أوضحت صحيفة "الراية" القطرية أن "تأكيد القادة العرب خلال خطاباتهم في الجلسة الافتتاحية في القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين التي انطلقت أمس في العاصمة الموريتانية نواكشوط، على أهمية مواجهة القضايا العربية الراهنة ومن بينها القضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن وسوريا و​العراق​ وليبيا، ومواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، إضافة إلى قضية الإرهاب والتطرّف، يتطلب تحويل هذه الخطابات الرنّانة إلى مواقف عربية واضحة تواكب تطلعات هذه المرحلة الدقيقة، وتلبي نبض الشارع العربي والإسلامي، وهذا مرهون ليس بصدور قرارات شجاعة وواضحة من هذه القمة تكون على قدر التحدي، وإنما التحدي الحقيقي هو تنفيذ إعلان نواكشوط الذي سيصدر اليوم".

وأكدت أنه "ليس من المقبول وفي ظل هذه الظروف الدقيقة أن يفشل القادة العرب في تحويل القرارات إلى أرض الواقع وهم يُدركون دقة الظروف التي تمر بها الساحة العربية من أحداث ومتغيرات كبيرة وخطيرة على رأسها الأوضاع في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا إضافة إلى العلاقات مع إيران التي أصبحت تلعب دوراً سالباً في أحداث المنطقة العربية ومن هنا فإن على القادة العرب أن يُدركوا أن مواجهة الواقع العربي الراهن مقرونة بموقف عربي شجاع وتحويل الجامعة العربية من منتدى سياسي إلى ذراع تنفيذية يواجه بها العرب قضاياهم وأزماتهم"، مشيرةً إلى أن "قمة نواكشوط تعقد في ظروف دقيقة غير مسبوقة، تواجه المنطقة العربية والعالم أجمع، وقد أثّرت بشكل سالب على القضايا والأزمات العربية خاصة القضية الفلسطينية التي تجمّدت بسبب الواقع العالمي، كما أن أزمات سوريا واليمن والعراق أصبحت لها أبعاد خارجية ولذلك فإن قمة نواكشوط يجب أن تختلف عن القمم السابقة، ليس من حيث القرارات، وإنما من حيث تنفيذها وبالتالي فإنها تضع العرب أمام محك وامتحان عسير، خاصة مع تأكيد القادة العرب في خطاباتهم على أهمية مواجهة الوضع العربي الراهن".

ولفتت إلى أنه "من هنا فمن المهم أن يُدرك القادة العرب أهمية أن تؤرِّخ قمة نواكشوط لمرحلة جديدة في تاريخ العالم العربي وهذا مرهون بتنفيذ صارم لقرارات القمة وإعلان نواكشوط حتى يتحوّل شعار قمة الأمل من حلم إلى حقيقة تتماشى مع نبض الشارع العربي الذي أصبح لا يثق في اجتماعات وقرارات الجامعة وشعاراتها المرفوعة".