أكدت اوساط سياسية مطلعة على اجواء بيت الوسط، ان قرار اجراء مقابلة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ تحت عنوان "بق البحصة"، لم يعد مؤكدا في المدى المنظور، الا اذا طرأ ما يستدعي ذلك، لكن هذا لا يمنع ظهور رئيس الحكومة في مقابلة سياسية لا يكون عنوانها بالضرورة الكشف عن "كواليس" مرحلة الاستقالة وما تلاها من تطورات سياسية في البلاد انتهت بعودته الى ​رئاسة الحكومة​".

وعلمت الأوساط ان "الحريري تلقى نصيحة من صديق اوروبي، استفسر منه عن طبيعة خطوته، ونصحه "بالتريث" لان التداعيات الخارجية ستكون سلبية، في ظل استمرار المحاولات الحثيثة لازالة ما تبقى من "التباسات" في العلاقة مع ​السعودية​، كاشفة ان ذلك الصديق سأل الحريري "هل تريد ان تكسر الجرة مع السعودية؟ هل اتخذت قرارا بالبوح عن اسرار ما حصل معك في المملكة؟ اذا كان الجواب، نعم، فهذا يعني انه عليك المضي قدما بالمقابلة، واذا كان الجواب كلا، فيبدو انك لم تجر حسابات دقيقة للتداعيات السلبية التي ستحملها المقابلة، لان جردة الحساب لا يمكن ان تطال الحلفاء المحليين وتبقى السعودية بمنأى عن شظايا تلك القنبلة السياسية".

وأضافت في حديث إلى "الديار" ان "الاسباب الداخلية التي حتمت فرملة الخروج عن الصمت، فلها علاقة بعدم انتهاء ماكينة ​تيار المستقبل​ الانتخابية من الوصول الى خلاصات نهائية بشأن تأثير الازمة الاخيرة على الوضع الانتخابي للتيار الازرق، وهنا تلقى الحريري نصيحة من قيادات مستقبلية خارج دائرته الضيقة، طالبته بعدم حرق المراحل، وعدم حرق الاوراق ايضا، فالدخول منذ الان بخصومة سياسية مفتوحة مع حلفاء الامس سيعقّد الموقف في اتجاهين، الاتجاه الاول سيسمح الطلاق مع الحلفاء المسيحيين الى تحويل تلك الاطراف الى ضحايا، وهذا يحتاج الى تنسيق جدي خصوصا مع ​التيار الوطني الحر​، فالتنسيق ضروري للاتفاق على كيفية ادارة العلاقة مع ​القوات اللبنانية​، فاعلان الانفصال عن معراب مختلف عن الحديث القائم الان حيال وجود تباينات، وبق البحصة يعني عدم امكانية العودة الى الوراء، فهل اتخذ قرار نهائي بذلك؟".