وصف وزير الخارجية الأسبق ​فارس بويز​ كلام الرئيس الأميركي ترامب عن توطين اللاجئين في اقرب مكان من بلادهم بـ"التعدّي الصارخ على سيادة الدول التي لها لوحدها ان تقرّر قدرتها على استقبال النازحين، كما هو تعدٍّ على اقتصاد الدول التي تعاني من أعباء النازحين".

وفي حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، لفت بويز إلى أن "موضوع اللاجئين هو مسؤولية دولية، خاصة تلك التي شاركت في ​الحرب السورية​ التي دفعت الى هذه الأزمة، سائلة عن احترام القانون الدولي"، مشدداً على أن "هؤلاء النازحين يشكلون قنبلة موقوتة في الدول المضيفة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والاقتصادية".

ورأى ان "النزوح واقع موقت، شدّد بويز على ضرورة توفير العودة الآمنة، مميزاً بينها وبين مقوّمات العيش المحترم والمقبول"، مستغرباً "كيف أن رئيس أكبر دولة في العالم يدّعي فعلاً أنه سيفرض هذا البقاء بشكل دائم ومستمر ونهائي، ما يشكل اعتداء على كل الدول المضيفة إن كانت قد استقبلت اللاجئين لأسباب إنسانية، فلا يعود لأحد ان يفرض عليها بقاءهم المستمر والدائم، بما يهدّد أمنها وسياستها وتكوينها واقتصادها".

كما شدّد بويز على أن "هذا الحق لا يعود تحديداً الى الدولة التي لعبت دوراً أساسياً في سياسات التشريد"، متسائلا "ألم تكن الولايات المتحدة، حين شاركت في الحرب السورية، تدرك أن ذلك سيؤدي الى التهجير وعندما راهنت على ​الإرهاب​يين في ​سوريا​ في مرحلة معينة ألم تعلم أن النزوح سيصبح أمراً واقعاً".

وفي هذا السياق، دعا بويز الدولة ال​لبنان​ية الى "ان تنطلق من قرار قاطع وواضح وصريح مفاده ان لبنان لا يستطيع ان يتحمّل عبء هؤلاء النازحين بشكل نهائي ودائم ومستمر، وبالتالي هذا ما يجب ان يصدر بشأنه قرار عن ​مجلس الوزراء​ كمبدأ استراتيجي للإنطلاق منه، بما يحول دون تسهيل هذا البقاء تحت أية ذريعة من الذرائع خاصة وأن هناك مناطق واسعة في سوريا قد أصبحت آمنة، وبالتالي لا بد من الدفع نحو العودة" كما دعا الدولة الى "أن تحمّل الغرب مسؤولية النازحين عبر فتح باب الخيار لمن يريد أن يهاجر نحو الغرب، وبالتالي لا يجوز للدولة اللبنانية ان تكون شرطي حدود يمنع هؤلاء من المغادرة".

كما انتقد بويز "سخافة عدم التكلم مع سوريا"، مشيراً إلى أنه "إذا كان الأمر هكذا فليتم قطع كل العلاقات وطرد السفير السوري وعودة السفير اللبنانية من دمشق"، لافتاً الى أنه "ليس لدى لبنان أية حدود برية إلا مع سوريا، وعدم التواصل مع ​الدولة السورية​ يعني إغلاق لبنان وما لهذا من أضرار على المستوى الاقتصادي في هذا الزمن الرديء حيث ستكون الكارثة حقيقية".

واعتبر بويز أن "عدم التواصل مع سوريا له ايضاً ارتدادات أمنية على لبنان، لا سيما لجهة عدم تبادل المعلومات حول الإرهاب او التنسيق الأمني في هذا المجال، ما يعني لبنان سيتحمّل بمفرده هذه الأعباء"، موضحاً أن "عدم التواصل مع ​الحكومة السورية​ يعني ان لبنان يتجاهل مشكلة اللاجئين، وكأنه يريد بقاءهم، لأن لا حلّ لهذه الأزمة إلا بالتفاهم مع الدولة السورية".

وتابع "لا تزال سوريا دولة معترف بها دولياً شئنا أم أبينا، وعلى هذا الأساس علينا أن نتعاطى مع مَن يحكم سوريا"، مؤكداً أنه "لا مجال للمزاجية في هذا الموضوع".