رأى السيد ​جعفر فضل الله​ خلال خطبة الجمعة أن "25 أيار 2000 شكل نقطة التحوّل الاستراتيجية، عندما أجبرت ثلّة مؤمنة العدوّ الصهيوني على الهروب من لبنان، من دون اتّفاق أو شروط. هذه الثلّة المؤمنة استثمرت معادلة القوّة الإلهيّة وحرّكت أدواتها لتحقيق معادلة النصر الإلهي. وعلى هذا كان لائقًا بالشعوب العربية والإسلامية أن تحتفل بهذا اليوم، وأن تشعر باستعادة الكرامة المهدورة التي لم تفلح القوى الرسميّة الدولية والعربية والإسلامية في حفظها، وأن تتحسس سقوط هيبة هذا الكيان، بما يعزّز فرص استعادة الأرض والحقوق".

ولفت الى أنه "كان من المفترض لهذا الانتصار أن يحرّك التغيير ربيعًا للشعوب في اتجاه إعادة بناء الأنظمة، على خطى التحرير الكبير لفلسطين والمنطقة، إِلا أنّ خطط الاستكبار العالمي للالتفاف كانت جاهزة، بدءًا من احتلال العراق الذي أريد أن يتبعه سقوط المنطقة كحجارة الدومينو، كما أريد للشعوب أن تدخل في أتون الفتن حيث استثمرت كلّ التناقضات الداخلية التي سادت الأمة خلال قرون، وخصوصاً استشراء العصبية المذهبيّة والطائفية والقبلية والحزبية في مناحي الحياة العربية والإسلامية".

واعتبر أن "الانتصارات التاريخية تخذلها البنية الهشة للدول والمجتمعات والأمّة، وتحوّلها إلى حالة يثور حولها الجدل بدلا من أن تكون محلّ إجماع، مقدمة لنزعها من وجدان الشعوب، وصولا لحذفها من دائرة الصراع الاستراتيجي في خطّ التحرير"، مشددا على أن "هذا الأمر يجعلنا ندرك أهمية العمل الجدي على الوحدة الإسلامية التي تُخرج الحالة المذهبيّة من حالة الحوار الشكلي إلى صوغ المشاريع المشتركة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو علمية".