كشفت أوساط لصحيفة "الديار" أنه "في ظل الخلاف المباشر بين رئيس "تيار المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ وكذلك بين قطبي الثناىي المسيحي باسيل ورئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ على ما تدل الوقائع الظاهرة والمعطيات المكشوفة الى حد استحالة إنعاش اي تحالف بين التيار والمردة اوتفاهم رئاسي جديد بين باسيل وجعجع، ثمة تلاق بين معراب و​بنشعي​ على أضعاف باسيل لإخراجه من الشوط الرئاسي المقبل، اولا من خلال اسقاطه اذا ما تمكنا من ذلك اوتقليص تكتله الى حد يبدو فيه غير قادر ان يتقدمهم بعدها".

ولفتت الأوساط الى أنه "بعد اتفاق جعجع مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وتجربته الخاسرة مع باسيل لم يعد الرجل متحمسا لإعطاء باسيل فرصة تمكنه أن يقوي عوناً ثانياً عليه ولم يتجاوز بعد العقد الخامس من العمر، ومرحلة ما بعد انتخاب عون والعلاقة الحالية بين التيار والقوات لا يشجعان جعجع على المخاطرة بعد بحيث لم يعد بامكانه تحمل خسارات"، موضحة أنه "في حين لمس فرنجية مدى محاولات باسيل لإنتاج قانون انتخابي هدفه الاول إلغائه لإبعاده عن الحلبة الرئاسية، لولا تدخل "​حزب الله​" مرارا الى حد موافقة كل القوى على صيغة من روحية موقف "حزب الله" الذي تمسك بالنسبية، بحيث ان التزام الأمين العام للحزب السيد ​حسن نصرالله​ فقط بدعم عون رئاسيا، اضافة الى تأييد الثناىي الشيعي لفرنجية جعل رئيس المردة يرتكز على قوة عملية في هذا الاستحقاق".

وأكدت أن "تلاقي بنشعي -معراب، لا يعني أن تحالفا انتخابيا سينشأ بينهما رغم المناخات الإيجابية مؤخراً، لكن في ظل هذا المناخ يتلاقى جعجع -فرنجية على اخراج باسيل عن الحلبة الرئاسية في التوقيت المرتقب، اذ يستند فرنجية الى دعم كل من الثناىي أمل وحزب الله، في حين رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لا يزال يميل الى رئيس المردة ومواقف عدة دلت على ذلك، ثم ان توجه حزب الله لعون اعتماد التكليف الشرعي هذه المرة وتركه الخيار لناخبيه، بحيث تقترع شريحة واسعة منهم في اتجاه حلفاء مناطقيين لفرنجية بهدف تحقيق التقارب والتوازن في الاحجام بين رئيسي ​التيار الوطني الحر​ّ والمردة".

وأشارت الأوساط الى أن "جعجع يعمل على فرض واقع يجعل تكتل القوات مؤثرا ولا يمكن تجاوزه ويعمد الى وضع الماء في نبيذ مواقفه فيما خص الثنائي الشيعي، اذ ليس من الصعب التوصل يوما لتفاهم رئاسي معهما، والخلافات بينهما ليست أساسية طالما ان عون الذي كانت له جولات عسكرية في مواجهته محور الممانعة اضحى حليفا له وعمد هذا الفريق على دعمه ،عدا ان التوازنات الخارجية تلعب دورا وهو رهان يبني عليه منافسه فرنجية ،لانه بعد ظاهرة عون الشعبية، لن يكون الواقع الشخصي جد مؤثر بل عندها ستكون التوازنات اوالتفاهمات الخارجية مرجحة بحيث ام ان يكون رئيسا اوايضا لاعبا أساسيا"، مضيفة: "كل من جعجع وفرنجية يعملان على ان يكون وجها لوجه على الحلبة، في حين ان باسيل يعمل على تحالفات تمكنه ان يحصل على تكتل يفاجئ الجميع بحجمه النيابي ليبقى متقدما على الآخرين خصوصا ان انتشار التيار الوطني الحر يعطيه هامشا واسعا للتحالفات على غرار نسج بعضها مع ​الحزب السوري القومي الاجتماعي​ في كل من الكورة، ​المتن الشمالي​ والحصول على أصوات الحزب في عدة مناطق اسوة بدائرة الشوف -عاليه، طالما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب ​سامي الجميل​ لا يريد التحالف مع التيار اوالتوجه عندها لاستمالة رئيسة ​الكتلة الشعبية​ مريام سكاف المؤيدة لفرنجية سياسيا ورئاسيا، في المقابل يعمد جعجع على توسيع تكتله من خلال تحالفات مناطقية جديدة، في حين ان ثمة تحالفات ستشهدها المناطق ستحمل الى ​مجلس النواب​ مؤيدين لانتخاب فرنجية رئيساً".