اعتبر الوزير السابق ​كريم بقرادوني​ أن المعركة التي تخوضها المقاومة في ​جرود عرسال​ تشبه الى حد بعيد المعارك التي خاضتها جنوب البلاد باعتبارها في المنطقتين "معركة تحرير"، لافتا الى انّه في الجنوب هناك المحتل الاسرائيلي اما في الشرق فالمحتل هو التكفيري. وقال: "حيث هناك اراض محتلة يكون هناك مقاومة وبالتالي ذلك يعطي مشروعية كاملة لما يحصل في جرود عرسال".

ورأى بقرادوني في حديث لـ"النشرة" ان احدا لم يكن يتوقع "هرولة ​جبهة النصرة​ السريعة وان كان الجميع يُدرك قوة وقدرات ​حزب الله​ الكبيرة"، ورد "سبب الانهيار السريع للارهابيين لكونهم يواجهون حزبا يقاتل من اجل قضية اسمها ​لبنان​ وتحريره، فيما يقاتلون هم كجزء من لعبة السلطة والمال، ومن المنطقي هنا ان يربح صاحب القضية".

الاستراتيجية الدفاعية​ موجودة

وشدد بقرادوني على أن "أهمية دور الجيش في ​معركة جرود عرسال​ توازي أهمية دور المقاومة"، متحدثا عن "تكامل بين الدورين، بحيث انّه حيث يقدر الجيش يفعل، وحيث لا يقدر تحل مكانه المقاومة، وهذا ما حصل في الجنوب". واضاف: "التكامل بينهما مستمر وان كانت الجغرافيا والعدو هنا يختلفان".

واستغرب بقرادوني دعوة البعض لاقرار استراتيجية دفاعية، معتبرا انها موجودة اصلا وتقوم على التكامل والتنسيق بين الجيش والمقاومة. ويتم اتباعها، لكن هناك اخصام لها لا يقدمون البدائل. وأضاف: "البعض طرح في فترة من الفترات قوات دولية كبديل، لكن هذه القوات أثبت عدم جدواها".

واعتبر بقرادوني ان وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​ وبطرح فتح النقاش مجددا حول هذه الاستراتيجية، "انما يعبر عن رفضه لتلك القائمة، من دون ان يقدم هو الآخر بديلا عنها". وأضاف: "اما المفارقة فتكمن بأن التحرير متواصل وفق هذه الاستراتيجية وان كان هناك للاسف انقسام حولها".

حرب جديدة؟

وتطرق بقرادوني لملف اللاجئين السوريين في لبنان، معتبرا انه من أخطر المواضيع المطروحة بالوقت الراهن خاصة وأن حجمهم يُعادل 3 او 4 مرات حجم ​اللاجئين الفلسطينيين​، لافتا الى ان الوقت في هذا الملف ليس في صالح لبنان ما يستدعي ان تبادر ​الحكومة اللبنانية​ للتواصل مع ​الحكومة السورية​ لضمان عودتهم.

ورأى بقرادوني ان "الحجة التي يطلقها البعض لعدم التنسيق مع النظام في ​سوريا​ والتي تقول بعدم وجوب اعطائه شرعية من خلال التواصل معه، هي حجة ساقطة ومن يستخدمها لا يريد حقيقة اعادتهم". وقال: "أفهم ان تواصل واشنطن مع النظام السوري قد يعطيه شرعية ولكن كيف يعتقد البعض ان تواصل لبنان معه يعطيه هذه الشرعية"؟.

ونبّه بقرادوني من "الوقوع في الخطأ الذي وقعنا فيه في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي بملف اللاجئين الفلسطينيين حين اعتقد البعض انّه قادر على استخدامهم لتغيير الموازين فوقعت الحرب"، لافتا الى ان "البعض يعتقد بأنّه يستطيع تغيير هذه الموازين في حال أبقاهم في لبنان وهو أمر يهدد بحرب جديدة".