أشارت صحيفة "الخليج" ​الامارات​ية في افتتاحيتها الى أن "جنيف-7" بأيامه الخمسة، الذي جمع بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة بمنصاتها الثلاث (الرياض والقاهرة وموسكو) لم يفشل، كما لم يحقق اختراقاً بارزاً يمكن أن يحسب للممثل الدولي ستيفان دي ميستورا، لكنه حقق ما يمكن وصفه الخطوات التمهيدية التي يمكن أن تؤسس لبناء الثقة وإطلاق مفاوضات مباشرة تتناول القضايا التي تم الاتفاق عليها في السلة التي تشمل الدستور والانتقال السياسي والإرهاب والانتخابات"، مضيفةً: "دي ميستورا خرج من المفاوضات متفائلاً بعقد جولة جديدة في جنيف في مطلع أيلول المقبل قائلاً: "حققنا كما كنا نتوقع ونأمل تقدماً إضافياً، لا اختراق ولا انهيار..لم يرحل أحد"، ومشيراً الى أن "كافة الأطراف وافقت على مناقشة مسألة الانتقال السياسي في الجولة المقبلة".

ولفتت الصحيفة الى أن "إحدى المشاكل التي واجهت المفاوضات تمثلت في اختلاف المواقف حول القضايا الخلافية بين وفود المعارضة الثلاثة التي فشلت في تشكيل وفد موحد لمفاوضة الوفد الحكومي، إضافة إلى الخلاف بشأن المرحلة الانتقالية وإصرار المعارضة على الربط بين مكافحة الإرهاب ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد، وهو أمر لم يعد يلقى تأييداً واسعاً لدى العواصم الغربية التي كانت تصر على هذا الشرط في مراحل سابقة"، مشيرة الى أن "دي ميستورا يأمل أن تراجع المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات موقفها من هذا الأمر أسوة بما فعل غيرها لتسهيل الانتقال إلى بحث الحل السياسي"، مضيفة: "يبدو أن المبعوث الدولي يراهن على دور للدول الكبرى في هذا الشأن، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الروسي لافروف عندما دعا المعارضة إلى عدم طرح مسألة رحيل الأسد كشرط لتقدم المفاوضات، معتبراً أن هذا الأمر يقرره الشعب السوري وليس أي طرف آخر".

ورأت الصحيفة أن "إعطاء المتفاوضين مهلة تزيد على الشهر لاستئناف المفاوضات هدفها توفير الوقت الكافي للمتفاوضين كي يرتبوا أوراقهم ويعيدوا النظر بمواقفهم، وفقاً للمستجدات الميدانية وتطورات المفاوضات التي تجري وراء الكواليس بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية من أجل تسويات في مناطق وقف إطلاق النار والمناطق المشمولة بخفض التوتر وتوسيعها، بما يؤدي إلى حلحلة عسكرية وسياسية في نهاية المطاف، يمكن أن تنعكس إيجاباً على المفاوضات التي تجري في أستانة وجنيف"، معتبرة أننا "قد نكون أمام "جنيف 8" يختلف عما سبقه منذ انطلقت محادثات جنيف العام 2016، بمعنى أن تكون مباشرة بين الوفود السورية لأول مرة، وأن تبدأ في بحث الملفات الخلافية التي تتضمنها السلة المتفق عليها"، مشددة على أن "دي ميستورا يراهن على تحقيق تقدم، لكنه في الوقت نفسه يرهن ذلك بمدى الضغوط الإقليمية والدولية على الأطراف المفاوضة لأنه يعرف أكثر من غيره أن هذه الوفود مرتهنة لسياسات الدول التي تدعمها".