لرئاسة البلدية"، مشيرة إلى أنه "بعد طلب أبو سلمان برئاسة البلدية وضعت قيادة "أمل" حلاً عبر اعطائه ولاية 3 سنوات و3سنوات أخرى للمرشح الآخر من آل عباس، إلا أنه رفض هذا التقسيم وعاد وسحب ترشيحه الاثنين الفائت".
ولفتت المصادر إلى أن "الخطوات التي قام بها رئيس البلدية الحالي علي حيدر أدت إلى تشوّه العلاقة بين الحركة وآل حيدر الذين يتجهون، حسب المصادر، إلى الامتناع عن الاقتراع في الانتخابات"، مرجحة "إقدام الفاعلين في البلدة والقيادات الحزبية إلى تقديم طلب لوزارة الداخلية بتأجيل الانتخابات على غرار ما حصل في بلدة جديتا بقضاء زحلة".
يبلغ عدد أعضاء المجلس البلدي في ​بلدة السكسكية​ 15 عضواً، وقد انتشرت بعض الشائعات عن عدم توافق بين "حزب الله" وحركة "أمل" للخروج بلائحة واحدة في البلدة. إلا أن رئيس الماكينة الانتخابية للحركة في بلدة السكسكية الدكتور حسين عبيد نفى كل هذه الأخبار، مؤكداً أن "التوافق الحزبي موجودواللائحة الموحدة بين حزب الله وحركة أمل صدرت تحت مسمى "لائحة الوفاء والتنمية" ومؤلفة من 15 عضواً: 6 أعضاء لحزب الله و9 للحركةولافتاً إلى أن "اللائحة قد تأخرت لافساح المجال لمساعي التوافق في البلدة".

وعن الخلافات العائلية، أشار عبيد إلى أنها "موجودة في العائلات المؤيدة لنا خصوصا مع عائلة حيدر التي ترأست البلدية بشخص أبو سلمان لمدة 12 سنة لا سيّما بعد اقتراحنا بتقسيم الولاية بينه وبين عائلة أخرى إلا أنه رفض واعلن انسحابه وعائلته أعربت عن استيائها"، موضحاً أنه " يوجد في القرى أكثر من عائلة وبالتالي لا يمكن أن نترك الرئاسة للعائلة نفسها لمدة طويلة"، مشددا على أنه "لا يمكننا رؤية الخلافات دون التدخل لحلها".
وإذ رأى أن "الانتخابات في البلدة تتوجه نحو التوافق ونحو فوز لائحة "الوفاء والتنمية" بالتزكية، أوضح أنه "حالياً يوجد 21 مرشحاً من المفترض أن ينسحب 5 في الساعات القليلة المقبلة على أن يبقى مرشح منفرد خارج تحالف حزب الله وحركة أمل تجري المفاوضات معه لسحب ترشيحه"، مشددا على أن الوضع ايجابي حاليا.

ولائحة الوفاء والتنمية التي أعلنها حزب الله وحركة "أمل" تضم كلاً من: علي أحمد عباس (رئيسا)، محمد قاسم عامر (نائب رئيس)، محمد علي وهبي، محمد علي عبيد، جهاد حسين سبليني، عدنان مصطفى الضاحي، علي حسن برجاوي، محمود جميل الحاج، حسين وهبي علول، قاسم أحمد بدران، حسين قاسم علول، بلال غازي العرب، عدنان علي يونس، علي محمود الدرويش، محمود أحمد عسيلي.

بين خلافات عائلية لتسمية رئيس البلدية المستقبلي، وبين توجهات للوصول إلى التزكية في الانتخابات البلدية، تنتظر هذه القرية الساحلية هذا الاستحقاق دون أن تتكشف ملامحها بعد. فهل تتوجه القيادات العائلية والحزبية إلى تأجيل الانتخابات؟