انطلقت معركة تحرير ​جرود عرسال​ من الارهابيين فجر اليوم كما كانت "النشرة" قد كشفت في تقرير سابق بعنوان: "​حزب الله​ حشد فرقتين من النخبة لمعركة الجرود: هذه هي استراتيجية الهجوم"، وترافقت صليات الصواريخ والقذائف المدفعية بموجات من المواقف المؤيدة على مواقع التواصل الاجتماعي، فاجتمع أغلب اللبنانيين على موقف موحد تظهّر في وسم "غرّد للجيش والمقاومة"، دون ان يمنع هذا الأمر صدور بعض الأصوات الشاذة.

بعد انتشار تسجيل صوتي يعلن بدء معركة الجرود ونسبه لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ونفي الاعلام الحربي له، دقّت ساعة صفر معركة "الإمام الصادق" عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليلة الماضية. دقائق قليلة وأصبحت المعركة معركتان، الأولى يخوضها أبطال الجيش اللبناني وحزب الله، والثانية يسطرها رواد مواقع التواصل الذين أظهروا حبّا جما للمدافعين عن لبنان بوجه الارهاب وداعميه بالرصاصة او بالكلمة.

في هذا السياق بدأ نسيم أبو سمرا بالتذكير بحديث السيد حسن نصر الله عندما قال: "هذه المرّة الأخيرة الّتي أتحدّث فيها عن المسلّحين في جرود عرسال" خاتما بعبارة "وعد ووفى". وقال وليد أشقر: "لا حياد في معركة تحرير جرود عرسال من الإرهابيين، التحية لجنود الجيش اللبناني البواسل ومقاتلي حزب الله"، وأردف بيار عقيقي: "اسم أبو مالك التلّي، بيخليني دندن لا شعورياً "نحنا وعم نصلّي شبكنا البواريد، والمدفع ع التلّي يصرّخ من بعيد". وكتبت مي الخطيب: "واننا نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلاً، واننا نحب الشهادة لما كانت الى الحياة سبيلا، صباحكم بالنصر".

حاولت بعض الاصوات التشويش على طبيعة المعركة، وتصوير الأمر وكأنه اعتداء من حزب الله على اهل عرسال، وهم في ذلك يحاولون "مذهبة" الحرب على الارهاب للتأثير على الرأي العام نفسه الذي تحرك ضد الجيش اللبناني بعد عمليته الشهيرة في مخيمات النازحين. بالمقابل حاول مصطفى بيضا اللعب على الوتر المذهبي فقال: "في معركة جرود عرسال"طوي" العلم اللبناني! ورفرف علم"الحشد الشيعي الايراني"، وأضاف بلال: "الاعلام الحربي في حزب الله يعلن بدء معركة تحرير القدس، عفوا عفوا قصدي يعلن بدء المعركة العسكرية في جرود عرسال، على طريق القدس". إن هذه الايحاءات قابلتها بعض المواقف الحاسمة من رواد مواقع التواصل فقال اسامة نور الدين: "المعركة هي بجرود عرسال وليس في عرسال، وعرسال ما حدا رح يقرب عليها، الارهابيون بالجرود بين لبنان وسوريا، وهذه العملية ستشكل الثأر لشهداء برج البراجنة والسفارة الايرانية والهرمل وحارة حريك والقاع، وهي لروح عادل ترمس ورضوان فارس وهيثم ايوب".

ليس جديدا على ​الشعب اللبناني​ دعمه الجيش والمقاومة في أي معركة ضد الإرهاب، والكتابات تحت وسم "غرّد للجيش والمقاومة" خير دليل على هذا الدعم، فقالت صبيحة خليل: "توضأوا، صلّوا، تسلحوا بالحق، وتزينوا بإرشادات سيد الكلمة كتف بكتف ويدا بيد مع جيشنا العظيم حماكم الله يا رجال الحق"، وكتبت زهراء: "الى الشعب اللبناني الذي اثق بنقاء معظمه هذا وقت يجب ان يتكلم الجميع لغة واحدة فهذه ارضنا وهذا جيشنا ومقاومتنا وامننا"، وكانت نادين حداد حاسمة بموقفها عندما قالت: "في أيام السلم اذا اختلفت مع المقاومة والجيش يمكن بتمرق، اما في أيام الحرب إن لم تكن معهم فأنت مع داعش". وفي نفس السياق أتى ما كتبه جان عاصي عندما قال: "في ناس بلبنان بيفضلو تبقى جرود عرسال محتلة على انو حزب الله والجيش يحرروها"، داعيا في موقف اخر "كل مين قادر يتبرع بالدم يجهز نفسو، المعركة صعبة والجيش اللبناني وحزب الله ممكن يحتاجوا دمنا".

لا حياد بما يتعلق بلبنان وامنه وسلامة أراضيه، ولا مواقف رمادية في المعارك ضد الإرهاب، وهذا ما يفرض على اللبنانيين رفع "سلاح" الموقف دعما لحاملي السلاح الحربي في وجه الارهابيين في جرود عرسال.