يوماً بعد يوم يرتفع عدد الملفات الخلافية بين التيار الوطني الحر و​القوات اللبنانية​، كل ذلك وسط تأكيد الفريقين بأن تفاهم معراب بألف خير. فكيف يكون التفاهم كذلك إذا كانت رقعة الإختلاف في وجهات النظر تتسع شيئاً فشيئاً من الملفّات الصغيرة الى تلك الأكبر منها؟ وكيف يكون التفاهم بألف خير عندما يعتمد الفريقان أسلوب تصفية الحسابات وتبادل الرسائل السياسية عبر الملفات العالقة بينهما؟.

وحفاظاً على الدقة نذكر بعض الملفات الخلافية بين القوات والتيار، وكيفية تعاطي الفريقين معها:

أولاً-موضوع تلفزيون لبنان، الّذي لا يزال بدون رئيس مجلس ادارة حتّى اليوم على الرغم من انهاء حالة طلال المقدسي.

ثانياً-في مستشفى البوار الحكومي، وعلى رغم مرور 7 أشهر على قرار مجلس شورى الدولة، الذي إعتبر فيه أن مجلس إدارة المستشفى برئاسة الدكتور شربل عازار يجب أن يمارس مهامه بدلاً من اللجنة الإدارية التي شكلها الوزير السابق وائل أبو فاعور والمحسوبة على التيار الوطني الحر ورئيسها الدكتور اندريه قزيلي، قرر وزير الصحة ​غسان حاصباني​ تنفيذ قرار شورى الدولة وإعادة مجلس الإدارة وتطيير اللجنة الحاصلة على بركة رئيس الجمهورية، كل ذلك، لأنه إقترح بعض التعيينات على مجلس الوزراء ولم يتم إدراجها على جدول الأعمال.

ثالثاً-في جبيل، وبعدما شهدت جلسة إقرار مشروع قانون الإنتخاب شد حبال بين رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ ووزراء القوات على خلفية المهلة التي يجب أن يستقيل خلالها رئيس البلدية كي يسمح له بالترشح الى الإنتخابات النيابية، وهي التي كان يريدها باسيل سنتين لإقفال طريق الترشيح أمام رئيس بلدية جبيل زياد الحواط المقرب من القوات، ها هو رئيس التيار الوطني الحر يتجه في الرابع من تموز المقبل الى رعاية حفل إطلاق بلدية الظل الذي تنظمه هيئة مدينة جبيل في التيار الوطني الحر، لخلقها على أن تراقب المجلس البلدي الحالي الذي يرأسه الحواط، وتكشف إرتكاباته وممارساته، علماً أن الحواط يتجه الى الإستقالة من البلديّة لخوض الإنتخابات النيابية، وبطبيعة الحال سيحظى ترشحه بدعم معراب المقرّب جداً منهاً، في تكرار لسيناريو الإنتخابات البلدية السابقة.

رابعاً-ما يحصل على صعيد خطة الكهرباء، التي أصرت القوات على إعادتها الى إدارة المناقصات في التفتيش المركزي، وهذا ما حصل، بعدما كان وزير الطاقة سيزار أبي خليل قد بدأ بإجراء المناقصة في مؤسسة كهرباء لبنان.

لكل ما تقدم، ليس تفاهم معراب بألف خير كما يوحي طرفا التفاهم، والخلافات التي تحيط به، لا تؤشر أبداً بتحالف إنتخابي في الإستحقاق النيابي المقبل، إلا إذا إستدرك الفريقان الوضع سريعاً وجلسا على طاولة واحدة لحلحلة كل الملفات العالقة بينهما والإتفاق على آلية تنهي المشهد الخلافي القائم بين التيار والقوات.