أكد السفير القطري لدى ​إيطاليا​ عبد العزيز بن أحمد المالكي أن "قطر تكافح الإرهاب، وتساند من يحاربه أمنياً بشهادة المجتمع الدولي برمته"، مشيراً إلى أن "قطر ستظل دولة تحارب الإرهاب وتساند من يحاربه أمنياً، وتؤكد على ضرورة محاربته فكرياً أيضاً، وهي تساهم أيضاً في تجفيف منابع تمويله؛ من خلال تعليمها لعشرة ملايين طفل حول العالم، حتى لا يقعوا فريسة للجهل والأفكار المتطرفة".

ولفت إلى "اننا في دولة قطر إلى جانب إيماننا بضرورة الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، وبحتمية العمل مع الأسرة الدولية في ​مكافحة الإرهاب​، من أجل بناء السلام العالمي، فإننا نؤمن كذلك بأن بناء السلام العالمي لا ينفصل عن بنائه في المجتمع الداخلي، حيث تهيئة ​البيئة​ الاجتماعية الصحية والصالحة التي تمثل صمام الأمان من التطرف والأفكار الإرهابية".

وأشار إلى أن "قطر ومنذ تسعينيات القرن الماضي ظلت وبخطط استراتيجية تعمل على تحديث التشريعات المحلية، وتبني سياسة الانفتاح وحرية الإعلام، وترسيخ قيم قبول الآخر واحترام التعدد الثقافي والتنوع الديني، حيث فتحت دور العبادة للجاليات المقيمة على أراضيها، إلى جانب توفير التعليم الحديث القائم على المبادئ الإنسانية، وبناء مجتمع المعرفة"، مؤكداً أن "قطر تقوم بهذه الجهود باستمرار وتوسع في سبيل بناء أجيال مواكبة تحمل قيم الانتماء الإنساني والمعافاة من أفكار التطرف والإرهاب".

وحول الحصار المفروض على دولة قطر منذ الخامس من حزيران الماضي، لفت المالكي إلى "قيام الدول التي فرضت الحصار الجائر على قطر بالتدخل في الشؤون الداخلية للدولة عبر الضغط على مدنييها بالغذاء والدواء، وصلات الرحم، لتغيير موقفهم السياسي، لزعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة"، متسائلا "أليس هذا أحد تعريفات الإرهاب بحد ذاته؟".

وأضاف "لم يقتصر هذا الحصار غير المشروع على الشق الاقتصادي، وخرق اتفاقية ​منظمة التجارة العالمية​، واتفاقية ​شيكاغو​ للطيران المدني، بل تجاوز ذلك إلى انتهاك مواثيق حقوق الإنسان بالإجراءات التعسفية التي سببت أضراراً للآلاف من مواطني ​دول مجلس التعاون​ الخليجي والمقيمين على أراضيها، اجتماعياً واقتصادياً ودينياً، حيث انتهكت أبسط حقوق الإنسان في العمل والتعليم والتنقل، والتصرف بالملكية الخاصة"، مؤكداً أن "الدول التي فرضت الحصار على قطر تتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من البلدان، وتتهم كل من يعارضها من الداخل والخارج بالإرهاب، وهي بهذا تلحق الضرر بالحرب على الإرهاب، وفي الوقت ذاته معارضة للإصلاح، وداعمة للأنظمة الاستبدادية في منطقتنا التي يتخرج الإرهابيون من سجونها".