لفت المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي في بيان الى انه "انعقد في دورته الاستثنائية السابعة من الخامس والعشرين وحتى السابع والعشرين من أيار 2016 في البلمند، حيث تدارس الآباء كل جوانب ووثائق المجمع الأرثوذكسي الكبير المزمع انعقاده في 17 حزيران المقبل في جزيرة كريت، والذي ينعقد في ظل تحولات كبرى تطال في نتائجها كل الكنائس الأرثوذكسية ومجتمعاتها ومؤمنيها. وشددوا على أهمية المشاركة الأنطاكية الفعالة في هذا المجمع، الذي بدأ الإعداد له منذ ستينات القرن الماضي. ورحبوا بجميع الجهود التي تبذل من أجل أن يعبر هذا المجمع عن الشهادة الأرثوذكسية الواحدة في عالم اليوم".

وأقر الآباء بشأن هذه الوثائق تعديلات عليها، واتفقوا على صياغة واضحة للموقف الأنطاكي المشترك بشأن المواضيع المدرجة على جدول الأعمال والمعضلات التي يجب أن يطرحها هذا المجمع الأرثوذكسي الكبير المقدس على ضمير عالم اليوم. وقرروا ترك جلسات المجمع الأنطاكي مفتوحة من أجل بلورة الموقف الأنطاكي النهائي بشأن المجمع الكبير المقدس وذلك على ضوء ما قد تحمله الأيام القادمة من مستجدات بشأن المبادرة الأنطاكية السلامية والإيجابية التي حملها غبطة البطريرك لوفد البطريركية المسكونية الذي زاره في مطلع شهر نيسان المنصرم بشأن إيجاد حل نهائي وكنسي للخلاف مع بطريركية أورشليم.

وكذلك، شكل المجمع المقدس لجنة إكليريكية وعلمانية لمتابعة المستجدات المتعلقة بالمجمع الأرثوذكسي الكبير مهمتها استباق ورصد ودراسة جميع المواقف الداخلية والخارجية للكنائس الأرثوذكسية من أجل رفع التوصيات بشأنها الى المجمع الأنطاكي المقدس لاتخاذ ما يلزم من قرارات بشأنها قبل انعقاد المجمع ومن أجله.

وفي ما يخص أوراق عمل المجمع الأرثوذكسي الكبير المقدس، قرر الآباء، قبول التعديلات المقترحة التي لحظتها اللجنة الاستشارية المكلفة من غبطته وتكليفها إيجاد صياغة واضحة تأخذ بالحسبان مداولات آباء المجمع الأنطاكي في هذا الخصوص. كما قرروا أيضا تشكيل لجنة إعلامية أنطاكية لمواكبة عمل المجمع الأرثوذكسي الكبير المقدس وإظهار وشرح الموقف الأنطاكي من كل قضاياه المطروحة وتشكيل لجنة تدوين أنطاكية تسهم في صياغة وبلورة "الرسالة المجمعية" التي ستصدر عن المجمع الأرثوذكسي الكبير.

واكدوا ضرورة "العمل الجاد لإحلال السلام في سوريا، وحل الأزمة الانسانية الهائلة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة الإرهاب والتفجيرات الآثمة التي تستهدف كل مكوناته. وطالبوا المجتمع الدولي بأن يكثف جهوده ويتعاون ليساهم في إيجاد مبادرات مشتركة ومنسقة تقود الى وقف الحرب ووضع حد للعنف والإرهاب الذي يدمر الحجر ويقتل البشر ويشرد الملايين ويترك عددا لا يحصى من الضحايا، ثم الانتقال إلى المرحلة السياسية السلمية وإعادة الإعمار"