تساءلت مصادر دبلوماسية غربية عبر صحيفة "الجمهورية" "كيف تسمح الحكومة اللبنانية بأن يقوم طرف أيّاً كان، بتحديد المعركة وأمر العمليات، وبتقسيم المعركة الى مرحلتين أولى في عرسال، وثانية في القاع؟ وكيف تقبل بأن تجلس في موقع المتفرّج، فيما تجري المعركة على أرضٍ لبنانية، وكانت مسؤوليتها أن تتّخذ القرار وأن تحمي سيادتها"، مضيفة: "لماذا لم تتحرّك الحكومة، ورئيسُها تحديداً، في هذا الاتجاه، علماً أنها تحظى بدعم عربي ودولي كبيرَين؟ وهل كانت تنتظر من المجتمع الدولي أن يصفّق لمشهد "​حزب الله​" وهو يلغي المؤسسات اللبنانية؟"، كاشفة أنّ "حركة الدبلوماسية الغربية ركّزت على توجيه رسائل واضحة لمَن قدّموا الغطاء لـ"حزب الله"، وفي هذا السياق تأتي زيارة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد الى وزير الخارجية ​جبران باسيل​، للتنبيه من إمكانية وقف المساعدات العسكرية للبنان، كما أنّ هذه الحركة في اتجاه رئيس الحكومة سعد الحريري هدفت الى تشجيع اتّخاذ موقف أكثر صرامة من "حزب الله" الذي يحاول التغطية على دور الجيش، وهذه الرسالة أوصلتها الديبلوماسية البريطانية الى الحريري".

وانتقدت مصادر دبلوماسية "عجز السلطة عن حماية دور الجيش اللبناني"، معتبرة أنّ "الجيش قوي وقادر على خوض المعركة بنفسه، سواءٌ في معركة عرسال، أو جرود القاع، وتكشف أنّ الدوائر الغربية تملك صورة واضحة عن وجود جهوزية عالية للجيش، تتعزّز يوماً بعد يوم، بالتدريب والعتاد، والقدرة على إدارة معركة ناجحة، وأنه ليس في حاجة إلّا الى قرار سياسي واضح"، مشيرة الى أنّ "أفواج الحدود التي اكتمل تدريبها، وقوات النخبة، وسلاح الطيران، وتماسك القيادة، ووضوح الهدف كلها عوامل، تجعل الجيش في منأى من أيّ مساعدة، لقدرته على إنجاز المهمة بنفسه".

وتحفظت عن "إمكان طلب مساعدة التحالف الدولي في المعركة ضد "داعش"، مشيرة الى أنّ "هذا الموضوع رهنٌ بالحكومة اللبنانية، وتؤكد من جهة اخرى أنّ عدم عرض المساعدة الجوّية، يعود الى الثقة بأنّ الجيش لا يحتاج الى دعم جوّي، فضلاً عن كون عرض كهذا سيؤدّي الى أن يُستثمر سلباً لدى مَن يريدون تصوير الجيش على أنه غير قادر على حسم المعركة، ولذلك تفضّل الدوائر الغربية البقاء على وضعيّة التحذير من سلوك "حزب الله" الذي يسعى الى مصادرة أيّ دور آخر، كما على وضعيّة الحضّ على قيام الجيش بمفرده بالقضاء على "داعش"، مؤكدة أنّ "الجيش يحظى بدعم دولي غير مسبوق، خلافاً للملاحظات الجدية التي تسجَّل في حق السلطة اللبنانية، التي تسمح لـ"حزب الله" أن يلغي دورها"، مشددة على "ضرورة أن تضع الحكومة حداً للتجاوزات، وأن تثبت في معركة القاع أنها قادرة على حماية حدودها بواسطة القوى الشرعية، وأن تحمي الجيش من حملات "العاطفة المفرطة" التي تصبّ في النهاية في خانة إضعاف المؤسسات وتجويف دورها".