استهجن نائب رئيس حزب "الكتائب" الوزير السابق ​​​سليم الصايغ​ كيف أن الفريق المؤتمن على ​الموازنة​ هو الذي ينتقدها من على منبر ​مجلس النواب​، مستغربا كيف ان رئيس ​لجنة المال والموازنة​ لديه اعتراضات وتحفظات على الكثير من الأمور المرتبطة فيها، وكأن الفريق الذي ينتمي اليه هو في المعارضة لا في الموالاة، وهو ما فعله هذا الفريق خلال التوقيع على ​قانون الانتخاب​ حين كان يُطالب بتعديله علما انّه كان المعني الاول باقراره.

واعتبر الصايغ ان "وضع فريق محدد الموازنة والخروج بعدها للاعتراض عليها، هو لعبة انتخابية لامتصاص نقمة الشارع الذي لم يعد يصدق ما يقولونه بعد ان فقد الثقة بهم تماما". واذ وصف المشهد في البرلمان في جلسات المناقشة بالـ"سريالي"، تحدث عن "ازدواجية بخطابات النواب والمسؤولين وصلت الى حد الاستخفاف بعقول الناس والاستهتار بالآليات الدستورية من دون مساءلة او محاسبة".

وفي حديث لـ"النشرة" شدد الصايغ على ان النقاش بالموازنة ليس تقنيا، باعتبار انّها تعكس نظرة الحكم لكيفية ادارة البلد على مستوى الخيارات والتحكيم بين ما هو ضروري وما هو طارىء بين الاولويات، متسائلاً كيف تُطرح الموازنة بغياب نظرة سياسية واقتصادية متكاملة، وبغياب هندسة مالية تقدم تحفيزات للقطاعات بهدف تنشيطها؟. وأضاف: "نحن لا نضع موازنة لدكان لنكتفي بموازنة تحدد الايرادات والمصاريف".

تشريع الهدر

وأشار الصايغ الى "اشكاليات متعددة من حيث الشكل بعملية اقرار الموازنة"، لافتا الى ان "ما يتم بحثه هو موازنة لعام قد ولى، وتم الصرف خلاله بطريقة غير دستورية، أضف الى ذلك اننا نناقش موازنة من دون قطع حساب وهي عملية كان قد بدأ الاعداد لها منذ 7 سنوات ولم تنته بعد". وأضاف: "ما نحن بصدده اذا موازنة لتشريع الهدر والانفاق غير الدستوري".

أزمة وطن؟

وشدد الصايغ على انّه "لو كنا نعيش في ظل بلد مكتمل السيادة ودولة مكتملة المواصفات، لكانت هذه ​الحكومة​ سقطت منذ زمن نتيجة فسادها وكمّ ارتكاباتها وانتهاكاتها الدستوري، اضافة لحرصها على عدم فتح الملفات الحساسة". واضاف: "خوفنا الكبير هو من تحول أزمة الحكومة الى أزمة دولة وأزمة وطن فيصبح لبنان وطنا مستحيلا والدولة فاشلة".

واستبعد الصايغ تماما ان يلجأ احد فرقاء الداخل للطلب مجددا بتأجيل الانتخابات النيابية بناء على اسباب او حسابات داخلية، لافتا الى ان "الخشية هي من أسباب اقليمية أمنية وعسكرية". وأضاف: "اصرار المسؤولين على تأكيد المؤكد لجهة حصول الانتخابات في موعدها، يُظهر حجم الخلل والتحديات والضغط الذي يمارس في الاتجاه المعاكس لعدم حصول الاستحقاق النيابي في موعده".

فزاعة النازحين

وتطرق الصايغ ل​ملف النازحين السوريين​، منتقدا عدم وجود "مقاربة شاملة وواضحة وموحدة من قبل الحكومة لهذه الأزمة"، لافتا الى ان "​مجلس الوزراء​ منقسم على نفسه بعد صفقة تبين مدى هشاشة ركائزها".

واعتبر ان "على لبنان تحمل مسؤولياته في هذا المجال كما على الامم المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة فتتواصل مع الفرقاء المعنيين بالصراع السوري لتأمين عودة آمنة للنازحين". وأضاف: "كلبنانيين علينا ان نبدأ بالتدقيق بوضع بعضهم من الذين يدخلون ويخرجون من لبنان ما يوجب ان يُسقط عنهم صفة النازح"، مشددا على ان "منهم من يُقارب هذا الملف من زاوية شد عصب الجماهير المستاءة والخائبة". وقال: "اولا استخدموا فزاعة ​التوطين​، وها هم اليوم يستخدمون فزاعة النازحين للتغطية عن افلاسهم السياسي واخفاقاتهم المتكررة".