أكدت مصادر رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لصحيفة "الديار" أن "الرئيس لن يخطو اي دعسة ناقصة في ظل القراءة الاقليمية والدولية التي يجريها، بناء للتجارب السابقة التي عاشها واختباره لكيفية تعامل القوى الكبرى عشية التسويات حيث تصبح كل الاوراق لديها مطروحة في سوق البيع والشراء"، مشيرة الى أن "رئيس الجمهورية يمشي بين الالغام ،وهو يدرك تماما حجم الاخطار الداخلية والخارجية، وهو يقارب الازمات من منطلق موقعه كحامي للدولة و"بي للكل" يسهر على مصلحة الجميع وضنين بكل الدماء، لذلك لن يتخطى المعنيين بالملفات المطروحة من جهة ولا اقتراحات الخبراء في هذه المجالات من جهة ثانية، كما انه لن يبادر الى اتخاذ اي خطوة احادية، اذ ان الجميع معني بالازمات الوطنية وبايجاد حلول لها".

وأوضحت المصادر أنه "على صعيد معركة تحرير الجرود فإن الرئيس عون يثق بشكل تام ب​المؤسسة العسكرية​ وقيادتها على مختلف المستويات، كما بتحقيقها النصر في اي معركة ستخوضها، كما حصل خلال الفترة السابقة، وهو اعلن بوضوح عن دعمه لقرارات ​قيادة الجيش​ ولتوقيتها للمعركة الذي يعود حصرا للقائد واركانه، بالتعاون مع بعبدا"، داعية الى "عدم الغرق في بعض التفاصيل غير المفيدة سواء لجهة تامين الغطاء السياسي للجيش او الجهة صاحبة القرار بالمعركة، والى ترك المسائل العملانية التي تفرضها ظروف المعركة والخطة العسكرية للمعنيين بها اولا واخيرا،وعدم الاكثار من التنظير".

اما في موضوع العلاقات ال​لبنان​ية - ​الكويت​ية، اكدت المصادر أن "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ انتقل الى الكويت لتسوية الموضوع ولرأب اي صدع ممكن ان يحصل بين البلدين في ظل العلاقات الطيبة التي طالما جمعت لبنان بالامارة"، مؤكدة أن "​الدولة اللبنانية​ ترفض بشكل قاطع اي عمل ارهابي وهي لا يمكن ان تغطيه، ولكنها في المقابل ترفض الاساءة الى اي جهة لبنانية، ومحاولة استخدام ملفات امنية بغية الضغط في السياسة،رافضة ان تتحمل الدولة اللبنانية مسؤولية اي اخطاء قد تقع خارج اراضيها".

وفيما خص الجلسات التشريعية فقد اكدت المصادر أن "السلطة التنفيذية التي يحكمها رئيس الجمهورية و​مجلس الوزراء​ قامت بدورها في عملية تفعيل العمل النيابي وفتحت دورة استثنائية للمجلس بعد اقرار سلة القانون الجديد و​التمديد​، للسماح للمجلس باقرار المشاريع والقوانين الملحة والتي ترتبط بالامور الحياتية للناس، وبالتالي فان السلطة التنفيذية وايمانا منها بفصل السلطات الذي يحكم طبيعة نظام الحكم اللبناني، تعتبر ان من واجب رئيس المجلس تكثيف الجلسات ورفع نسبة الانتاجية البرلمانية، بعدما باتت الظروف السياسية اكثر ايجابية لتحقيق الانجازات".

وأعربت المصادر عن تعجبها من ردود الفعل واللغط السائد حول المقاربة التي يعتمدها رئيس الجمهورية في ادارته لموضوع السلسلة، والتي تنطلق من حرصه على الملاءمة بين مجموعة من المعادلات، اولها ​الموازنة​ بين المطالب والامكانات، ثانيها ممارسة صلاحياته التي اناطها به الدستور في موازاة عدم التفرد بالرأي"، مشيرة الى أنه "من هنا كان قراره بالدعوة الى جلسة الحوار قبل حسم الموقف، ليستمع لكل وجهات النظر، بعـدما استمع لوجهة نظر الخبراء"، لافتة الى أن "موقفه النهائي سيكون نتيجة لكل تلك الامور"، ساخرة من "محاولات البعض تسخيف الامر وادخاله في بازار الزكزكات السياسية بين بعبدا و​عين التينة​، جازمة بان السلسلة ليست انجازا لشخص، كما ان موافقة نواب الوطني الحر او وزرائه لا تعني الرئيس الذي ينظر من زاوية اوسع واشمل" .

وشددت على أن "الرئيس عون اخذ على نفسه منذ اليوم الاول ان يكون حكما قويا بطعمة ولون وهو اكد ذلك في كل ممارساته، يسعى جاهدا لايصال السفينة اللبنانية الى بر الامان، على كافة الصعد"، داعية اللبنانيين الى "التوحد لان لا احد سيفلت من الغرق مهما قوي في حال غرق السفينة"، مؤكدة "ضرورة الاتعاظ من تجارب الماضي، لان الفرص المتاحة اليوم قد لا تتكرر،فالجيش يحظى بدعم دولي كامل لانجاز التحرير، والسلطات المعنية جاهزة للسير بورشة الاصلاح وان ببطء لاعادة الحقوق لاصحابها ايا كان نوعها".