لفتت اوساط لصحيفة "الديار"، مواكبة للموقف الذي صدر عن "​تيار المستقبل​" اثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​ والذي اعلن فيه ان حزب الله يمهد للاطباق على لبنان، مطالبا فيه "​مجلس الامن​ بتوسيع صلاحيات القوات الدولية في مؤازرة الجيش لحماية الحدود الشرقية والشمالية للبنان اسوة بالتجربة الناجحة في الجنوب" وأشارت الأوساط الى ان المفاجأة تكمن في هذا الموقف انه اتى في لحظة قاتلة في الوقت الذي كان فيه رئىس الحكومة ​سعد الحريري​ مجتمعا مع الرئيىس الاميركي ​دونالد ترامب​ لاستشراف مآل المجريات في المنطقة كون لبنان شريك اساسي لواشنطن في ​مكافحة الارهاب​، فهل يعبر موقف التيار الازرق عن قناعة الحريري ام استغل السنيورة غيابه ليبيع موقفا للسعودية لا سيما وان علاقة الحريري بالسنيورة ليست بأحسن احوالها على حدّ قول اوساط مقربة من تيار المستقبل، حيث يفضل الاول الاستكانة حيال الامور الدقيقة والحساسة من زاوية «صفر مشاكل مع الاخرين» تسهيلا لسير الحكومة ومنعا لانزلاقة سبق حصولها وكانت اولى نتائجها الاطاحة لحكومته الاولى وغيابه قسرا عن لبنان لاسباب امنية وفق ما قيل في تلك المرحلة.

وما يبرّر السؤال حول استغياب الحريري من قبل السنيورة ان وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​ ابدى تحفظه حيال ما ورد في بيان الكتلة والمعروف ان المشنوق هو الرجل الاقرب الى الحريري قلبا وعقلا وهو اكثر المتحمسين للواقعية السياسية التي يمارسها الحريري في علاقته بالاطراف كافة حلفاء كانوا ام اخصام، لا سيما وان المجريات في المنطقة معقدة الى درجة عصية على القراءة حيث تتداخل فيها الامور على الصعيدين الدولي والاقليمي في لعبة الامم من زاوية تقاسم مناطق النفوذ كون المنطقة بأسرها على عتبة "يالطا" جديدة في وقت اتى فيه بيان التيار الازرق استفزازيا كون دماء ​شهداء حزب الله​ لا تزال ساخنة ومعركة ​عرسال​ لم تنجل نتائجها على صعيد مصير الارهابي ابو مالك التلي، وهذا ما استشار الوزير السابق ​وئام وهاب​ الذي وصف تيار المستقبل بأنه الجناح السياسي لداعش والنصرة وانهم حثالة.

وتضيف الاوساط ان مضمون البيان المذكور جاء نافرا وانه بطريقة او بأخرى دفاع عن الارهابيين، بينما كافة الاطراف المحلية ابدت ارتياحها كي لا نقول رضاها عن ضرب المقاومة "ل​جبهة النصرة​" التي لم تبخل على اللبنانيين بالذبح وتفجير السيارات المفخخة ناهيك بخطف بلدة عرسال بالتواطؤ مع بعض ابنائها ولعل اللافت في هذا الامر الموقف الصادر عن رئىس "حزب ​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​ حيال ​معركة عرسال​ فهو على الرغم من تمسكه بموقفه المعروف من ​سلاح المقاومة​ ورفضه لاي سلاح غير سلاح ​الجيش اللبناني​ والقوى الامنية الا انه رأى في معركة عرسال نتائج ايجابية كونها تحمي البلدات المسيحية في ​البقاع الشمالي​ وخصوصا بلدتي ​رأس بعلبك​ والقاع اللتين تعرضتا لعمليات ارهابية، وموقف جعجع ان دل على شيء فعلى ان الرجل يتمتع بواقعية سياسية ويسمي الامور بأسمائها تصريحا لا تلميحا كما يفعل الاخرون اما رئىس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ النائب ​وليد جنبلاط​ وعلى الرغم من تقنينه في المواقف بناء على النصائح التي سمعها من موسكو، فإن موقفه من معركة عرسال يشير الى ارتياحه الحذر كون حساباته تختلف عن حسابات الاخرين فهو "يقرّش" الامور من خلال النتائج على الحلبة السياسية من زاوية الربح او الخسارة في وقت تشير فيه المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي الالتفاف المسيحي العارم حول حزب الله وربما الامر يعود الى نجاح رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في الحفر عميقا في الوجدان المسيحي وتصويب بوصلته.