كشفت مصادر سياسية لـ"الأخبار" انه "لا تزال واشنطن ولندن تبديان استياءً من تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول حزب الله، وكذلك السعودية التي تفضّل التريث في القيام بأي مبادرات جديدة تجاه لبنان"، معتبرة انه "من المبكر الحديث عن انفراجات جدية بعد أزمة التصريحات التي أدلى بها حول حزب الله والجيش".

ورأت أن "كلامه لم يكن معزولاً عن تطورات إقليمية وسورية تحديداً"، معبرة عن خشيتها من أن يتفاقم الوضع السوري ويزيد من حدة التجاذب اللبناني الداخلي، وانحياز رئيس الجمهورية أكثر نحو المواقف التي اتخذها أخيراً".

وأوضحت ان "الأميركيين والبريطانيين الذين سارعوا إلى تأييد انتخاب عون وتسوية وصول رئيس الحكومة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، لا يزالون على استيائهم من كلام رئيس الجمهورية. وهذا الاستياء من شأنه، في ظل مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران، وإحيائه العلاقة مع السعودية أخيراً، أن يضاعف من محاذير الضغط الأميركي الداخلي كإدارة وكونغرس على المساعدات الأميركية للبنان والجيش تحديداً. ورغم أن واشنطن كانت مؤيدة منذ أشهر لوصول قائد الجيش الجديد جوزف عون وتبدي ثقتها به، وهي تجدول المساعدات وفق أجندة مختلفة عن السياق اليومي للأحداث، إلا أن هناك شكوك دبلوماسية أميركية في أن تأخذ تصريحات عون أبعاداً، من شأنها أن تشد لبنان الى منحى لا ترتاح إليه واشنطن في ظل إدارتها الحالية. وما يمكن أن يتركه ذلك من انعكاسات ليس فقط على المساعدات الأميركية، إنما أيضاً في رفع وتيرة الضغط على لبنان وحزب الله، ولا سيما في ملف العقوبات المصرفية. وبما أن للبريطانيين أيضاً دوراً في المساعدات العسكرية وفي اهتمامهم بالحدود اللبنانية ومراقبتهم عن كثب للتطورات السورية، فإن متابعتهم أيضاً لهذه التصريحات تصب في الاتجاه المقلق نفسه. وهذا ينفصل عن التصريحات الإعلامية الدورية الداعمة للبنان والجيش".

وأضافت "السعودية رحبت بزيارة عون وفتحت له أبوابها، لكنها لم تزل العوائق كلياً أمامه، ولم تفتح كل أقنية التواصل الجدية. وبخلاف كل ما يقال، فإن الرياض لا تزال غير مرتاحة لأداء عون المتعلق بحزب الله وتصريحاته. وهي كانت ولا تزال تنتظر منه خطوات معينة بعد زيارة الرياض، وهذا ما لم يحصل بعد. لا بل إنها فوجئت بموقفه المتعلق بحزب الله، ولم يصلها لاحقاً ما يجعلها تطمئن الى أن موقفه ظرفي وغير استراتيجي، وهي التي ترفع وتيرة تصعيدها دولياً ضد إيران".