اعتبر الأمين القطري لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان الوزير السابق ​فايز شكر​ أنّ السكوت عن كون ​هيئة العلماء المسلمين​ وسيطًا لاسترجاع العسكريين المختطفين "انتكاسة كبيرة لا تخدم لا المؤسسة العسكرية ولا الدولة، باعتبارها طرفا وليست وسيطا وتسعى لتحقيق مصلحة المجموعات الارهابية".

واستهجن شكر، في حديث لـ"النشرة"، مجرّد طرح "مفاوضة الدولة اللبنانية لعصابات وقطاع طرق وارهابيين"، مطالبا رئيس الحكومة ​تمام سلام​ بـ"موقف حازم" في هذا الشأن، لأنّه "من غير الطبيعي أن تتبرع فئة من علماء الدين لمفاوضة ارهابييين".

واعتبر أنّه اذا كانت المفاوضات الحاصلة ستقود إلى عمليات مقايضة فسنكون بصدد "كارثة كبيرة"، وقال: "إذا كان لا بد من التفاوض فذلك يجب أن يتمّ مع الأطراف الدولية المعنية بشكل مباشر أي قطر وتركيا والسعودية، أي من يمول ويمون على الجماعات الارهابية الخاطفة".

مخاوف من تفجيرات واغتيالات

ورأى شكر أنّ الحلّ الامثل لهذه الأزمة يكمن بـ"قرار كبير" تتخذه الدولة اللبنانية باسترجاع العسكريين من خلال "تضافر امكانيات القوى الحية على أن تقودها المؤسسة العسكرية"، وأشار إلى أنّ "حزب الله أضحى قوة اقليمية وهو لا شك قد يساهم باسترجاع العسكريين كونه جزء من هذه الدولة في حال تم اتخاذ قرار باسترجاعهم بشتى الوسائل المتاحة"، لكنه أكد أنّ "حزب الله" لا يقدم على أي خطوة يتجاوز بها الدولة".

ولفت شكر الى أن هذا القرار يجب أن يشمل أيضًا حماية المناطق الحدودية "وإلا كنا بصدد تكرار أحداث بلدة عرسال في اي لحظة كون عدد كبير من المسلحين لا زالوا يمكثون في جرود عرسال"، وشدّد على أنّ "المطلوب قرار سياسي بتكليف الجيش وكل الفئات التي تمتلك القدرات وأهل المنطقة بحماية الحدود وصد اي محاولات جديدة لتمدد داعش".

ونبّه شكر من "معلومات أمنية تفيد عن مخاوف من عمليات اغتيال وتفجيرات يعد لها هؤلاء الارهابيون داخل لبنان"، هازئا من دعوة قوى "14 آذار" لنشر قوات "​اليونيفيل​" لضبط الحدود الشرقية. وقال: "أصلا هذه الحدود غير مرسمة واليونيفيل وُجِدت للفصل بين لبنان والعدو الاسرائيلي وليس بين شعبين شقيقين حيث الأراضي متداخلة".

فراغ على كلّ المستويات

وتطرق شكر للملف السياسي، واصفاً طرح ​التمديد​ بـ"تصرف القرون الوسطى والجاهلية"، وقال: "يتغنون بأننا من أعرق البلدان بالديمقراطية ومن ثم يتفقون على التمديد بحجة أن الأوضاع الأمنية لا تسمح باجراء الانتخابات".

وسأل: "هل الأوضاع الأمنية لدينا أسوأ من تلك التي كانت في سوريا التي تشهد حربا كونية، أم أسوأ من الوضع الامني في العراق أو في مصر أو في ليبيا؟"

ونبّه شكر من فراغ على كل المستويات في حال لم ترتق الطبقة السياسية سريعا للعمل بما تقضيه المصلحة اللبنانية العليا، مستهجنا ربط رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الانتخابات النيابية بتلك الرئاسية.