انسحب رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ يوم أمس من مراسم تقبل التهاني بالعيد الـ73 لاستقلال لبنان، لدى وصول السفير السوري ​علي عبد الكريم علي​. وبهمسة صغيرة من رئيس حكومة تصريف الأعمال ​تمام سلام​، علم الحريري بوصول علي، فترك التهنئة لتجنّب اللقاء مع سفير دولة قد يعتبرها الحريري عدواً لخطه السياسي.

لم يعلّق الحريري بعد عودته إلى صفوف المهنَّئين على ما قام به. ورغم وصوله إلى رأس حكومة كل اللبنانيين، تمسّك رئيس الحكومة المقبل بمواقفه السياسية وحاول قدر المستطاع تجنّب اللقاء مع سفير سوريا في لبنان.

وكان قد تواتر في السابق أنه في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون بمجلس النواب، حذّر الحريري كل نواب كتلة "المستقبل" من الاحتكاك مع السفير السوري الذي كان متواجداً ضمن صفوف البعثات الدبلوماسية المهنئة. وبالتالي فمن الواضح أن علاقة لبنان الحكومي مع سوريا لن تكون على ما يرام في العهد الجديد.

وما قام به الحريري يوم أمس، لقي الكثير من التعليقات خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وتحت وسم "رجل المواقف"، عبّر ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي عن آرائهم بما قام به الحريري.

"كما انتقدته بشراسة في ترشيحه رئيس الجمهورية ميشال عون، اقول له شكرا لك على موقفك الشجاع، موقف قد يكلفك خسارة منصبك الحالي لكن مبادئك كانت اهم". هكذا وصف علي نظام ما قام به الحريري يوم عيد الاستقلال. ورأى المغرّد عبدالرحمن أن "سعد الحريري بطل من بلاد الارز وهو رجل مبادئ ورجل مواقف رفض ان يصافح سفير "​بشار الأسد​" وهذه اهانة و احتقار لبشار ونظامه المجرم"، على حدّ تعبيره.

واعتبرت اناس سروجي أن "الحريري رجل ابن رجل فهو لم يصافح من تلطخت يداه بالدماء وضمائرهم اكلتها الكلاب". وأضافت فرح فتحة "نحن نضحي لكن لا نتخلى، نحن نكبر لكن لا ننسى، نحن نسامح لكن لا نصافح، هكذا نكون بحكمتك وذكائك وموقفك يا رجل المواقف".

كما ذكّرت انجي كبارة أن "الحريري هو من أوائل الذين ناصروا الثورة السورية في وجه السفاح الأسد وبقي ثابتاً على موقفه حتى اليوم"، مشيرة إلى أن "المواقف تحتاج إلى الرجال والحريري سيد الرجال"، ومتوجهة له بالقول "نحن نفتخر بك يا دولة الرئيس ففي الزمن الصعب انت الرقم الصعب".

من جهة أخرى، لاقى تصرف الحريري هذا غضباً من الشارع المواجه له. فاستنكر العديد من الناشطين ما قام به الحريري، معتبرين أن هذا الموقف لا يليق بمن يحمل منصب تمثيل كل اللبنانيين.

فنشر فادي غصن صورة لرئيس مجلس النواب نبيه بري كُتب عليها موقفه بأنه لن يشارك في حكومة لا يوجد فيها رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أو رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، وعلق على الصورة بالقول "هناك اناس ملحها على ذيلها وهناك رجال هي ملح الارض، هناك اناس مجرد سياسيين وهناك رجال هم "رب السياسة" وبري واحد من هؤلاء الرجال".

ونشر الاعلامي حسين مرتضى صورة للحريري برفقة الرئيس السوري بشار الأسد عام 2009، وعلّق عليها "انظروا على هذا الرجل، ما هذه المواقف".

أما المغرّد جميل فارس فرأى أن "مصلحة لبنان في ان تكون علاقته اكثر من جيدة مع سوريا، ولو اراد الحريري مصلحة لبنان لم يكن ليتصرف مثل هذا التصرف الصبياني".

وربط الكوميدي جاد بو كرم بتغريدة له تصرف الحريري مع ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة حول العنصرية ضد السوريين في لبنان، وقال "انّو اذا بنات ال ALBA ما ضهروا مع السوري صارت القصة عنصرية، بس اذا الشيخ سعد عملا بصير رجل المواقف".

ربّما قرّر الحريري بتصرفه هذا رسم صورة العهد الجديد، عهد قد يكون عنوانه الأول مقاطعة كل العلاقات مع سوريا.