ليس كافيا تغزل بعض قوى ​8 آذار​ بوزير الخارجية ​جبران باسيل​ لنقول بأن العلاقة التي تجمع الطرفين جيدة بالمطلق ،على الصعيد الاستراتيجي مثلا فان العلاقة بين رئيس التيار الوطني الحر وحلفائه وحلفاء حلفائه ممتازة، ولكن على صعيد الاداء السياسي والعلاقة الشخصية فان الوزير المشاكس غير موفق كيمائيا مع رؤوس كبيرة في هذا الفريق، لنأخذ مثالا رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ الذي لا يستسيغ اداء جبران ولا شخصه لا من قريب ولا من بعيد ، نقطة انتهى. مشكلة جبران باسيل انه "خبص" خارج الصحن احيانا اكثر من اللزوم، حماسته في ملفات اساسية "نقزت" الفريق الذي ينتمي اليه، قبلا كان كافيا توجيه بعض الرسائل والملاحظات له شخصيا او لمقربين منه او حتى في الاعلام ، ولكن تجاوز باسيل ممنوعات كثيرة في السياسة من تطيير حوار عين التينة الى ​التسوية الرئاسية​ و​قانون الانتخابات​ والعلاقة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وصولا الى زيارة واشنطن الاخيرة ادى الى طفح كيل حلفائه منه حتى وصل الامر على ذمة مقربين من باسيل شخصيا الى "تجاهل مسؤول حزبي رفيع المستوى اتصالات باسيل وطلباته المتكررة لزيارة ​حارة حريك​ لبيروت". طبعا، ودوما على ذمة المقربين من باسيل فان الاخير يريد تأمين نصيبه من ​رئاسة الجمهورية​ في المستقبل البعيد، هو كان قد تبلغ في مرحلة سابقة بأن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو المرشح الوحيد بعد ميشال عون لرئاسة الجمهورية إن لم نقل الرئيس المقبل حكما، ولكن باسيل لم يقتنع ، اسر امام اكثر من طرف داخلي بالكثير، تحدث مع جهات دبلوماسية اكثر من الضروري في ملفات اساسية واستراتيجية ليست من صلاحيته ووعد بالكثير الكثير، وللاسف فان كل ما قاله وفعله الرجل وصل الى مسامع 8 آذار وهنا المشكلة.

لربما اعتقد باسيل في مرحلة ما بأن مسايرته في بعض الملفات الداخلية السياسية والاقتصادية يمكن تعميمها على الملفات الحساسة والاساسية، اذ ان 8 آذار مجتمعة كانت ولا زالت تؤكد بانها لن تكسر الجرة معه وعلى حد تعبير مصادرها "الرجل ممتاز واي خلاف بيننا يمكن حله بالتفاهم ، على الاقل هناك عناوين استراتيجية نتفق عليها ولا يمكن لأي طرف استغلال اي تباين سياسي لدق اسفين في العلاقة التي تجمعنا به"، ولكن في السر ثمة من يجزم بأن صفحة باسيل امتلأت بالاخطاء، والحساب يمكن ان يبدأ على شكل قطع وصل مؤقت كالذي حصل معه مؤخرا يمكن ان يحل على القطعة "اي اليوم لا امكانية لأي لقاء او اتصال وغدا يمكن تحت ظروف معينة اتمام هذا اللقاء او الاتصال"، اما كيف ينتهي فالجواب عنده وليس عندنا، والكلام لفريق الثامن من آذار.