الذين هنّأوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأشادوا به لأنه أعطى الأوامر بإطلاق صواريخ توماهوك على مطار الشعيرات السوري، بالتأكيد لهم الموقف ذاته حيال الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت منطقة القنيطرة السورية، وانْ لم يعترف العدو بمسؤوليته عنها حتى الآن. فهؤلاء المهنّئون، لبنانيون وعرب ، لا شغل لهم ولا مصلحة سوى أن يكونوا في صفّ كلّ من يناصب سورية العداء!

هؤلاء الذين دأبوا على الاصطفاف في الضفة الأميركية المسكونة إسرائيلياً ، نزلت عليهم نزول الصاعقة، التهنئة التي وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى الرئيس السوري بشار الأسد بمناسبة عيد الجلاء في الشام، فماذا يفعلون؟

هل سيوجّه هؤلاء اتهاماً لغوتيريس بأنه أصبح واحداً من محور الممانعة ، وما هي طبيعة الحملات السياسية والإعلامية التي ستشنّ ضده؟ خصوصاً أنّ تهنئة الأسد بما حملت من مضمون تعتبر رسالة من العيار الثقيل، عدا عن كونها أتت في مناسبة أساسية تحتفل فيها سورية بتحرّرها من الاحتلال الفرنسي، كما تزامنت مع النجاحات التي يحققها الجيش السوري وتحريره العديد من المناطق والبلدات في ريف حماة، وفي مناطق أخرى.

صحيح أنّ الرسالة الأممية وصلت، لكن ليطمئنّ مَن هم في ضفة أميركا بأنهم إذا أرادوا الهجوم على الأمين العام للأمم المتحدة بـ أسلحتهم الكيماوية الفتاكة، فإننا لن نكون في صفه، لأنّ سعادة الأمين العام هو ذاته الذي قرّر بالأمس القريب سحب تقرير الأسكوا بشأن ممارسة إسرائيل سياسة الفصل العنصري.

لكن هل يكون لدى أتباع أميركا وحلفائها جرأة الهجوم على غوتيريس؟ إنهم يضربون أخماساً بأسداس، خشية أن يكون وراء الأكمة ما وراءها، كأن يكون الأمين العام، ناقلاً للرسالة وليس صاحبها…