أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​حسن فضل الله​ في كلمة له خلال أقامت بلدية ​بنت جبيل​ احتفالاً تكريمياً للشهداء أننا "ننتظر عودة ​الحكومة​ إلى الاجتماع في الأيام القليلة المقبلة، وإلى انتظام المؤسسات الدستورية، وقيام الحكومة بواجباتها ومسؤولياتها تجاه القضايا المختلفة على المستوى الوطني، سواء كانت مالية أم إنمائية أم اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية، لا سيما وأن المشروع الفتنوي انتهى، وكان ​لبنان​ أصلب وأقوى من هذا المشروع الذي استهدف هذا البلد، ولذلك علينا جميعاً أن نعتز ببلدنا وانتمائنا وشهدائنا ومقاومتنا، مشدداً على أن موقف المقاومة مع كل الحريصين على بلدنا، هو الذي أثمر لنا هذه النتيجة المشرفة".

ولفت النائب فضل الله إلى أنهم "أرادوا أن يخربوا لبنان ويحدثوا فيه فتنة بعدما رأوه آمناً ومستقراً وثابتاً، ولم يكتفِ بتحرير أرضه وحماية نفسه، بل وأسهم في إسقاط المشروع التكفيري في ​سوريا​ و​العراق​ وعلى امتداد المنطقة، فلجأوا إلى محاولة انقلابية على مستوى الدولة والحكومة والوضع السياسي، وجربوا ما جربوا من هذه المحاولة الانقلابية حتى تهتز الأرض تحت أقدام الجيش والشعب والمقاومة من البوابة السياسية، ولكن مكرهم رد إلى نحورهم، وفشل هذا المشروع بفضل هذا الوعي الذي ظهر عالياً عند غالبية اللبنانيين، وعليه فإننا نسجل أن الإدارة الحكيمة لرئيس البلاد فخامة العماد ​ميشال عون​، والذي يكتشف اللبنانيون اليوم أهمية أن يكون في ​قصر بعبدا​ رئيس مثله، إلى جانب التضامن والمؤازرة من دولة رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ والقوى المخلصة والشريفة، أُحبط هذا المشروع التخريبي وهذه الفتنة التي كانت تحضر للبنان، وعندما فشلوا في هذه الفتنة، بدأوا اليوم في محاولة استهداف بعض القطاعات الحيوية مثل القطاع المصرفي، لأنهم لم يستطيعوا أن ينفذوا إلى الداخل اللبناني كما لم يستطع أن ينفذ المشروع التكفيري والعدو ال​إسرائيل​ي، وهذه واحدة من عوامل وعناصر القوة التي بات يشعر بها لبنان اليوم، وبالتالي هذه هي السيادة والكرامة الوطنية التي استطعنا أن نحفظها وندافع عنها"، لافتا الى أن "كل لبناني اليوم يشعر أنه ينتمي إلى دولة ووطن ومؤسسات وقوة حقيقة، إلاّ من أخرج نفسه من هذه السيادة والكرامة الوطنية، ويحاول اليوم أن يلملم خيبته، لأن رهانه في العام 2006 على العدو الإسرائيلي، وعلى التكفيريين في السنوات الأخيرة، وعلى هذا الانقلاب السياسي قد فشل وأخفق، ففي لبنان كما قال قائد المقاومة من مدينة بنت جبيل، "ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".

وشدد النائب فضل الله على أننا "استطعنا أن نحقق انتصاراً تاريخياً على مشروع تخريبي تدميري لكل الأمة، لا سيما وأن المقاومة عندما ذهبت إلى سوريا كانت تدافع عن ​فلسطين​ ولبنان وعن الناس الذين اكتووا بهؤلاء التكفيريين، واليوم وبعد أربع سنوات من تاريخ انخراطنا الفعلي في ​الحرب السورية​، نرى النتائج الكبرى التي تحققت، لا سيما على مستوى وطننا لبنان الذي يشعر بالاستقرار والأمان، وبأنه الأقوى في محيطه العربي، وذلك لأن فيه هذه المقاومة وهذا الجيش والشعب والمعادلة التي دائماً نؤكد عليها، ألا وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

وعن المناسبة اشار النائب فضل الله الى أن "مدينة بنت جبيل تستعيد من خلال بلديتها الأخضر العربي، فهذا يعني أن نعود إلى هذا التراث والأصالة والانتماء المقاوم، لأن هذا الإحياء هو في إطار استعادة تاريخنا المقاوم، فحين كانت البلدية تضع خطتها السنوية، وكنا نناقش في العمل البلدي المركزي في ​حزب الله​ من نكرم هذا العام، قدمت البلدية اسم الأخضر العربي، الذي هو من جيل مقاوم سابق لجيل هذه المقاومة الحالية، وكان هناك إجماع على اختيار الأخضر العربي هذا العام لتكريمه، يأتي تأكيداً على ما سنّهُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هنا في مدينة بنت جبيل خلال خطاب التحرير عام 2000، أن هذا الانتصار والتحرير هو فعل تراكمي لكل حركات المقاومة التي انطلقت منذ الستينيات، وقدمت التضحيات، وقيمة الأخضر العربي أنه من الجيل المؤسس، حيث أنه حمل السلاح في زمن لم تكن الأمة كل الأمة بالحال التي نحن عليها الآن، ولم يكن لبنان آن ذاك كما هو لبنان اليوم، فكان الأخضر العربي يحمل السلاح وهمّ القضية العربية المقدسة ألا وهي قضية فلسطين، ولو كان اليوم بيننا لكان يقول ما نقول نحن اليوم، ولو كنّا في زمنه، لكنا نقول ما يقوله في ذلك الزمن".

وشدد النائب فضل الله على أننا "في المقاومة نحترم ذلك التاريخ النضالي ونقدر ذلك الجهاد وتلك التضحيات، ونعتبر أن تلك الدماء التي سفكت من الأخضر العربي والمقاومة التي شكلتها آنذاك الأحزاب الوطنية و​المقاومة الفلسطينية​ والجيش العربي السوري، ومن كل دم لبناني أو عربي، هو الذي أسهم في التوعية والنهوض وتكريس العداء لإسرائيل، وفي نقل الراية من جيل إلى جيل حتى وصلت إلينا اليوم"، مؤكدا اننا "لا ندعي أن المقاومة بدأت معنا، وأن تلك التضحيات كانت لا سمح الله هباءً منثوراً، بل على العكس، فهذا دم أثمر وأزهر وأدى إلى تراكم الوعي اللبناني والعربي وصولاً إلى يومنا هذا، وبالتالي فإننا نعتبر أن الأخضر العربي شهيد للمقاومة للإسلامية كما هو شهيد لحزب البعث وللبنان وفلسطين"، مضيفا: "المقاومة التي آمن بها ذلك الجيل وقدّم ما عليه، تحقق اليوم إنجازاً تلو إنجاز، وما ناضل من أجله الشهداء الذين مضوا في خط المواجهة مع العدو الإسرائيلي، نحصد اليوم ثمار تضحياتهم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، ولبنت جبيل دائماً حصتها الكبرى، لأنها قدمت أفواجاً من الشهداء في هذه المعركة المستمرة من جيل إلى جيل، واستطعنا منذ عام 2006 إلى اليوم أن نحمي ونحصّن بلدنا في مواجهة ​اسرائيل​، وأن نجعل هذا العدو يفكر ملياً قبل أن يهدد لبنان"، مضيفا: "النضال الذي انطلقت لأجل تحقيق أهدافه قد تحقق الكثير الكثير منه، وأن فلسطين التي حملت لواءها، هناك من يحمل اليوم هذا اللواء رغم التآمر على فلسطين ومحاولات طمس قضيتها، ولكنها ستبقى القضية المركزية، وأن المدينة التي جاء لبنان الشريف إليها ليودع جثمانك في يوم رحيلك، تقف شامخة اليوم مع المقاومة، وفي طليعة مدن وقرى المقاومة، وتقول لك إنها تكرمك اليوم باسم المقاومة وبنت جبيل والجنوب وأهله".