على وقع الشائعات التي رافقت دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية(1)، تتجه الأنظار الى ساحة النجمة ان كان سيحمل الأسبوع المقبل جديدا رئاسيا، لا سيّما وان القليل والكثير تم تسريبه. الا ان الثابت الاساسي والوحيد حتى الساعة هو وجود مرشحّين رئاسيين، رئيس تكّتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس تيّار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​، مع تمسّك جميع الافرقاء بمواقفها بعد التسريبات واللقاءات التي حصلت.

لا جديد

الصحافي والمحلل السياسي ​علي حمادة​ اكد لـ"النشرة" ان لا جديد في الجلسة التي دعا اليها بري في 28 الجاري، موضحا أنْ لا انتخاب متوقع لرئيس جديد للجمهورية والمواقف لا تزال جامدة، لافتا الى أنّ تيّار المستقبل متمسك بمرشحه وقد أعلن ذلك في بيان كتلته الأخير، بالمقابل العماد عون يمتلك تأييدا صريحا من "القوات اللبنانية" و"حزب الله" لكن باقي الفرقاء كـ"اللقاء الديمقراطي" و"التنمية والتحرير" وبعض من المسيحيين المستقلّين والاحزاب الصغيرة المنضوية في 8 آذار لم تعلن تأييدها لعون حتى الساعة.

وكشف عن أقنية تواصل متعددة الأطراف بين "المستقبل" والتيار "الوطني الحر" وبينهما و"حزب الله" بالواسطة ورئيس المجلس النيابي لتذليل العقبات، والمهمّ في ذلك، بحسب حمادة، أن أقنية التواصل لم تنقطع بين مختلف الاطراف.

بالمقابل تمنّى المحلل السياسي ​محمد خواجة​ لـ"النشرة" أنْ تحمل الجلسة المقبلة جديدا يذكر لكن الامر مرهون بالاتصالات القائمة، والامور لا زالت على مستوى من الضبابية، آملا أن تكون جلسة 28 خاتمة للجلسات لانتظام العمل السياسي في لبنان، موضحا ان بري وضع مجموعة من النقاط التي يمكن ان تعيد الحياة السياسية بدءا من الرئاسة الاولى، ولكنه رأى ان انتخاب الرئيس من دون توافق يخلق نزاعا طويلا بعد ذلك على اسم رئيس الحكومة وشكلها ومِمَّن تتألّف، لافتا في السياق الى ان حكومة تمام سلام قاربت السنة حتى أبصرت النور. واشار خواجة الى الاستحقاق الانتخابي في ايار المقبل، مع رفض كل القوى للقانون الحالي وتعتبر انه لا يعطي تمثيلا صحيحا. ولفت الى ان التجارب السابقة تؤشّر الى حصول تعطيل بعد انتخاب الرئيس بحال عدم التوافق.

الضمانات

ولفت حمادة الى ان ما يتم التواصل في شأنه بين الافرقاء لا سيما "المستقبل" والتيار "الوطني الحر" لا يتعلّق فقط بإنتخاب شخص الرئيس بل بمرحلة ما بعد الانتخاب، واعتبر انه عمليا ومن دون اعلان، فإن الجميع دون استثناء يتفاوضون حول السلّة التي تحدث عنها نبيه بري لكن دون الإعلان عن ذلك صراحة ومن دون الالتزام المسبق بهذه التسمية. فالجميع يتحدث عن الضمانات.

وبحسب حمادة، فإنّ بري لم يخطئ حين تحدّث عن السلة لأنّ الجميع يبحث فيها، وهي يمكن ان تؤدي الى انتخاب رئيس محتمل ان يكون عون او فرنجيّة او يستمرّ الشغور بحل فشلت المباحثات. والملاحظ الان من وجهة نظر "المستقبل" و"اللقاء الديمقراطي" ان من يدعم عون للرئاسة لا يفعل شيئا ملموسا وعمليًّا لتأمين أكثريّة تنتخبه بالمجلس النيابي، كما لم يلاحظ أيّ جهد عمليّ من "حزب الله" تجاه كتلة "التنمية والتحرير" وجنبلاط وارسلان والأحزاب الصغيرة في 8 اذار كالبعث وغيره لانتخاب عون، كما لم يتم التواصل مع فرنجيّة او التمنّي عليه بالإنسحاب لصالح عون وبالتالي فانّ العقدة لا تزال قائمة.

بدوره اشار خواجة الى ان المواضيع الاساسية التي يتم بحثها هي اللا مركزية وقانون استعادة الجنسيّة ومجلس الشيوخ، وهذه المواضيع لا خلاف عليها بين الافرقاء، والأهم برأيه هو قانون الانتخاب "لأننا نعيش حياة سياسية لا افق فيها، والمطلوب قانون انتخاب على اساس لبنان دائرة واحدة وهذا القانون عادل بالنسبة للتوزيع والتمثيل ولإعادة انتاج حياة سياسية".

وتوقع خواجة ألاّ يتم انتخاب رئيس جمهورية في الجلسة المقبلة بحسب ما قرأنا لرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، واضعا موضوع الإنتخاب عند تكتل "التغيير والاصلاح" وكتلة "المستقبل"، مع الإشارة الى ان خطاب رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة أعلن الطلاق الكلي، الا اذا كان هناك شيء يطبخ بالسرّ ولا نعرف اذا كان هناك وقت لإظهاره في الوقت القصير قبل جلسة الانتخاب، مجددا الأمل أن تكون هذه الجلسة هي الجلسة الاخيرة لانتخاب الرئيس.

في الخلاصة هناك إجماع على ان الاتصالات الداخلية اساسية لحلّ أزمة موضوع رئاسة الجمهورية، وان الاتّصالات جارية وفقًا لاقتراح برّي حول السلّة، وان لم تكن بالمعنى الذي تحدث عنه، كي لا يتمّ تعطيل البلد بعد انتخاب الرئيس.

(1)جلسة انتخاب الرئيس تعقد في الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الاربعاء المقبل في 28 الجاري.