أعلن وزير الصحة ​وائل أبو فاعور​ في كلمة له خلال مؤتمر صحافي عن "تقديم حكومة ​اليابان​ دعمًا لمكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية من خلال منحة قدرها 209 مليون دولار لتحسين الرعاية الصحية للأمراض المزمنة في لبنان"، موضحاً أن "المشروع يركز على توفير الأدوية المزمنة الأساسية للمرضى في جميع أنحاء لبنان، والأطفال الذين يعانون من أمراض السكري والتلاسيميا المزمنين في مركز الرعاية الدائم".

ولفت إلى أنه "خلافًا لما حاول القيام به في كل عمله في وزارة الصحة بالفصل بين موقعه الحزبي وموقعه الوزاري، يود التوقف عند انتسابه إلى حزب كان ولا يزال يطمح إلى الوصول إلى نظام اشتراكي عادل في هذا الوطن"، مشيراً إلى أن "وصول إبن الحزب التقدمي الإشتراكي إلى وزارة الصحة شكل فرصة للقيام بكل ما يجب لمحاولة بناء نظام صحي إشتراكي واعد تكون العدالة الإجتماعية والمساواة هي السمة الأساسية التي تحكم عمل وزارة الصحة، فتصل الخدمة الصحية العامة إلى كل مواطن لبناني".

وأشار إلى أنه "كوزير من الحزب التقدمي الإشتراكي كانت لديه فرصة ذهبية كي يحاول أن يبني حدًا أدنى من النظام الصحي الإشتراكي بمعنى العدالة الإجتماعية للمواطنين اللبنانيين وغير اللبنانيين، لأنه في قناعاتنا الفكرية لا فرق بين مواطن ومواطن، وبين جنسية وأخرى كما قال محمود درويش: كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر"، لافتاً إلى أن "التغطية الصحية الشاملة كانت مطلبًا تاريخيا لنا، وكانت حلمًا تاريخيًا وهي وفق قناعاتنا في هذا النظام الإقتصادي الذي يغلب الخاص على العام لن تكون دفعة واحدة بل تحتاج إلى أن نرصف الطريق خطوة خطوة لنصل إليها وقد بدأنا بنظام الرعاية الصحية كخطوة أولى على هذه الطريق وأصبحت لنا هذه الشبكة من الرعاية الصحية الأولية في مختلف المناطق وتبعتها خطوات عديدة، آخرها إقرار التغطية الصحية الشاملة لمن تجاوز 64 عامًا وما زال في جعبتنا ما يؤهلنا لوضع حجر فوق حجر لبناء التغطية الصحية الشاملة وإذا كان البعض يقدر كلفة هذه التغطية بثلاثة أو أربعة مليارات، فبالتدرج وبالتخفيض والتصويب في الفاتورة الصحية نستطيع أن نصل إليه إذا اعتمدت الدولة تصويب الفاتورة الإستشفائية وتخفيض الأكلاف غير المبررة كما في الدواء".

وردا على سؤال حول موقف الحزب التقدمي الإشتراكي من الإستحقاق الرئاسي، أضاف أبو فاعور أنه "هناك استمرارا للإتصالات وسيعلن رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ موقفا بعد لقائه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في الأيام القليلة المقبلة"، مشيراً إلى أن "الحزب التقدمي كان دائمًا من أنصار التسوية التي تعفي اللبنانيين من الكثير من الأعباء وانشالله خير".

من جهته، لفت السفير الياباني في لبنان سيتشي اوتسوكا إلى أن "الصحة هي برنامج عمل عالمي وهي من الأولويات الاستراتيجية للبرامج الدبلوماسية والتعاون الياباني وهذا المشروع هو مثال لسعي اليابان إلى بناء نظم صحية متينة وعادلة، خصوصا أن المجتمع الدولي وافق في أهداف التنمية المستدامة، على تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول العام 2030، بما يضمن الحصول على خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة وأدوية متوفرة للجميع".