اكد العضو السابق في الفريق النووي الايراني المفاوض حول الاتفاق النووي ​حسين موسويان​ أن "واشنطن لم تعد لها حاجة الى نفط وغاز منطقة الخليج، وستغير وجهتها وتدير ظهرها تدريجيا للشرق الأوسط"، مشددا على أن "الادارة الاميركية تدرك انه في المستقبل القريب فان المنافسين الرئيسيين والجادين مثل الصين والهند سيتجاوزون ​الولايات المتحدة​ وانها لن تكون قوة عظمى، وهذا هو الهاجس الرئيسي لاميركا خلال العقد القادم".

في حديث لوكالة "مهر" الايرانية، رأى موسويان أن "الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس لا تبقي اي شكوك بان السعودية وبعض ​دول الخليج​ الفارسي، مارست ضغوطا على اميركا خلال الفترة مابين عام 2006 لغاية 2013 لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية".

وكشف أن "عمان هي الدولة الوحيدة التي قامت باجراءات بناءة وايجابية من اجل نجاح المفاوضات الدبلوماسية والحيلولة دون اندلاع حرب محتملة، وهذا الامر لن ينساه الايرانيون مطلقا"، مشيرا الى أنه "بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية الست، فانه لم يكن امام السعوية وحلفائها سوى القبول بالامر الواقع".

ولفت موسويان الى أن "دول الخليج كانت تدرك منذ البداية أن ايران لا تنوي حيازة قنبلة نووية، الا انهم كانوا يريدون ان تبقى الازمة النووية بدون حل واضعاف ايران تحت طائلة مجموعة من العقوبات الدولية والمتعددة الجوانب والاحادية الجانب"، مشيرا الى أنه "بعد نجاح ايران في حل الازمة عبر المسار الدبلوماسي وانهيار بنية العقوبات الدولية والاحادية والمتعددة الجوانب على خلفية القضية النووية، فان دول الخليج انتهجت سياسة اثارة التشكيك حيال تنفيذ الاتفاق النووي لمنع تحسين علاقات ايران الخارجية، في حين ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك القوى العالمية اكدت ان ايران نفذت جميع تعهداها الدولية".

وردا على سؤال حول ما اذا كان الاتفاق النووي قد ضاعف قدرات ونفوذ وتأثير ايران في المنطقة من جهة، أو أن الاتفاق النووي قد وضع قيودا على قدرات ايران وخاصة في المجال العسكري، رأى أنه "اذا كان هذا الاتفاق قد ادى الى ايجاد قيود على قدرات ايران الاقليمية ، لكانت السعودية وحلفائها العرب وحليفتها الجديدة اسرائيل يحتفلون بذلك، والسبب في انهم غاضبون جدا يعود الى ان رفع العقوبات النووية ادى الى تعزيز قدرات وامكانيات ايران على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية".

وأكد أن "الاتفاق النووي يوفر فرصة جيدة لتنمية التعاون بين ايران وجيرانها، لأنهاذا كانت هذه الدولة تتوجس من القنبلة النووية الايرانية فقد زال هذا التهديد. واذا كانت هذه الدول تريد في الحقيقة ان يكون الخليج والشرق الاوسط خال من السلاح النوو ، فان مطلبهم سيكون موضع التنفيذ من خلال تطبيق مبادئ الاتفاق النووي من قبل جميع الدول. واذا كانت هذه الدول تسعى الى حل الازمة في العلاقات بين دول حوض الخليج فان الاتفاق النووي قد وضع امام الجميع انموذج تسوية الخلافات من خلال الدبلوماسية".