ما ان انتهى رئيس المنظمة اللبنانية للعدالة الدكتور ​علي الشيخ عمار​ من اعلان لائحته الانتخابية في صيدا رسميًا، التي ضمت اضافة اليه، ثمانية مرشحين محسوبين على الحالة السنيّة الاسلامية، حتى ارتفعت التساؤلات عن قوة هذه اللائحة ومدى تأثيرها على الواقع الصيداوي وما اذا كانت ستحقق خرقا انتخابيا، أم انها ستشكل حالة جديدة في المدينة، بعد انتهاء ظاهرة الإرهابي أحمد الاسير التي أرقت المدينة ردحا من الوقت، أم ستبقى مجرد "صوت اعتراض" ظرفي، يتنهي مفعوله الرجعي فور اعلان النتائج.

الثابت ان هذه "اللائحة الثالثة" غير المكتملة ستأخذ بوتيرة مختلفة، من اصوات الناخبين لكلا اللائحتين المتنافستين، سواء "انماء صيدا" المدعومة من تيار "المستقبل"، "الجماعة الاسلامية" ورئيس البلدية السابق الدكتور ​عبد الرحمن البزري​، أو "صوت الناس" برئاسة المهندس ​بلال شعبان​ المدعومة من "التنظيم الشعبي الناصري" و"اللقاء الوطني الديمقراطي"، حيث بدأت الماكينات الانتخابية للوائح المتنافسة عملية تقييم اولية لعدد الناخبين وتوقعاتها في الحصول على الاصوات وما هو متوقع ان تأخذه هذه اللائحة تحديدا لتبني على الشي مقتضاه.

وتضمّ هذه اللائحة الشيخ يوسف خليل مسلماني وهو واحد من ابرز مقاومي الاحتلال الاسرائيلي ابّان الاجتياح للبنان عام 1982 حيث اعتقل في انصار، الشيخ محيي الدين محمد عنتر دبلوم في الفقه المقارن، خالد محمد علي الديماسي هندسة اتصالات، حسام الدين محمد ناصر ماجستير هندسة، حسن محمد عوكل ماجستير هندسة صناعية، علي ماهر الاسكندراني ماجستير اعلام، محمد نزير النعماني رجل اعمال واحد المقربين السابقين من الارهابي احمد الاسير وزينب كيوان دبلوم دراسات عليا في الجغرافيا.

وتعتبر مصادر صيداوية ان هذه اللائحة التي تضم شخصيات محسوبة على "الحالة الإسلامية وغير المنضوية تحت جناح أحزاب"، امثال مسلماني، عنتر والنعماني، تعاني من صعوبة في اثبات وجودها وقوتها، اذ انها تعوّل بشكل رئيسي على اصوات انصار الاسير، وهؤلاء توزعوا بين الولاء لتيار "المستقبل" بعدما واكبت النائب بهية الحريري قضية توقيفهم وابنائهم وسيصوتون لها عربون شكر، وبين "الجماعة الاسلامية" التي استوعبت بعضهم كي لا يقعوا مجددا ضحية الشحن المذهبي وبين الاستنكاف عن المشاركة في الاقتراع استياء من الواقع الذي يعيشونه.

وفي كلمته عند اعلان اللائحة رسميا ومن قلب ​بلدية صيدا​، قال الدكتور عمار، "اننا نخوض الانتخابات على اساس بلدي انمائي وسياسي ايضا"، وهذا تحديدا ما دفع الكثير ممن اتصل بهم للانضمام الى اللائحة للرفض، ما جعل لائحته غير مكتملة، لان ثمة محاذير في رأي البعض بالانضمام اليها، طالما اخذت صبغة "الاسلاميين المتشددين" او "حالة الاسير" بوجهها الصيداوي الجديد.

وشدد عمار ، على "أننا حرصنا على أن تكون لائحة إسلامية تعبر عن الجو الإسلامي وأن يكون أعضاؤها من الجو الملتزم"، موضحا "أننا مستقلون غير مرتبطين بتنظيمات وأحزاب، وبعض أعضاء اللائحة من رواد مسجد بلال بن رباح"، معتبرا أن "الحالة الإسلامية يجب أن تكون لديها شخصية مستقلة في هكذا مناسبات وليست منضوية تحت جناح أحزاب أخرى لأن الأوضاع الحالية لا تسمح بالاستمرار بهذا الشكل"، موضحا أن "التضييق على الإسلاميين، أنتجت ضغطاً علينا من الجمهور لأن يكون هناك صوت اسلامي من خلاله نعبر عن أوجاعنا ورفضنا لحالة الظلم"، مشيرا الى أن ذاك الجمهور موجود في صيدا برغم إنهاء حالة الأسير.

خلاصة القول، فان رهان البعض على احداث مفاجأة في تغيير الواقع الصيداوي من باب اللائحة "العمارية" قد يبدو صعبا ومستحيلا، فثمّة حسابات سياسية تمنع تكرار ما جرى سابقا لجهة نشوء ظاهرة الأسير وثمة معطيات جديدة تفرض نفسها، كي تبقى صيدا مدينة للاعتدال والعيش المشترك وان صدحت منها بين الحين والاخر بعض الاصوات المتشددة.