رأى وزير الداخلية والبلديات ​نهاد المشنوق​ أن "بيان ​مجموعة الدعم الدولية للبنان​ بنصه الحاسم وفي حال صفاء النوايا وصدق الارادات يمكن أن يشكل حلا فعليا للخلل الخطير في العلاقات اللبنانية العربية"، واعتبر أن "على موقع رئاسة الجمهورية مسؤولية حماية مرجعيات الوفاق الوطني والعربي أي ​اتفاق الطائف​ وميثاق ​الجامعة العربية​ ويكون رأس حربة في حماية علاقات لبنان مع محيطه العربي".

وحيا خلال عشاء خيري أقامته جمعية مار منصور دي بول في فندق "روتانا بيتش" في أبو ظبي، "وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان آل نهيان"، وقال: "بصراحة، ومن المعرفة عن قرب وبالتواصل الدائم مع الشيخ نهيان وزير التسامح، لا يمكن لأحد أن يعوض نبل تعابيره وصدق كلماته الطيبة ومحبته وتضامنه مع اللبنانيين في السراء والضراء، وأعتقد أن الكل يعلم أنه في كل مناسبة يكون فيها لبنانيون نراه ضامنا ومتحمسا لكل ما له علاقة بلبنان". وقال: "سأتحدث عن أربعة أمور. الأمر الأول، نحن في ضيافة دولة الامارات، كل مرة أزورها ارى نكهة خاصة في هذا البلد، بأهلها وازدهارها وتسامحها، وهذا الشيء أسس له راحل كبير كان فيه الكثير من الخير والحكمة والاعتدال هو الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عميد العقلاء العرب وعميد المعتدلين العرب وعراب التنمية والنهوض والبناء والانشداد الدائم الى المستقبل الذي تحول خاصة بعد وفاته الى مدرسة في قوة الارادة الشخصية والحلم الشخصي وكيف نحولهما الى مؤسسات، والمؤسسات الى مصنع الى إنتاج النخب في واحدة من اكثر التجارب نجاحا في صناعة الانسان والاستثمار فيه. ما زرت الامارات مرة الا وشعرت انني في حضرة روح الشيخ زايد الطاهرة، الملهم لابنائه ولكل من يستضيفهم بحب وهو حاضر باستمرار هذه التجربة عبر ابنائه سمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، واخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والآخرين من الأشقاء الذين لا يبخلون بموقف وبمال او دماء لحماية وطنهم، واوطاننا جميعا ومواجهة التحديات الكبيرة، كما تشهد كوكبة من الشهداء، شهداء الامارات عند ثغور ​اليمن​ الحبيب، وهذه المناسبة لتوجيه التحية الى ​الجيش الاماراتي​ الذي يدافع عن العروبة في كل مكان يستطيع ان يصل اليه".

وتابع: "الأمر الثاني، أريد أن أتحدث عن لبنان. في كل مرة آتي بها الى الامارات او الى اي بلد نحضر حاملين هموم لبنان على اكتافنا، وهموم لبنان كبيرة، وهذه المرة اخبار لبنان أن همومه قليلة، لانه كما تعلمون عقد مؤتمر اليوم في باريس لمجموعة الدعم الدولية، التي هي الخمس الدول الدائمة العضوية في ​مجلس الامن​ زائد واحد، وهي مناسبة لها اهمية سياسية كبرى، وقد مثلت مصر الدولة العربية الأكبر والتي كان لها دور رائد في تجاوز لبنان لمحنته الوطنية، ومثلت المجموعة العربية التي أصدرت بيانا قرأته قبل مجيئي إلى هنا ووجدت فيه دعما كبيرا للبنان ودعما أكبر للاستقرار فيه، كما وجدت فيه دعما أكبر وأكبر لفخامة رئيس الجمهورية ولدولة رئيس ​مجلس الوزراء​ بمسؤوليتهما عن الاستقرار، بعد الغيمة التي مرت علينا بغياب الرئيس الحريري والفرحة بعودته".

وأشار إلى انه "بعدما مر لبنان بهذه المحنة استطعنا ان نتوصل الى قرار وزاري بجميع المكونات السياسية للحكومة بالنأي بالنفس. اليوم فعلا استعمل التعبير بالبيان الذي صدر في باريس وهو قرار مهم بنصه الحاسم وفي حال صفاء النوايا وصدق الارادات يمكن ان يشكل حلا فعليا لهذا الخلل الخطير في العلاقات اللبنانية العربية. ان هذه التسوية المعاد احياؤها مهمة واستراتيجية لمسألة اعتقد ان كل الحاضرين لهم علاقة بها، هي تنقية علاقات اللبنانيين وطوائفهم ببعضهم البعض وهي تسوية يحمل اطرافها من مسلمين ومسيحيين ومن موقع رئاسة الجمهورية تحديدا مسؤولية حماية مرجعيات الوفاق الوطني والعربي اي اتفاق الطائف وميثاق الجامعة العربية، وان يكونوا رأس حربة في حماية علاقات لبنان في محيطه العربي وحماية مصالح هذا الانتشار الذي انتم الحاضرون هنا الليلة جزء منه ومثلكم الكثير في عواصم عربية اخرى، وكلي ثقة بأن يكون فخامة الرئيس في مقدمة الساعين الى تطبيق فعلي وعملي وحاسم لقرار مجلس الوزراء بالنأي بالنفس وان تكون النخب مثلكم في طليعة البيئة الحاضنة لهذا الحل الاستراتيجي للبنان من أزمته".