تمكنت وحدات من قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش في ​مدينة النبطية​ من القاء القبض على عصابتي ترويج عملات مزورة، من فئتي المئة دولار أميركي والخمسين الف ليرة لبنانية، تعملان من خلال جولات على المحال التجارية في المدينة خلال ساعات الليل والغروب، إلا أن التجار كانوا على بيّنة من الأمر، فأبلغوا جمعية تجار النبطيّة التي بدورها أبلغت القوى الأمنية، التي حضرت وأوقفت أفراد العصابتين وأحالتهما إلى مكتب مكافحة الجرائم الدولية.

في هذا الأطار، يشرح مصدر أمني، عبر "النشرة" كيفية ملاحقة هذه الشبكات، وإلى جملة من العوامل التي تساعد القوى الأمنية منها الرصد والمتابعة، ويشير إلى أن المواطنين يساعدون في هذا المجال، بالإصافة إلى كاميرات المراقبة التي لها الدور المميز، حيث يجري من خلالها تحديد الهدف وملاحقته لإلقاء القبض عليه، ويوضح أنه في الأيام الأخيرة من العام الماضي توفرت معلومات لدورية من استقصاء الجنوب عن عصابة، نجحت في ترويج نحو 1500$ مزورة في منطقة حبوش-كفررمان على المحلات التجارية، فكمنت المفرزة لها على طريق زفتا وتمكنت من توقيفها بعدما كانت تستقل سيارة أجرة.

ويكشف المصدر الأمني نفسه أنه في العام الماضي بلغ عدد مزوري ومروجي العملات الأجنبية واللبنانية ما يقارب 400 شخصاً، بينهم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون وسودانيون، ويؤكد أن معظمهم يعمل لدى مشغلين كبار، ويلفت إلى أن مخابرات الجيش اللبناني في صور أوقفت، منتصف الشهر الماضي، عصابة خطيرة مؤلفة من سبعة أشخاص، جميعهم مطلوبون للقضاء اللبناني، كانت تعمل على ترويج العملات الأجنبية المزورة والمواد المخدرة وحشيشة الكيف في منطقة الحوش وصور.

بالعودة إلى العصابتين المذكورتين، تكشف معلومات "النشرة" أن عملية التوقيف حصلت بناء على خطة أمنية، وضعتها قوى الأمن الداخلي في الجنوب وشاركت فيها كافة القطعات العسكرية والأمنية، حيث تبين أن المشاركين في عمليات التزوير والترويج هم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون وسودانيون، يقيمون على الأراضي الجنوبية ويعملون باشراف مشغلين لهم من ذوي الاتقان والحرفية، ومعظمهم يجول ليلاً على المحلات التجارية في الجنوب لاستبدال وتصريف العملة المزورة، في حين أن بينهم من يعمل في محطات لبيع الوقود أو يمتهن مهنة الصيارفة، إلا أن كاميرات المراقبة كشفتهم.

بدوره، يكشف رئيس جمعية تجار محافظة النبطية جهاد جابر، في حديث لـ"النشرة"، أن الجمعية أعلمت التجار مسبقاً بوجود عصابات تتسلل ليلاً إلى محلاتهم لتبديل وصرف عملات مزورة، ووزعت عليهم مجموعة من التعليمات للعمل على أساسها مع تشديد على ضرورة الاتصال بمركز الجمعية لابلاغ القوى الأمنية بأي معلومات مفيدة.