لفت رئيس الحكومة ​تمام سلام​، الى ان "كل شيء قيد البحث والتداول حول البيان الوزاري، وهناك نية بأن يكون البيان مقتضبا وسعيا لذلك"، موضحا انه "صحيح اني رئيس الحكومة لكن آراء الوزراء ممثلي القوى السياسية يجب ان نأخذ بها".

وشدد سلام في حديث تلفزيوني، على انه "لا يجب ان نتأخر بالبيان الوزاري"، معتبرا ان "الذين توصلوا للاتفاق على تشكيل الحكومة لن يعرقلوا البيان الوزاري"، مشيرا الى ان "لا ورقة مُتفق عليها بالنسبة للبيان الوزاري والجو في اجتماع اليوم للجنة صياغة البيان كان جيداً".

ولفت سلام الى ان "الحكومة هي لثلاثة أشهر واننا نسعى لأن تكون الانتخابات الرئاسية حاصلة بموعدها، وهناك تحديات كثيرة واعد ان نكون على مستوى المسؤولية"، مشيرا الى ان "في مقدمة ما سنواجهه بالحكومة هو الاستحقاق الامني، والمؤسسات الامنية تقوم بواجباتها على افضل وجه وبامكانات مطلوب تعزيزها، ولكن اذا قامت بواجباتها يجب ان نعرف ان تصريحا واحد لجهة سياسية يمكن ان يهدم اكثر من التفجيرات ويكون عبئا على القوى الامنية اكثر من الاعمال الامنية، ومن هنا يجب ان نستجمع عقليتنا لخطاب جامع يعزز المؤسسات والدولة".

واكد سلام "اننا نسير بكل اتجاه يضمن الحد من اعطاء المساحة او الفرصة لمن يريد ان يخرب او يدمر في لبنان او من يريد الاذى للبنانيين، ولكن كيفية التوصل لذلك يتطلب جهودا كبيرة"، متسائلا "لماذا قبلت كل القوى السياسية الاقدام على تشكيل الحكومة؟"، موضحا ان "كل القوى السياسية وجدت ان عليها ان تتنازل في مكان ما والا لما كنا وصلنا".

واشار سلام الى انه "جرت خطوات كبيرة وعلى مستوى مصيري قام بها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالذات من قوى 14 آذار واوجدت معطيات اوصلت لوصولنا الى مخرج وتجاوب الفريق الآخر"، موضحا انه "في الاشهر الـ10 الماضية الكثير من الناس علّقوا على صبري، وهذا الصبر مدعوم من صبر اللبنانيين، وانا واللبنانيين صبرنا وانتظرنا القوى السياسية لكي نتفق"، معتبرا ان "ما انجزناه بتشكيل الحكومة هو صناعة لبنانية وهذا امر مهم لم يُعط حقه كاملة لاننا غرقنا في التنافس السياسي بين القوى"، لافتا الى ان "هناك تأثيرات على تشكيل الحكومة ولبنان دائما ما يتأثر بمعطيات خارجية وكانت هناك معطيات عربية ودولية مؤاتية للتشكيل".

واكد سلام "انه لم يقصّر بالاتصال والتواصل مع اي جهة عند التأليف لكن عندما شعر ان التباعد بين القوى السياسية لا يساعد باخراج الحكومة حرص على الحفاظ على مكانة رئيس الحكومة"، مشيرا الى ان "منذ لحظة ترشيحه قال انه اصبح لكل لبنان واللبنانيين ولم يقم بأي عمل الا لتعزيز استقلاليته خلال فترة تكليفه"، متسائلا "جئت الى حكومة وفاقية واذا لم تعد وفاقية فلماذا يجب ان ابقى فيها؟"، مشيرا الى "انه قال اذا استقال 8 وزراء من جهة معينة سأكون التاسع".

ولفت سلام الى ان "تكليفه جاء على خلفية معينة لتجنب اي مواجهات، وانه لا يأتي كتحدٍ او مواجهة لاحد، والحريري له مكانته وموقعه في اي وقت، وهو رئيس أكبر كتلة نيابية وزعيم في طائفته"، معتبرا ان "الوضع شائك وملبد لكن الجهود الدولية ستستمر وهذه الجهود مطلوبة للوصول الى حل للأزمة السورية والا اذا استمر الوضع على ما هو عليه سيسوء الوضع وسينعكس على سوريا وكل البلدان".

واعتبر سلام ان "الخروج من الشلل الذي كنا فيه ومن مناخ التصادم والعجز هو عامل ايجابي وبناء ولكن أداء الحكومة سيعطي المناخ الذي ننشده اي عودة المشاريع والاستثمارات الخارجية، ويجب اولا توفير الوضع الامني"، معربا عن "امله ان تتحرك الامور ايجابيا".

ولفت سلام الى "انه تمنى مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الوزراء خلال جلسة الحكومة اختيار اولويات بوزاراتهم للتركيز عليها"، معلنا ان "زيارته الأولى الى الخارج ستكون للسعودية الداعمة لقضايانا وخاصة عطاؤها غير المسبوق للجيش اللبناني".

ولفت سلام الى ان "القوات اللبنانية لديها اسبابها لعدم الدخول الى حكومة سياسية"، مشيرا الى "انه كان يتمنى لو كانت معنا بالحكومة".

في سياق اخر، اعتبر سلام ان "موقف النأي بالنفس في الحكومة السابقة كان جيدا لكن كان هناك مشاكل بتطبيقه"، موضحا انه "لو كانت الحدود مضبوطة كما يجب لتجنبنا الكثير، وهذا الامر من مهمات حكومتنا والكثيرين".

ولفت سلام الى انه "في ظل الوضع الامني غير المستقر، وفي اطار العمل الانتحاري اليوم الذي يجعل الانسان يسأل ماذا يجني من قام به، هذا كله يجعلنا نتحمل هكذا استهداف امرا صعبا علينا ولكن هذا المدخل العملي لاستدراك اهمية ان نكون موحدين ومجتمعين لنواجه هذه المآسي".

واعرب سلام عن "تعازيه لاهالي الشهداء والشفاء العاجل للمصابين، يجب على الجميع استجماع قوتهم لمواجهة هذا الواقع الذي ينعكس على كل الحالة في البلد".