اشارت أوساط مطلعة عبر صحيفة "الراي" الى "ملفيْن يُنتظر ان يشغلا المشهد السياسي في لبنان، ويحملا بذور عاصفة سياسية لن تغيب عنها رياح الرئاسة، ويتوقّع ان تهبّ على الحكومة التي تزداد مع كل جلسة تعقدها المتاريس داخلها، ما ينذر بأن يضع البلاد أمام مخاطر سقوط آخر الدروع الواقية من فشل النظام اللبناني برمّته، الملف الاوّل هو الموازنة العامة لسنة 2017 التي كانت قفزت الى الواجهة من زاوية التحذير من خطورة الاستنزاف المالي، قبل ان تتداخل في هذا الملف الاعتبارات السياسية في ظلّ ربْط التيار "الوطني الحر" إقرار الموازنة بانتخاب رئيس للجمهورية وبتّ مسألة الحسابات المالية العالقة عن فترة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بين 2006 و 2009 والمقدّرة بـ 11 مليار دولار وإجراء قطْع لحساباتها، ليردّ تيار "المستقبل" مطلقاً الاستعدادات لفتح تحقيق برلماني في ملف الكهرباء الذي يصيب التيار الحر، اما الملف الثاني فهو التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يحال على التقاعد اواخر سبتمبر المقبل، وسط معلومات يجري تداولها عن اتجاه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى خوض معركة حتى النهاية لمنع تأجيل التسريح الثالث على التوالي لقهوجي على رأس المؤسسة العسكرية، وأنه مستعدّ لقلب الطاولة على الحكومة عبر الانسحاب منها او عرْقلة عملها وتحويلها لتصريف الأعمال".

ولفتت الأوساط الى ان "المناخ الشديد السلبية من عون حيال اي تمديد جديد لقهوجي هو عملياً سيف ذو حدّيْن، مع إقراها بأن التمديد بحال حصوله سيُعدّ صفعة ثالثة على التوالي يتلقاها عون الذي وقف في المرتين السابقتين بقوة ضدّ تأجيل التسريح وآخرها طامحاً لايصال العميد شامل روكز الى قيادة الجيش"، موضحة أن "اي خطوة بالانسحاب من الحكومة او تعطيلها بالكامل لن تكون إلا في إطار عملية ابتزاز سياسي لاستثمارها في الملف الرئاسي، على قاعدة ان سقوط الركن الأخير من الاستقرار المؤسساتي الذي تشكّله الحكومة سيعجّل في بتّ الانتخابات الرئاسية على قاعدة ما رست عليه المرحلة الاخيرة التي ارتفعت معها حظوظ عون دفترياً من خلال انضمام رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الى دائرة الذين لا يمانعون وصوله الى قصر بعبدا الى جانب الدعم الذي يحظى به من "حزب الله" و"القوات اللبنانية"، علماً ان استمرار رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ بترشّحه مدعوماً من رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري بشكل رئيسي ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدرجة أقلّ يبقى حالياً حجر العثرة امام تعبيد الطريق لدخول عون قصر بعبدا".

ورأت الأوساط نفسها ان "اي اندفاعة من عون في اتجاه المساس بالحكومة يمكن ان ينعكس سلباً على حظوظه الرئاسية، باعتبار ان هذا سيستجلب استياء داخلياً وغضباً خارجياً، قد يطيح بكل ما بناه عون في الأشهر الأخيرة، لاسيما وان المجتمع الدولي يتعاطى مع الحكومة الحالية كضرورة كبرى لمواجهة خطريْن: هما الإرهاب وملف النازحين السوريين الذي تتعاطى معه اوروبا على انه قنبلة تخشى ان تصيبها شظايا انفجارها"، مشيرة الى أن "اعتراض عون على التمديد لقهوجي، الذي إن حصل فسيُبقي مجدداً حظوظ الاخير كمرشح مضمر للرئاسة، محكوم بحقل ألغام وربما يعمد عون الى اللعب "صولد" مع كل المحاذير المترتبة على ذلك او يعتمد سياسة الابتزاز للحكومة باعتبارها آخر مربّعات الشرعية العاملة".