علمت صحيفة "الحياة" من مصادر رسمية رفيعة أن حملة التهويل على بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تم تداولها أخيراً ونسبتها إلى عدد من السفارات الأجنبية التي تدعو رعاياها إلى الحذر والحيطة وعدم التجول في عدد من الأحياء في بيروت بذريعة أنها ستتعرض إلى عمليات انتحارية ينفذها تنظيم "داعش"، لم تستند إلى وثائق وأدلة وإنما استمدت معلوماتها من الخيال مستغلة توقيف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي "م.غ"، لبناني ويسكن في صيدا أظهرت التحقيقات الأولية أنه يخطط للإخلال بالأمن وتهديد الاستقرار من خلال تكليف انتحاريين تنفيذ عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية وأحياء في بيروت.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن تسريب معلومات عن توقيف مجموعات انتحارية تنتمي إلى تنظيم "داعش" لم يكن دقيقاً، مشيرةً الى أن تسريبها جاء بعد أكثر من شهر على توقيف المدعو "م.غ". وعزت سبب التكتم على توقيفه إلى أنها ليست في وارد خلق حال من الرعب بين المواطنين تثير القلق وتؤدي إلى إحداث شلل في المناطق التي كان يخطط لاستهدافها.

وأكدت أن الموقوف المذكور كان انتقل إلى سوريا وأقام لفترة في الرقة المعقل الأساسي لتنظيم "داعش" وخضع لدورة تدريبية على يد مدرب تبين لاحقاً أنه كان وراء الإشراف على تدريب الانتحاريين الذين نفذوا عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية لبيروت وباريس وبروكسيل.

وكشفت المصادر أنه بحسب ما أحيط به عدد من أركان الدولة أن مدرب "م.غ" طلب منه القيام بعملية استطلاع ومسح في الضاحية الجنوبية وأنه نفذ هذه المهمة وحدد له مجموعة من الأهداف، على أن يوافيه لاحقاً بعدة الشغل والأموال لشراء الأسلحة والذخائر التي سيستخدمها في التفجيرات إضافة إلى تأمين عدد من المنفذين الذين سيرسلهم إليه وطلب منهم التواصل معه فور وصولهم إلى بيروت.

لكن التواصل بين "م.غ" ومدربه انقطع، مع أنهما كانا يستخدمان الشيفرة في تواصلهما لقطع الطريق على تحليل ما يجري تداوله بينهما والذي يمكن أن يسهل إلقاء القبض عليه وعلى المنفذين.

وبحسب جهات رسمية تبين أن سبب انقطاع التواصل يعود إلى أن المدرب هذا قتل في غارة شنتها طائرات التحالف على مقر إقامته.