انتهت ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية على مشهدٍ بدا جديداً على ​قضاء النبطية​، بحيث كانت النتائج متقاربة إلى حدّ كبير بين لوائح "التنمية والوفاء" المدعومة من حزب الله وحركة أمل، واللوائح المضادة، الأمر الذي دفع ​الحزب الشيوعي اللبناني​ إلى القول أنّ الخروقات التي حققها في كفررمان وأنصار والطيبة تؤكد أنّ هناك صوتاً ثالثاً في الجنوب يجب الإصغاء له وإشراكه في التخطيط للمشاريع التي تنفَّذ.
وفي وقتٍ باشرت الدوائر الرسمية في النبطية بانتخاب رؤساء البلديات الفائزة ونوابهم في مكتب محافظ النبطية القاضي ​محمود المولى​ تمهيداً لتشكيل مجالس ادارة الاتحادات الموجودة في المحافظة ومنها اتحاد بلديات الشقيف النبطية، توقعت مصادر معنية عبر "النشرة" أن تؤول رئاسة الأخير إلى رئيسه الحالي الدكتور ​محمد جميل جابر​ المدعوم من حركة أمل، وهو الذي انتخب نائباً لرئيس بلدية النبطية، على أن يكون رئيس بلدية زوطر الشرقية وسيم اسماعيل نائبًا لرئيس الاتحاد المذكور.
في غضون ذلك، تأجلت الانتخابات في بلدية كفرصير بسبب انسحاب المرشحين لعضويتها لنزع فتيل الاحتقان الذي ساد البلدة عشية اجراء انتخابات الجنوب البلدية والاختيارية. على ان ما برز على ساحة الجنوب اهتزاز تنفيذ الاتفاق بين حركة أمل وحزب الله، لجهة ان بلدية عربصاليم التي كانت رئاستها للحركة قبل الانتخابات اصبحت بعدها لصالح حزب الله الذي فاز 11 من اعضاء لائحته في البلدة وكان نصيب أمل من المجلس البلدي 4 اعضاء فقط، والامر ذاته حصل في بلدية حاروف التي كانت رئاستها لحركة أمل قبل الانتخابات وباتت بعد النتيجة لصالح حزب الله الذي فاز بـ8 اعضاء من المجلس البلدي واثنان مستقلان و5 اعضاء لامل.
وأوضح مصدر بلدي لـ"النشرة" أنّ هذه الثغرات التي نجمت عن عدم الالتزام بتطبيق الاتفاق بين امل وحزب الله والذي نص على ان تبقى الرئاسة في كل بلدية بعد الانتخابات كما كانت لاي طرف منهما قبل الانتخابات هي مدار نقاش على نار حامية بين القيادتين في الجنوب اللتين اجتمعتا للوصول الى صيغة حل توافقية تجنب حل البلديات. إلا أنّ المصدر لفت إلى أنّ الأمور ما تزال معلقة، وإن كان التفاهم أكبر من ربح بلدية هنا وخسارة بلدية هناك، في وقتٍ تجري اتصالات عالية المستوى بين القيادتين علمت "النشرة" ان محورها الابقاء على هيكلية كل بلدية كما كانت قبل الانتخابات البلدية من حيث الابقاء لناحية رئيس البلدية ونائبه.
وفي حديث لـ"النشرة"، أكد نائب رئيس بلدية النبطية محمد جميل جابر انه مدعوم من حركة أمل للوصول الى رئاسة الاتحاد وهو يحمل بالتعاون مع اعضاء مجلس الاتحاد خطة جديدة تتناول ربط بلدات الاتحاد بعضها بالبعض الاخر من خلال طرقات علمية تسهل وتقرب المسافات وتوفر المشقات على المواطنين، فضلا عن استكمال الخطة القديمة من انجاز المشاريع الانمائية وايجاد حل نهائي وصحي وبيئي لازمة النفايات من خلال ايجاد مطمر صحي للعوادم الناتجة عن معمل فرز النفايات في الكفور يكون بعيدا عن البلدات الواقعة في نطاق الاتحاد ويراعي المواصفات البيئية والصحية ويلبي حاجة بلديات الاتحاد والعمل على تلزيم الكنس والجمع لشركة متخصصة وقادرة وفاعلة على انجاز اعمالها بعيدا عن الملل والروتين الاداري.
وأكد جابر ان قراره لن يكون نابعا الا من قرار حركة أمل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دعم الاتحاد سابقا، مشيرا الى ان خطته المستقبلية تصب في رفع شأن الاتحاد ورقيه ودعم المواقع الاثرية والسياحية والثقافية ومنها قلعة الشقيف، مؤكدا انه سيكون فريق عمل واحد مع مجلس بلديات الاتحاد، "وسوف نكون في ساحات العمل يدا بيد وقلبا واحدا لان الامال معقودة علينا من اجل الوصول ببلديات الاتحاد الى بلديات راقية ونموذجية ومثالية وحضارية ومتألقة بشكل اكبر".
من جهته، أكد محافظ النبطية القاضي محمود المولى لـ"النشرة" ان العملية الانتخابية في المحافظة كانت ناجحة بفعل تشابك ايدي الجميع من القوى الامنية والعسكرية ورؤساء الاقلام والكتبة، ووصفها بأنّها كانت ديمقراطية بكل معنى الكلمة ولم تعترضها اي شائبة ادارية او امنية او لوجستية، نافياً أن يكون قد سجّل أيّ حالة استقالة أو اعتكاف، موضحاً أنّ كل ما في سجلاته هو أنّ الانتخابات لم تجر في كفرصير، وقد اصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق قرارا بتأجيلها بعد امتناع الناخبين عن التصويت.
وحول انتخابات اتحادات البلديات، قال المولى أنّ المجالس البلدية يكون لها صفة المجالس البلدية عندما تتكون بالصفة القانونية بعد انتخاب الرئيس ونائب الرئيس، وعندما تتكون المجالس البلدية كلها وتقرر الاعضاء التي ستكون في مجلس الاتحاد وهؤلاء الاعضاء ينتخبون رئيس ونائب رئيس الاتحاد، وعندها يتشكل الاتحاد برئيسه ونائبه واعضائه.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الانتخابات البلدية هي المحفز للدولة لاجراء الانتخابات النيابية، قال المحافظ المولى أنّ الوزير المشنوق كان واضحا في كلامه أنّ الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، وأن موعد الانتخابات النيابية اصبح ثابتا ولم يعد بامكان احد ان يقول اننا غير قادرين، لان الوضع الامني في الانتخابات البلدية كان ممسوكا، ولوجستيا كانت الادارة بأبهى حالاتها.
انتهت الانتخابات البلدية، وبدأت العدّة تستكمل لانجاز هيكلية الاتحادات قبل شهر رمضان المبارك، ويبقى الأمل أن تحمل المجالس البلدية المنتخبة هاجس إنماء القرى الجنوبية أولاً وأخيراً...